المحتوى الرئيسى

مصر تحت الرماد.. تعددت الحرائق والموت واحد

05/12 22:04

يعيش المصريين أيام مليئة بألسنة اللهب التى تلتهم كل ما حولهم من عزيز وغالي من أرواح وأموال وأوراق تحوي مستحقات المصريين.

وكانت مشاهد إبرام النيران ببعض مباني الدولة وممتلكات المصريين والباعة الجائلين ليس بجديد، فمصر بمحافظاتها المختلفة، شهدت الكثير من الحرائق منذ الخمسينات بداية من حريق القاهرة حتى الآن..

حريق القاهرة "مدبر والفاعل مجهول"

من أشهر وأكبر الحرائق الكارثية في تاريخ مصر وتعود اسباب الحريق لأسباب سياسية، اختلفت الأقاويل وقتها حول الجناة، ولكن تم الاتفاق أنه كان مدبراً من قبل اشخاص على درجة عالية من التنظيم والمهارة لأنهم استطاعوا اشعال اكثر من 500 مبنى في نفس الوقت مستخدمين 30 سيارة، ومواد سريعة الاشتعال، مختارين توقيت مناسب وهو يوم السبت لتكون كبرى المحال مغلقة لعطلة نهاية الأسبوع، وتكون حفلة السينما الصباحية انتهت.

بدأت الكارثة يوم 26 يناير 1952، الساعة الثانية عشر ظهراً، وبدأت النيران تندلع بكازينو "أوبرا"، يليه العديد من الفنادق والبنوك ذو مصالح بريطانية، والسنيمات والكازينوهات والنوادي ومئات المتاجر وانتشرت الفوضى وقضت النيران على معظم مظاهر الحضارة بالقاهرة.

وكانت خسائر الحريق ما يقرب من 700 مبنى، ومن أكبر الفنادق التى تم تدميرها فندق شبرد،فضلاً 40 من  أشهر السينمات والمطاعم والكافيهات كسينما"ريفولي،ميامي، مترو"، بجانب كافيه "الأمرييكين، وصالة جروبي"، وأكبر المتاجر" شيكوريل، عمر أفندي، وصالون فيردي"، والكثير من معارض السيارات ومحال السلاح، وتم تشريد ألاف العمال على أثر هذه الحرائق.

وأسفر حريق القاهرة على مقتل 26 شخصاً وإصابة حوالي 552 فرد بالحروق والكسور، وكان محمد نجيب ذكر بمذكراته أن القتلى وصل عددهم لـ46 مصرياً و9 من الأجانب.

في 28 أكتوبر 1971، إلتهمت النيران مبنى الأوبرا القديمة بكل محتوياته وتهاوت أجزاء في الهواء من ديكورات و إدارات وأكسسوارات العروض والعديد من التحف النادرة و تعددت أسباب الحريق إلن أن تم إرجاع السبب الوحيد للماس الكهربائي.

واطلق عليها "الأوبرا الخديوية" نسبة للخديوى إسماعيل الذى أمر بإنشائها لتكون كمثيلتها في دول اوروبا وبالفعل استعان بمهندس إيطالي وعدد من الرسامين الموهوبين لتخرج ذو طراز معماري عظيم وفخم بتكلفت مليون وستمائة ألف جنيها وافتتحت عام 1869،وكانت الأولى في قارة افريقيا ولكن ألسنة اللهب لم تبقي من بهائها شئ وهى الآن مرأب للسيارات وسط ميدان العتبة الذى لم ترحمها النيران أيضاً واستيقظ المصريين يوم الأثنين الماضي 9مايو على حريق منطقة العتبة.

اعتبر عيدالأضحى عام 2002، من أكثر الاعياد مأسوية في حياة المصريين وخاصة من أهالي الصعيد، حين أبرمت النيران في قطار"832"، صباح يوم 2 فبراير من مدينة العياط متجهاً لصعيد مصر.

وبدأ الحريق بعربة القطار الأخيرة المكدسة بالركاب الذين كانوا متجهين لقراهم ومراكزهم لقضاء عيد الأضحى مع ذويهم، وامتدت لباقي العربات وقام السائق بفصل العربات الأولى عن الأخيرة خشية من إبرام النيران لباقي القطار.

واعلن أن سبب الحريق انفجار موقد بوتاجاز بأحد العربات الأخيرة، ونتج عن الحريق وفاة ما يزيد عن 350 شخصاً متفحماً، وأخرين ألقوا بأنفسهم من شبابيك القطار ولقوا مصرعهم على الفور.

مبنى الحزب الوطني .. بفعل فاعل

اضرم مجهولون النيران يوم 28 يناير2011،والمعروف "بجمعة الغضب"أثناء ثورة يناير، بطوابق مبنى الحزب الوطني بوسط القاهرة، مستخدمين زجاجات المولتوف والأسلحة النارية.

وكان مبنى الحزب الوطني يرمز لنظام مبارك الفاسد واعوانه ويضم الكثير من المستندات التي تثبت فساد رجال الحزب وألتهمت النيران جميع المبنى وكل محتوياته.

انهار السقف العلوي للمجمع العلمي من الداخل،يوم 18 ديسمبر 2011، واشتعلت النيران في المجمع وتفحمت أغلب محتوياته وأكلت النيران ما يقرب من 200 ألف وثيقة هامة وأثرية وخرائط بعضها نادر.

وتضم محتويات المجمع تاريخ مصر منذ عام 1798، ومن أشهر الوثائق التى التهمتها النار مذكرات ليوناردو دافنشي، وموسوعة الدستور الفرنسي الأصلي، وخرائط حصلت عليها مصر في التحكيم الدولي لإنهاء الخلاف لحدود مصر والسودان لمنطقة حلايب وشلاتين وطابا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل