المحتوى الرئيسى

في اليوم العالمي للتمريض نصائح "سيدة المصباح" لملائكة الرحمة

05/12 15:01

يحتفل المجلس الدولى للمرضات " ICN " في  12 مايو من كل عام باليوم العالمى للتمريض منذ عام 1974 حيث تقدمت "دورثى ساذرلاند " مسئول وزارة الصحة و التعليم و الرعاية الإجتماعية بأمريكا عام 1953 باقتراح إلى دوايت أيزنهاور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك بإعلان يوم عالمى "للممرضات" إلا أنه رفض، ومع بداية عام 1974 تم اختيار يوم 12 مايو  للاحتفال باليوم العالمى للتمريض، وهو ذكرى ميلاد الراحلة "فلورنس نايتينجيل" مؤسسة التمريض الحديث، ويستعد المجلس الدولى للمرضات فى كل عام للاحتفال، وتكريم الممرضات والمتميزين بتوزيع الهدايا و الادوات الخاصة بالممرض. 

واعتبارًا من عام 1998 خصص الثامن من مايو ليكون اليوم الوطنى السنوى لطلاب التمريض كما تم تخصيص يوم الأربعاء فى أسبوع التمريض الوطنى الذى يقع بين يومي 6، 12 مايو وبدأ الاحتفال به منذ عام 2003 ليصبح يوم مدرسة التمريض الوطنى.

ولدت فى مثل هذا اليوم  الثانى عشر من مايو عام 1820 م ببلدة "فلورنسا الإيطالية " لعائلة ثرية من الطبقة الأرستقراطية، تؤمن باهمية التعليم للمرأة.

تعتبر "نايتينجيل"  على نطاق واسع مؤسسة التمريض الحديث، تلقت تعليمها فى المنزل على يد والدها، وكانت تطمح أن تخدم الآخرين وتصبح "ممرضة" رغم رفض أسرتها و اعتراض والدها بشدة فى البداية إلا أنها مضت قدمًا فى طريقها لتعلم التمريض، ورفضت الزواج لشعورها بأن الزواج سيقيدها بالمسئوليات المنزلية.

عشقت " نايتينجيل " مهنة التمريض وعقدت العزم على تعلمها التمريض، وفى عام 1851 تعلمت التمريض داخل أروقة مدارس "الكايزرورات" و سرعان ما أتقنت المهنة وباتت تفكر جديًا فى أهميتها ووضع قواعد للتمريض وبرامج خاصة لتعليم التمريض والعمل على تدريسها والبدء فى تطبيقها عمليًا على نساء تمتعن بالأخلاق العالية.

وركزت اهتمامتها أيضًا على قواعد التطهير و النظافة الشخصية للمرضة، وكذا تمريض الصحة العامة فى المجتمع حيث تعتبر أول من وضع قواعد لهذه المهنة ووضع مستويات لخدمة التمريض والخدمات الإدارية بالمستشفيات.

قامت بزيارة لمصر واليونان في الفترة (١٨٤٩ - ١٨٥٠) بصحبة أصدقاء من أسرتها، وأثناء زيارتها لمصر قامت بزيارة بعض الراهبات اللواتى يعملن في المستشفيات لمساعدة الفقراء والمرضى من أبناء الشعب المصرى.

كتبت "فلورانس نايتينجيل" رسالة لها من الإسكندرية بتاريخ 19 نوفمبر 1849 م تم حفظها داخل سجلات الكلية العسكرية الملكية بكندا ذكرت فيها " هذا المكان مزدحم براهبات الكنيسة الكاثوليكية ، وراهبات الليعازريين ، والكنيسة اليونانية ، والأرمينية والمسلمين والبروتستانت كان عندهن 19 ممرضة ولكن يقمن بعمل 90 ممرضة، يقمن بتضميد الجروح وإسعاف الجرحى ويحضر لهن العرب بالمئات من أجل الإسعافات" ولم تكن تلك أول أو آخر رسالة لها من مصر فيذكر أنه بعد وفاتها قامت شقيقتها، "بارثى" بنشر  العديد من رسائلها عن مصر داخل كتاب حمل اسم "رسائل من مصر " فكانت " فلورانس" تستعين فى كثير من كتابتها بتعاليم الحكيم الفرعونى "تحوتى"  أو "هرمس" كما يعرفه اليونانيون.

تحققت أمنية " فلورانس" التى طالما انتظرتها كثيرًا وهى إنشاء أول معهد للتمريض عام 1853 أسندت إليها فيه مهمة الإدارة و أطلق عليه اسم " معهد السيدات النبيلات للعناية بالمرضى ".

ونجحت "نايتنجيل" في عملها الجديد فلم تكد تنقضي فترة قصيرة من الزمن حتي انتقل المعهد الي مبني أكبر واضخم ليصبح قادرا علي استيعاب الاعداد المتزايدة من الممرضات اللواتي اقبلن علي الالتحاق به.

وبدأت" نايتنجيل" لأول مرة تطبق نظرياتها العلمية الجديدة في علاج المرضي وكانت اولها النظافة التامة ثم الاصرار علي فتح النوافذ والسماح للهواء النقي بدخول الغرف حتي في ايام الشتاء الباردة.

وتغير الحال وبدأت جيوش المرض والجراثيم تتراجع امام نسمات الحياة وقصرت فترة علاجهم وغادروا المستشفي وهم اكثر ما يكونون صحة وعافية ..وبدأ الناس يتحدثون عن هذه الساحرة التي تعالج مرضاها بالشمس والهواء.

وصفت فلورنس نايتينجيل الممرضة في مذكراتها بالصفات التالية :

يجب أن تبتعد عن الأقاويل والشائعات..

يجب ألا تتحدث عن مرضاها أو أسرارهم..

أن تكون أمينة على مرضاها..

لا تتأخر على المرضى عند تنفيذ طلباتهم حيث أنهم يضعون حياتهم بين أيديها..

أن تكون دقيقة الملاحظة رقيقة المعاملة حساسة لشعور الغير..

في العام 1853 اندلعت (حرب القرم) بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية، وكانت بريطانيا تحارب إلى جانب الدولة العثمانية، ادت الحرب إلى سقوط عشرات الضحايا من الجانبين، وذكرت تقارير الصحافة البريطانية أن العديد من الجنود ماتوا لافتقارهم لأبسط انواع الاسعافات الأولية، وكان هذا بمثابة الصدمة للرأي العام البريطاني.

اندلعت حرب القرم في عام 1854 بين روسيا من جهة وبين بريطانيا وتركيا وفرنسا من جهة أخرى، وأثناء هذه الحرب نقلت حينها صحيفة التايمز البريطانية عن حجم المأساة التي كان يعيشها الجرحى الذين كانوا يتساقطون موتى بالمئات بعد النصر الذي حققه الإنجليز في تركيا لتتلقف فلورنس الدعوة وتذهب في التو واللحظة لمساعدة هؤلاء الجنود دون تلكأ أو تأخر .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل