المحتوى الرئيسى

حكومة الوفاق الليبية .. ليس بالدعم الدولي وحده تؤخذ الأمور

05/11 21:29

حكومة واحدة يدعمها المجتمع الدولي في ليبيا وهي حكومة الوفاق بقيادة قايز السراج، ومع ذلك يحكم فعليا على الأرض 3 حكومات بجانب برلمان طبرق.

الوضع لم يتغير كثيرا رغم  دعوة مجلس الأمن الأطراف الدولية للتعامل فقط مع حكومة الوفاق الليبية ووقف أي تعامل مع كيانات موازية، كما أصدر القرار رقم 2259 الذي يتضمن وقف الدعم والاتصال الرسمي مع المؤسسات الموازية، ويحث مجلس النواب والمؤسسات الأخرى، بما في ذلك مجلس الدولة الوليد، لتحقيق الأدوار المسندة إليهم بموجب الاتفاق السياسي الليبي.

المجتمع الدولي الذي حاول تمكين حكومة الوفاق بفرض عقوبات مالية على من وصفوهم بـ"معرقلي حكومة الوفاق" وهم رئيس حكومة الوفاق خليفة الغويل، و نوري بو سهمين رئيس المؤتمر العام، وعقيلة صالح رئيس برلمان طبرق، ولم يؤتى ذلك أكله، حاول معالجة الأمور سياسيا ولكن هذا قوبل بالفشل أيضًا.

وأعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا "مارتن كوبلر" منع موظفيه بالبعثة الأمس من زيارة مدينة الزنتان غرب البلاد، معتبرها خطوة "مخيبة للآمال حيث لم يتمكن موظفو البعثة من عقد اجتماعات فالحوار هو الطريق الوحيد للسلام".

وأعلنت كتيبة أبوبكر الصديق رفضها القاطع لزيارة كوبلر، مؤكدا أن اجتماعه بأي شخصيات من الزنتان لا يمثل إلا نفسه.

و أبدى المجلس العسكرى الزنتان، تحفظه على مكونات المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق مؤكدين أنهم لا يعترفون إلا بمؤسستى الجيش والشرطة.

ويأتي ذلك بعد أن قوبلت زيارة  مسؤول الترتيبات الأمنية الجنرال الإيطالي "باولو سيرا" برفض من قادة كتائب الزنتان، كما رفض الفريق خليفة حفتر قائد عملية الكرامة طلبا من المبعوث الأممي لليبيا لزيارته في مقره بالمرج شرق البلاد.

ورغم تسلم حكومة الوفاق للعديد من الوزارات وإعلان بعض المؤسسات الليبية تبيعتها لها إلا أنها ما زالت خارج نطاق الخدمة إلى حد كبير، وباءت جميع محاولاتها للحصول على ثقة برلمان طبرق بالفشل حتى هذه اللحظات.

وفي محاولة للقفز على أنها الفصيل الأعز في ليبيا أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية تشكيل قوة عسكرية نظامية جديدة، أطلق عليها اسم "الحرس الرئاسي"، وتتركز مهماتها على حماية المقرات الرسمية وتأمين الحدود وحراسة الوفود.

وتتولى هذه القوة المكونة من "وحدات الجيش والشرطة فقط"، وفقا للقرار، تأمين "المقرات الرئاسية والسيادية والمؤسسات العامة في الدولة"، وحراسة أعضاء المجلس الرئاسي و"كبار زوار الدولة".

مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية قال إن قوة حكومة الوفاق تستمد من التوافق الدولي لذلك دخلت طرابلس في بارجة إيطالية وأول وزير يزورها كان وزير خارجية إيطاليا ثم كررها مع نظيره الفرنسي.

ومع هذا أوضح غباشي في حديثه لـ"مصر العربية" أن حكومة عبدالله الثني ما زالت تعمل في الشرق وحكومة طرابلس تعمل في الغرب كمان أن خليفة حفتر تلقى تعليمات من رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح لشن هجمات ضد تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" في سرت وكأن حكومة الوفاق ليست موجودة.

وأشار إلى أن هناك لبس في نقطة " من يدير الدولة" فعليا، مفيدا بأن المجتمع الدولي الذي اتخذ قرارا بإنجاح حكومة الوفاق وعدم قبول أي خيار خلاف ذلك عليه أن  يبحث عن التوافق السياسي الداخلي على حكومة الوفاق.

ونبه بأن الأربع شخصيات :" عقيلة و حفتر والغويل والثني" إن  أقروا حكومة الوفاق ستنتهي المشكلة.

وشدد الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة على أهمية جلوس الفرقاء الليبيين على طاولة واحدة للتوافق والوصول لحل وسط، محذرا أن غير ذلك ربما يصل بيليبيا للتقسيم لثلاث دويلات.

واعتبر أن فرض أي حلول بالقوة لن يجني ثمارا والمهم هو التوافق بين الفصائل المتنازعة لتجنيب بلادهم خطر التقسيم ونزيف الدماء.

وقال فايز السراج، في حواره لـ"الشرق الأوسط " أمس إن التاريخ سيحمل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح مسؤولية قضايا كثيرة، خاصة في المرحلة الحالية التي يبحث فيها  الشعب الليبي عن الاستقرار والحل السياسي، مطالبة عقيلة بالتوقف عن المناورات السياسية لأن ذلك لا يصب في صالح الشعب.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل