المحتوى الرئيسى

منتدى التعاون الصيني العربي.. تفعيل مبادرة الحزام والطريق

05/11 19:27

"خطوة هامة في طريق توطيد التعاون الصيني العربي، وفرصة ثمينة لتحقيق السلام فى المنطقة".. هكذا ثمنت الصين الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي والتي تستضيفه الدوحة غدا.

ويأتي المنتدى في إطار حرص الجانب الصينى على ضم جهوده إلى الجانب العربى فى إطار مبادرة “الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينج قبل عامين.

وأعلن لو كانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن الاجتماع سيناقش كيفية الدفع قدما بمبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، المعروفة باسم "مبادرة الحزام والطريق"، وسبل تعميق التعاون الإستراتيجي العربي الصيني، بالإضافة إلى تبادل الآراء بشكل متعمق وموسع حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأضاف المتحدث أن المنتدى سيتناول خطة التعاون المشتركة العربية الصينية للعامين المقبلين.

ووصف كانج الاجتماع بأنه أول حوار سياسي رفيع المستوى بين الصين والدول العربية، منذ الرحلة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينج إلى الشرق الأوسط في مستهل العام الجاري، والتى زار خلالها السعودية ومصر، وألقى كلمة موجهة إلى العالم العربي من مقر الجامعة العربية.

وأعرب عن ثقته في أن هذا الاجتماع سيسهم في تعزيز الحوار والتعاون المستقبلي بين الجانبين، ودعم أركان المنتدى، خاصة وأن هذا العام يوافق الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية العربية الصينية.

وقال لي تشن، سفير جمهورية الصين الشعبية في الدوحة، إن منتدى التعاون العربي الصيني تأسس في العام 2004، مبينا أنه يقوم على 4 محاور هي التعاون في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي، وأيضا في الشؤون الدولية.

وأكد أنه منذ تأسيس هذا المنتدى فإن الجانبان العربي والصيني منذ التوقيع على إعلان المنتدى حققا منجزات مهمة جعلت من هذا المنتدى مثالًا يحتذى به لإقامة منتديات أخرى للتعاون بين الجامعة العربية والأطراف الدولية المهمة.

ومن المقرر أن يشهد اليوم الأول للمنتدى اجتماعات الدورة الثانية للحوار السياسي الإستراتيجي العربي الصيني على مستوى كبار المسؤولين، وسيبحث الجانبان أبرز التطورات الإقليمية ومنها عملية السلام في الشرق الأوسط والأزمة السورية والوضع في اليمن وليبيا، علاوة على التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية ومكافحة الإرهاب.

كما يشمل اليوم الأول الدورة الثالثة عشرة لاجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الصيني، حيث يلقي فيها رؤساء الجانبين العربي والصيني، وأيضا عميد السلك الدبلوماسي العربي في الصين كلمات افتتاحية، علاوة على كلمة رئيس وفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. بينما تشهد جلسة العمل الأولى برئاسة الجانب العربي اعتماد جدول الأعمال ومناقشة بنوده والإعداد للدورة السابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى، وكذا التشاور حول وثائق الاجتماع الوزاري. وتشهد جلسة العمل الثانية برئاسة الجانب الصيني مواصلة التشاور حول وثائق الاجتماع الوزاري.

وفي اليوم الثاني للمنتدى تنعقد الدورة السابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، حيث تشهد الكلمة الافتتاحية كلمة سعادة وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وكلمة وزير خارجية الصين، وكلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية. وفي جلسة العمل الأولى يتم اعتماد جدول الأعمال، وإلقاء كلمات رؤساء الوفود. بينما تشهد الجلسة الثانية استكمال إلقاء الكلمات. بعدها يقوم رؤساء الوفود المشاركة بزيارة معرض القطار السريع ونظام بيدو للملاحة الفضائية وصناعة توليد الكهرباء من الطاقة النووية المقام على هامش المنتدى.

وفي الجلسة الختامية التي يترأسها الجانب العربي يتم اعتماد وتوقيع وثائق الدورة السابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى وهي إعلان الدوحة، والبرنامج التنفيذي بين عامي 2016 - 2018، بالإضافة إلى كلمات ختامية لكل من سعادة وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن، وسعادة وزير خارجية الصين، وكلمة من أمين عام جامعة الدول العربية.

بدوره قال وانج يى وزير خارجية الصين إن الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي سنطلق غدا في قطر يعد مهرجانا للتشاور حول التعاون الاجتماعي بين الصين والدول العربية.

وأضاف في مقال له بجريدة الأهرام تحت عنوان "فرصة لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية" أن المبادرة التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينج قبل عامين للتشارك الصينى العربى فى بناء “الحزام والطريق” وتشكيل إطار التعاون “1+2+3" لازالت مثمرة بفضل الجهود المشتركة من الجانبين.

وتابع: “زادت أسس الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين الصينى والعربى متانة، ظلت الصين تدعم الدول العربية فى استكشاف الطرق التنموية التى تتناسب مع ظروفها الوطنية وبإرادتها المستقلة، وتدعم جهودها فى استعادة الحقوق الوطنية المشروعة، بما فيها إقامة دولة فلسطين المستقلة”.

وأردف قائلا: "فى المقابل، قدمت الدول العربية دعما غاليا للصين فيما يتعلق بمصالحها الحيوية وشواغلها الكبرى. ولغاية اليوم، أقامت الصين علاقات استراتيجية مع 8 دول عربية، وانضمت 7 دول عربية إلى البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية كعضو مؤسس”.

وأوضح وزير الخارجية الصيني أن روابط التعاون المتبادل المنفعة بين الجانبين الصينى والعربى زادت قوة الآن، وأن الدول العربية تعد أبرز شريك التعاون للصين فى مجال الطاقة، وأحد أهم الأسواق للمقاولة الهندسية والاستثمار وراء البحار.، فقد أصبحت الصين ثانى أكبر شريك تجارى للدول العربية ككل وأكبر شريك تجارى لـ10 دول عربية.

وبين أن بناء “الحزام والطريق” يتطلب بيئة سلمية ومتناغمة، يتمكن من توفير قوة الدفع الضخمة لتحقيق السلام فى المنطقة، مؤكدا أن الصين ستواصل مشاركتها البناءة فى شئون المنطقة لإيجاد القاسم المشترك الأكبر لهموم الأطراف المختلفة عبر الحوار.

وأردف: “ فى الوقت الراهن يمر كلا الجانبين الصينى والعربى بمرحلة حاسمة للتنمية، إذ طرحت الحكومة الصينية مفهوم التنمية القائم على الإبداع والتناسق والنظافة والانفتاح وتبادل المنفعة فى خطتها الخمسية الثالثة عشرة للتنمية.

ويحرص الجانب الصينى على ضم جهوده إلى الجانب العربى فى إطار “الحزام والطريق” باعتباره منبرا منفتحا وعمليا وطويل الأمد، وتعزيز نمط التعاون الجديد “النفط والغاز بلاز”، وتسريع عملية تسهيل الاستثمارات ونقل التكنولوجيا المتقدمة والحديثة، والدفع ببناء المناطق الصناعية ذات الأولوية.

وأنهى وزير الخارجية الصيني مقاله بالقول: “دعنا ننتهز فرصة بناء “الحزام والطريق” ونلتزم بالصداقة التقليدية ومبدأ المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، ونبذل جهودا مشتركة لدفع علاقات التعاون الاستراتيجى بين الصين والدول العربية إلى الأمام.

ومن جانبه قال وو سي كه المبعوث الخاص الصيني السابق إلى الشرق الأوسط إن الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي المقرر عقده في العاصمة القطرية الدوحة غدا الخميس يحمل معنى فريدا، ويأتي في إطار توطيد التعاون الصيني العربي وتعميق التواصل وتعزيز الحوار بين الجانبين وتحسين بناء آلية المنتدى.

وأضاف وو سي كه لوكالة أنباء الصين (شينخوا) أن المعنى الفريد لهذه الدورة من المنتدى الصيني العربي يتمثل في أن عام 2016 يصادف الذكرى الـ60 لاستهلال الصين لعلاقاتها الدبلوماسية مع الدول العربية، حيث كانت مصر أول بلد عربي يقيم علاقات دبلوماسية مع الصين وذلك في عام 1956، كما أنه يأتي في أعقاب قيام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة إلى السعودية ومصر في يناير الماضي حيث ألقى خطابا من مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة طرح فيه نهجا بديلا لحل المعضلات الإقليمية وإحلال السلام في الشرق الأوسط وكذا أربعة مقترحات من أجل البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق".

وأكد أن المحاور التي سيركز عليها الاجتماع الوزاري المرتقب للمنتدى، تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، تتجسد أولا وبشكل أساسي في دفع وتعميق التعاون بين الجانبين في مزيد من المجالات مثل الطاقة والبنية التحتية والتجارة والاستثمارات، وثانيا في مناقشة الأوضاع الإقليمية الساخنة في مناطق مثل غزة وسوريا لتحقيق وقف إطلاق النار وكذا دفع محادثات السلام بين الأطراف المتصارعة، وثالثا في مكافحة خطر الإرهاب.

وفيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية ومبادرة "الحزام والطريق"، قال وو سي كه إن الصين دخلت مرحلة تطبيق الخطة الخمسية الـ 13 التي تنص على وضع عدة إجراءات تنموية من بينها مبادرة "الحزام والطريق" موضع التنفيذ، مشددا على أهمية التعاون مع العالم العربي الذي يعد شريكا إستراتيجيا طبيعيا للصين في البناء المشترك لهذه المبادرة الطموحة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل