المحتوى الرئيسى

أسباب قتال إيران من أجل بقاء الأسد.. لماذا تخشى طهران سقوط حليفها القديم. وماذا وراء التضحية بالحرس الثوري والخسائر المادية الفادحة في الحرب؟

05/10 11:14

تتكبد إيران خسائر فادحة مع استمرار المعارك داخل سوريا، ومؤخرًا أعلن بيان من الحرس الثوري الإيراني أن 13 من قوات النخبة قد قُتِلوا في المعركة المستعرة بالقرب من مدينة حلب أكبر مدن سوريا والتي أصبحت الجبهة الأمامية في الحرب الأهلية المستمرة منذ 5 أعوام، كما كشف عين الله تبريزى القائد السابق فى الحرس الثورى الإيرانى، عن مقتل 1200 مقاتل إيرانى فى سوريا منذ عام 2012، حسبما ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «غير حكومية».

صحيحٌ أن دعم إيران لنظام الأسد نوع من رد الجميل، لدعم حليف قديم، حيث دعم حافظ الأسد إيران خلال سنوات حربها الثمانية مع العراق، وربما يكون سببًا مقنعًا شريطة ألا تربطه ما يجري فعليًا على الأرض، إذ يشير ذلك الدفاع المستميت بالرغم من الخسائر المادية والبشرية الهائلة، إلى وجود أسباب أخرى.

وكما يرى المعارض السوري برهان غليون، فإن إيران لا تقيس نفسها بأي دولة من دول المنطقة، بل تعدّ سوريا حجر الأساس لتشكيل ما يشبه الإمبراطورية الإيرانية والتي تطوّق المشرق العربي وتتصدى لدول الخليج التي تعدّها امتدادا للإمبراطورية الأمريكية، وفقدان هذا الحليف يعني صعود مجموعات مناهضة لإيران تتصدّر المشهد.

ويؤكد ذلك ما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد وقت قصير من تنصيبه الحكم عام 2013، حين أكد أن «العلاقات الاستراتجية والتاريخية بين الشعبيين السوري والإيراني، لن تهزها أي قوة بالعالم»، وهو التصريح الذي يزيح الستار عن إصرار متناهي من إيران على إنفاق المليارات لدعم الأسد، على الرغم من اقتصادها المتعثر.

وتلعب إيران دورًا حاسمًا في دعم الرئيس السوري بشارالأسد وذلك من خلال تقديم المشورة العسكرية وتوفير الأسلحة وأيضًا تقوم بتمويل الحكومة في ظل الضائقة المالية التي تعانيها، بل يمكن القطع بأنه لولا تدخل إيران من البداية، قبل روسيا لما صمد نظام الأسد حتى الآن.

سقوط الأسد قد يؤدي إلى إبادة العلويين في سوريا، وتراجع النفوذ الإيراني، ومن ثم تقاتل إيران من أجل بقاء الأسد، للتصدّي للمحور الإقليمي العربي بقيادة السعودية، الذي يهدف لاحتواء القوة الجيوسياسية المتزايدة لإيران، وكذلك خشية توسع النفوذ الغربى في المنطقة، وخوفا من وصول التيارات الموالية للغرب والسلفية.

وتعد الخلفية الإيديولوجية التي يتحرك من خلالها النظامان الحاكمان في سوريا وإيران، عامل أساسي في توحد المصالح والمواقف كونهما ينتميان للمدرسة الشيعية، ويفسّر ذلك تولّى طهران حماية عشرات المواقع الشيعية المقدسة في سوريا، لأنها تستخدم هذه المواقع المقدسة في تجنيد المقاتلين لمساعدة الأسد.

إيران لا ترى في الأسد تابعًا، بقدر ما تراه «كنزًا استراتيجيًا» يحافظ على وجودها، فوجود التكتل السوري الإيراني في مواجهة الأعداء والمنافسين الإقليميين والقوى الكبرى مرهون بالطبع بوجود الأسد، كما أن التدخل الايراني في لبنان بالتحديد لا يتم إلا من خلال سوريا، إضافةً إلى أن محور سوريا إيران يجعل من كفة أية دولة منهما قوية أثناء أية مفاوضات ومداولات مع قوى إقليمية أو عالمية.

سوريا، هى العمود الفقري الجيوساسي للنفوذ الإيراني في منطقة بلاد الشام والعالم العربي بشكل عام، ولذلك فإذا سقط النظام السوري فإن عملية تدفق الأسلحة والمساعدات للحليف العربي الأهم لإيران، حزب الله اللبناني، بقيادة حسن نصر الله، سوف تتأثر، ومن ثم فإن إيران تريد ضمان بقاء ممرات عبور الأسلحة إليه آمنة كما هي.

وأهم من ذلك، سوريا أهم موقع استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لإيران، فمن خلالها يمكن التأثير على تحولات المنطقة وخصوصاً تحولات فلسطين واسرائيل، فحزب الله والذي يمتلك آلاف الصواريخ التي تستهدف إسرائيل، هو سلاح الردع الإيراني الرئيسي ضد إسرائيل، التي تمتلك مخطط توسع قد يتناقض مع مخطط الدولة الفارسية، فالطرفان يسعيان إلى التوسع على حساب الجزيرة العربية.

العامل الاقتصادي كذلك له دور في الحرب، إذ بلغ ميزان التبادل التجاري بين البلدين قبل اندلاع الثورة السورية خمسة مليارات دولار، حيث يعتبر هذا المعدل عاليًا جدًا، إضافة إلى وجود علاقات عسكرية قوية تربط بين البلدين، وخلال العقد الماضي قام الحرس الثوري الإيراني بالتدريب والتجهيز وكذلك تقديم الدعم لكل من القوات المسلحة وقوات الأمن السورية.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل