المحتوى الرئيسى

سودير جويل: روح الشباب

05/08 09:08

يؤكد سودير جويل، العضو المنتدب لمجموعة جلف بتروكيم، على الدور الرئيسي، الذي تلعبه المجموعة في قطاع النفط بالمنطقة. فالمجموعة  التي تتخذ من دولة الإمارات، مقراً لها، متخصصة في تجارة النفط وتموين السفن وتكرير النفط وتصنيع الشحوم والزيوت وإدارة محطات تخزين النفط وتصنيع القار والشحن والخدمات اللوجستية.

يقود سودير جويل العضو المنتدب لمجموعة جلف بتروكيم المجموعة بالتعاون مع أبناءه وأشقائه منذ عام 1998. وتتخذ المجموعة من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، كما تمتلك مكاتب في جنوب آسيا وأقصى شرق آسيا وأفريقيا وأوروبا. وقد برزت جلف بتروكم، كواحدة من أهم الشركات المصنعة والتي تعمل بتجارة المنتجات البترولية في أجزاء كبيرة من العالم. أريبيان بزنس التقت سودير جويل فكان الحوار التالي.    

لنعد بالتاريخ قليلاً؛ هلَا أخبرت القراء كيف أطلقت شركتك العائلية حتى وصلت إلى المكانة التي تحتلها اليوم؟

تعود بدايات مسيرتي في قطاع الطاقة إلى العام 1993، حيث عملت مع أخي الأكبر آشوك جويل في تجارة المنتجات البتروكيماوية في الهند، لتنجح أعمالنا ونتمكن من جمع رأس مال كافي أتاح لنا استكشاف آفاق جديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث أسسنا «غلف بتروكيم» في العام 1998.

يقع مقر المجموعة في الشارقة، وهي ملكية خاصة. وتضم محفظة غلف بتروكيم 6 وحدات أعمال هي: تجارة النفط، وتموين السفن، وتكرير النفط، وصناعة الشحوم، ومحطات تخزين النفط، وتصنيع القار، بالإضافة إلى الشحن والخدمات اللوجستية.

أشغل حالياً منصب العضو المنتدب للمجموعة، وتشمل مهامي الإشراف على كافة الأمور المتعلقة بالبيانات المالية والتمويل، والتخطيط الإستراتيجي، وعمليات الاستحواذ، وإعادة الهيكلة، والعلاقات التجارية الدولية. وهذا ما أتاح الفرصة أمام غلف بتروكيم لإنشاء شبكة دولية لتجارة ضمن قطاع المنتجات النفطية في الشرق الأوسط، وأوروبا، وبلدان رابطة الدول المستقلة، وجنوب شرق آسيا، والصين، وشبه القارة الهندية. وتقدر قيمة المجموعة حالياً بـ2.8 مليار دولار أمريكي، حيث واصلت منذ عام 2013 مسيرة نجاحها بتحقيق نسب نمو مرتفعة بلغت 30 % سنوياً.

كيف تنظرون إلى مشهد الأعمال في المنطقة بالنسبة للشركات العائلية؟

تهدف الشركات العائلية في منطقة الشرق الأوسط إلى تحقيق النمو وفق وتيرة سريعة، وتضع لنفسها أهدافاً طموحة تسعى لإنجازها؛ وأعتقد أن هذه الشركات قدمت أداءً جيداً على مدى السنوات الماضية، وسوف تستمر بالنمو مستقبلاً. وبالرغم من الصعوبات التي تواجه قطاع الأعمال حالياً، فقد تمكنت هذه الشركات من مواصلة مسيرة نجاحها.

وتتميز الشركات العائلية- مثل غلف بتروكيم بقدرتها السريعة على التكيَف والابتكار، وبتخطيطها الفعال لتعاقب الموظفين، لذا تتمتع هذه الشركات بفرص كبيرة لتحقيق النجاح بالرغم من الاضطرابات المالية العالمية.

ما هو مفهومك للنجاح، سواء بالنسبة لك أو لشركتك؟

يتمثل النجاح بالنسبة لي بأن أكون في موقع يتيح لي المساهمة ببناء وإفادة المجتمع ككل؛ فالقيام بذلك يشعرني بارتياح كبير على الصعيد الشخصي.

أما بالنسبة لمفهومي عن نجاح الشركة، فهو يتمثل بإنشاء علامة متميزة وتطويرها لتصبح الأفضل في فئتها من حيث الربحية، ومن حيث ممارسات الأعمال ضمن مجالات خبرتنا. وأعتقد أن غلف بتروكيم تسير بخطى ثابتة على طريق تحقيق هذا النجاح.

مما لا شك فيه أن العمل الجماعي قد ساعدك على تحقيق كافة هذه الإنجازات- ما الذي يميَز إستراتيجيتك في تعزيز علاقتك مع موظفي الشركة؟

يعتبر فريق العمل من أهم أصول شركتنا، ونحن نعمل على غرس هذا النموذج العائلي الذي أثبت فعاليته معنا منذ بداية مسيرة غلف بتروكيم؛ حيث نبحث دوماً عن أفضل المواهب العالمية لينضموا إلينا. يعمل كبار المختصين ذوي الخبرة في شركتنا بمثابة مرشدين، ويقدمون التوجيه والدعم اللازم للجيل الشاب. نقوم بتوظيف خريجي الإدارة من كليات إدارة الأعمال، بالإضافة إلى المهندسين خريجي المعاهد الرائدة، ونقوم بتدريبهم للعمل ضمن مجموعة متنوعة من الوظائف، مثل التجارة، وعمليات محطات الحاويات، والتصنيع، والتكرير. إن شركتنا تنبض بروح الشباب، حيث نمتلك سجلا حافلا في توظيف الكفاءات المناسبة وضمان المحافظة عليها. كما نولي أهمية قصوى لتوظيف الأفراد الذين يتوافقون مع فلسفة أعمالنا، مع إعطائهم حرية تطوير المهارات التي يحتاجونها لتحقيق النجاح ضمن هذا القطاع.

شهدت المنطقة مؤخراً تدهوراً في أسعار النفط - كيف أثر ذلك على أعمالكم بشكل عام؟

تتمتع غلف بتروكيم، بخبرة واسعة في مجال عمليات التكرير والتوزيع تمكنها من إتباع نماذج عمل منضبطة من حيث التكاليف. تطورت شركتنا لتصبح مجموعة تشمل عدة شركات تقدر قيمتها بـ2.8 مليار دولار أمريكي منذ بدء عملياتها في العام 1998، ونجحت بإنجاز مختلف عمليات التشغيل، والتي تشمل تجارة النفط، وتموين السفن، والتخزين.

وحققت المجموعة أداءً متميزاً خلال العام الماضي ضمن وحدات الأعمال المختلفة، وخاصةً أعمال محطات التخزين الطرفية، وذلك بالرغم من ظروف السوق المتقلبة. وبلغت نسبة إشغال خزاناتنا 100 % في محطات الفجيرة والحمرية خلال العام، كما حققنا نمواً ملحوظاً في أعمال تخزين زيت الوقود. وعملنا في محطة الفجيرة على تخزين زيت الوقود بشكل أساسي، بينما ضمت المنتجات المخزنة في محطة الحمرية مزيجاً من زيت الوقود، والقار ، وزيوت التشحيم، والمواد الكيماوية. وعلى الرغم من بطء حركة المواد الكيماوية وزيوت التشحيم على مدار العام، بقيت مستويات الإشغال لهذه المنتجات بنسبة 100 % خلال العام 2015.

وعلى الرغم من التقلبات التي شهدها السوق، نأت المجموعة بنفسها عن تأثيرات هذه الاضطرابات بشكل نسبي، وهذا يعود جزئياً إلى إجراءات الحد من المخاطر والتحوَط التي نطبقها ضمن كافة وحدات أعمالنا.

ما هي التحديات التي تواجه قطاع البتروكيماويات حالياً؟

نواجه العديد من التحديات كشركة عالمية، وخاصةً أن قطاع البتروكيماويات يتأثر بشكل كبير بالاقتصادات الكليَة. من الصعب زيادة رأس المال ضمن الأسواق الإقليمية، أو إيجاد الشركاء المحليين التي يشتركون معنا بنفس الرؤية، بالرغم من تقديم تقييمنا للسوق الذي يسلط الضوء على وجود فجوة واضحة وحاجة إلى منتجاتنا وخدماتنا.

وفي اعتقادي الشخصي، إذا ما كنت متحمساً لإتمام عملك على أكمل وجه وبأفضل طريقة ممكنة في الوقت المناسب، عندها يمكنك التغلب على كافة التحديات، فالقدر يميل إلى صالح الشجعان والذين يمتلكون روح المغامرة ويوظفونها بشكل المناسب.

ما هي المجالات التي تسهم بزيادة نمو أعمال المجموعة؟

شهدنا معدلات نمو كبيرة في كافة عملياتنا خلال السنوات القليلة الماضية؛ حيث حققت وحدات أعمالنا الست نمواً ملحوظاً من ناحية التوسع الجغرافي، ونطاق العمل، والقيمة، وهامش الربح الصافي. الأمر الذي يميزنا ضمن هذا القطاع هو طموحنا وفلسفة العمل التي ننتهجها، وهو ما يمكننا من التكيَف مع ظروف السوق ومع المناخ الاقتصادي المتقلب. أتاحت لنا هذه الميزات تحقيق قفزات كبيرة نحو الأمام خلال السنوات القليلة الماضية، وبدونها كان من الصعب أن نشهد هذا النجاح.

هلَا أطلعتنا على إستراتيجية الشركة في السنوات المقبلة؟

نحن نعمل على تعزيز الأعمال التي استحوذنا عليها والتقدم نحو تحقيق التكامل كجزء من إستراتيجيتنا التوسعية الطموحة- وذلك ضمن المسارات العضوية وغير العضوية. كما نسعى لتوسيع آفاقنا عن طريق توسيع نطاق تغطيتنا في إفريقيا لكافة وحدات الأعمال الإستراتيجية لدينا، وتسويق عمليات المصب. سوف نستمر بالبحث عن فرص للاستحواذ على الأصول الجيدة كما عملنا سابقاً. وتشمل خططنا تشييد مصافٍ جديدةٍ في الإمارات العربية المتحدة وأفريقيا، فضلاً عن توسيع محطاتنا في الإمارات العربية المتحدة. وبالرغم من ذلك، إن تقييمنا الثابت وبعيد المدى لحالة السوق- إلى جانب تنوَع عملياتنا- يعني أننا قادرون ومصممون على التكيَف مع صدمات السوق واستيعابها بسهولة.

ما هو الحجم الحالي لاستثمارات الشركة؟

شرعنا بتنفيذ العديد من الاستثمارات، وأسسنا لحضور قوي على الساحة العالمية من خلال امتداد عملياتنا ضمن مختلف القارات، مع التركيز على المواقع الرئيسية بالنسبة لنا مثل شبه القارة الهندية، وجنوب شرق آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وأمريكا الجنوبية. تقدر استثماراتنا في الشركات التابعة والشريكة حالياً بقيمة تفوق 110 ملايين دولار أمريكي. ونتوقع استمرار زيادة حجم الاستثمارات هذه، نظراً لإستراتيجية التوسع الحالية التي ننتهجها.

هل لك أن تخبرنا المزيد حول خططكم التوسعية- وهل هناك أسواق محددة تسعى المجموعة لدخولها؟

نحن نؤمن بالتوسع الدائم والخوض بمشاريع جديدة، وهذا ما يشير إليه شعار الشركة «نحو آفاقِ جديدة». كما نتميز بأننا انتقائيون للغاية من حيث التنوَع بالأعمال التي نمارسها، حيث نختار القطاعات التي تمتلك فرصاً واعدة على المدى الطويل فقط.

ما زال تركيز المجموعة الأساسي يتمحور حول عملياتها في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وشبه القارة الهندية، كما أننا نعمل على توسيع محفظتنا من مصافي النفط ضمن شرق أفريقيا، وتحديداً في تنزانيا. انصب تركيزنا خلال العام الماضي على تطوير حضورنا الحالي في شرق أفريقيا وأعمال محطاتنا في كافة أنحاء العالم، ونحن على يقين بأن أفريقيا تمثل فرص النجاح للحاضر وليس للمستقبل كما يعتقد الكثيرون.

إلى جانب قطاعات النفط والغاز والقطاعات التابعة لها، هل تمتلك المجموعة أية خطط لتنويع عملياتها ضمن قطاعات أخرى؟ وما هي المجالات/القطاعات التي تتمتع بفرص نمو واعدة في العام 2016؟

لن نسعى إلى التوسع ضمن قطاعات أخرى نظراً لظروف السوق الحالية، بل سوف نركز على تطوير أعمالنا الأساسية. وبالنسبة للشق الثاني من السؤال؛ أعتقد بأننا نشهد تنامي الفرص الواعدة ضمن قطاعات التعليم والرعاية الصحية في المنطقة.

كيف كان أداء غلف بتروكيم في العام 2015 من الناحية المالية، وما هي توقعاتك للعام 2016؟

كان العام 2015 عاماً صعباً، وخاصةً بالنسبة لقطاع الطاقة؛ وهذا ما أثر على الاقتصاد العالمي ولم يتيح أية فترة راحة بالنسبة لكافة الشركات. عانت منطقة الشرق الأوسط من التأثير الأكبر، نظراً لأن دخل المنطقة الأساسي من إنتاج النفط.

وكان أداء غلف بتروكيم خلال العام 2015 جيداً إلى حد ما، حيث تمكنا من إتمامه بأرقام قريبة من العام 2014؛ وهذا نتيجة زيادة نطاق أعمالنا، وتنوَع منتجاتنا والمناطق التي ننشط ضمنها، فضلاً عن سياسات إدارة المخاطر الناجحة التي اتبعناها بالنسبة للاعتمادات والعملات والسلع، بالإضافة إلى الاستخدام السليم للخطوط المصرفية.

ولم يشهد الربع الأول من العام 2016  تغييرات كبيرة مقارنة بالعام السابق، باستثناء الزيادة الطفيفة في أسعار النفط الخام. وبشكل عام، نعتقد أن العام 2016 سوف يكون مشابهاً للعام الماضي، على افتراض عدم حدوث أية تغييرات على الساحة الاقتصادية والسياسية العالمية. كما أن السوق قد أصبح أكثر نضجاً بعد أن عانى خلال فترتي (2008-2009) و (2014-2015)، وهذا ما سيجعل العام 2016 خالياً من الاضطرابات.

هل لك أن تطلعنا على أهم مشاريعكم الحالية والمستقبلية، وما هي المبالغ التي تتوقع الشركة استثمارها بهذه المشاريع؟

نحن نتطلع إلى تحقيق النمو غير العضوي من خلال الاستحواذ على الشركات المناسبة، بالإضافة إلى اكتشاف الشركات غير المقدرة بشكل عادل، والعمل على تعزيز كفاءتها وربحيتها. استحوذت مجموعتنا على شركة «ساه للبترول المحدودة- وهي شركة مساهمة عامة محدودة مشهورة- متخصصة في تصنيع الزيوت والشحوم اللازمة للصناعات ووسائل النقل، لتضاعف من أرباحها السوقية خلال فترة قصيرة لم تتجاوز 6 أشهر. وبعدها انتقلنا إلى تأسيس شراكتنا الإستراتيجية مع ريبسول - شركة النفط الإسبانية الأفضل - لنحصل على حق التصنيع والتسويق الحصري لمنتجات ريبسول المتميزة والشاملة من زيوت التشحيم عالية الجودة في الهند. نحن نفتخر بهذه الخطوة الهامة نحو الأمام، والتي تتيح لنا الإسهام في تلبية احتياجات الهند التي تشكل 33%  من سوق الدراجات الآلية العالمي، والذي يعدَ السوق الأكبر في العالم. يشهد قطاع زيوت التشحيم الهندي- الذي يولي أهمية كبيرة لكم ونوع المنتجات التي يقدمها- نمواً سريعاً، الأمر الذي يزيد من أهمية الدور الهندي على الساحة الاقتصادية العالمية. إن انتقالنا إلى الهند وعقدنا للشراكات الإستراتيجية مع الشركات العالمية الشهيرة مثل ريبسول، يعدَ أمراً استراتيجياً وضرورياً؛ وننظر إلى هذه الخطوة على أنها إنجاز هام بالنسبة لنا، كما نسعى إلى توسيع عملياتنا في قطاعات السيارات العادية والسيارات الثقيلة خلال السنوات المقبلة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل