بعد إنشاء الهيئة العامة للترفيه.. السينما قريباً في السعودية.. والقصبي: سنصبح بشراً طبيعيين

انسجاماً مع رؤية السعودية 2030 أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز، السبت 7 مايو/أيار 2016، عدد من الأوامر الملكية، تهدف إلى إعادة هيكلة بعض الوزارات والأجهزة والمؤسسات والهيئات، وكان من أبرز الأوامر الملكية إنشاء هيئة عامة للترفيه والثقافة، حيث جاء في نص الأمر الملكي: "تُنشأ هيئة عامة للترفيه، برئاسة أحمد بن عقيل الخطيب، وتختص بكل ما يتعلق بنشاط الترفيه، ويكون لها مجلس إدارة يعين رئيسه بأمر ملكي".

ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أشار من قبل إلى أن مستوى دخل الفرد السعودي يعد من أفضل دول العالم، لكن المشكلة تتمحور حول إنفاق الفرد بمستوى ينعكس على رفاهيته في الحياة، مؤكداً أن الترفيه كفيل بتغيير مستوى معيشة الفرد السعودي خلال فترة وجيزة.

ما أهداف الهيئة العامة للترفيه وفقاً لرؤية 2030؟

- عقد شراكات عالمية في قطاع الترفيه

- الوصول إلى 450 نادي هواة بحلول 2020

- تخصيص الأراضي لإقامة المتاحف والمسارح

- دعم الموهوبين من الكُتاب والمخرجين والفنانين

- تخصيص مساحات كبيرة على الشواطئ للمشروعات السياحية

الترفيه أساسي وليس مكملاً في المجتمع

وحظي قرار إنشاء أول "هيئة عامة للترفيه" بتفاعل واسع لدى السعوديون في الشبكات الاجتماعية، حيث أعربوا عن تأييدهم للأمر الملكي، مبدين ترقبهم لنشاطات الهيئة، مؤكدين ضرورة وحاجة المواطنين لجهة تُعنى بتوفير وسائل للترفيه، نظراً لكونه عنصراً أساسياً في المجتمع وليس مكملاً أو إضافياً.

الترفيه يعيد للمجتمع السعودي طبيعته

الفنان السعودي ناصر القصبي اعتبر أن قرار إنشاء هيئة العامة للترفيه سيعيد للمجتمع السعودي إلى طبيعته التي فقدها منذ وقت طويل، كما يرى أن الترفيه سيسهم في تهذيب الأخلاق والأرواح، وفي اختفاء بعض السلوكيات السلبية في المجتمع.

"هافينغتون بوست عربي" التقت عضو مجلس الشورى الأستاذ فهد العسكر، الذي أكد أن إنشاء هيئة عامة للترفيه يتماهى مع ما أشار إليه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من أنه من ضمن أولويات المرحلة القادمة تنمية هذه الجوانب، إيماناً من الدولة، حيث إن المواطن لا يستطيع أن يعطي ولا يقدم ما ينتظر منه في المستقبل لمواكبة الرؤية الوطنية 2030 ما لم تهيأ له كافة الإمكانيات.

وأضاف العسكر: "ليس بالضرورة أن تكون هذه الإمكانيات فقط التعليم والصحة وغيرها، ولكن أيضاً وسائل الترفية بما ينسجم مع مبادئ الدولة وأيضاً طبيعة المجتمع، ويتعبر ذلك نقلة جديدة في مسيرة العمل الحكومي".

الرابط بين تنظيم عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهيئة الترفيه

وعن الرابط بين تقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين إيجاد هيئة الترفيه يقول العسكر: "لا أعتقد أن هناك رابطاً بينهما، حيث إن لهيئة الأمر بالمعروف جوانب تنظيمية تتعلق بالأصول، كما أن للهيئة أدواراً معينة قد يكون تجاوزها بعض التنفيذيين بهذا القطاع دون وجود مستند نظامي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من شعائر الإسلام، ويجب أن تعنى بها الهيئة، ولكن المسألة عبارة عن تنظيم وتحديد دورها مقابل أدوار الجهات الأخرى منعاً للازدواجية.

هيئة الترفيه منفصلة عن السياحة والآثار

وأكدت هدى البازعي، عضوة لجنة السياحة في السعودية، لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن الهيئة العامة للترفيه ستكون منفصلة عن الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومن المقرر أن تختص الهيئة بمهام الترفيه وكل ما يتعلق بأنشطته المجتمعية".

وترى البازعي أن دور السينما باتت قريبة جداً في السعودية، حيث إن وجودها من متطلبات وضروريات الترفيه، مشيرة إلى أن الأجهزة الحكومية المعنية بنشاط الترفيه ستستمر في أعمالها إلى حين قيام الهيئة العامة للترفيه بمزاولة اختصاصاتها.

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إبراهيم العثيمين يرى أن إنشاء هيئة للترفيه تدخل في إطار تطبيق رؤية السعودية 2030، التي أقرها مجلس الوزراء السعودي والتي تشتمل زيادة إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل المملكة من 2.9% إلى 6%، وبالتالي يصبح الترفيه أحد مصادر الدخل للدولة.

ويقول العثيمين لـ"هافينغتون بوست عربي": "من الطبيعي إنشاء هيئة مستقلة لها تعمل على تنظيم هذا القطاع المهم سواء على مستوى البنية التحتية أو على مستوى تشجيع رؤوس الأموال للاستثمار فيه".

واعتبر العثيمين أن وجود السينما يعد أحد أعمدة الترفيه، وستكون قريبة جداً ضمن عادات وتقاليد المجتمع، كما يستبعد الربط بين تنظيم عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي المنكر، وإنشاء هيئة للترفيه، حيث إن التنظيم يدخل في إطار إعادة هذا الجهاز المهم في دوره المهم وهو الدعوة، وترك للأجهزة الأخرى ممارسة صلاحياتها.

من جانبه يقول المحلل السياسي الدكتور عبدالمجيد الجلال في تصريح لـ"هافينغتون بوست عربي": "إن هذه القرارات تأتي في سياق إعادة هيكلة قطاعات ومؤسسات

الدولة، كجزء مهم لمتطلبات الرؤية السعودية للعبور نحو المستقبل، لجهة بناء اقتصادٍ سعودي، متنوعٍ، مُستدام، بعيداً عن النفط، أعمدته الخصخصة والاستثمارات، والشراكات العالمية، والتنافسية".