المحتوى الرئيسى

أهالي الطوبجية بعد الإخلاء الجبري: "هنستنى لحد ما البيوت تقع فوقنا"

05/07 20:18

عبر أهالي مساكن الطوبجية أو بلوكات كرموز -كما يطلق عليها أهالي غرب الإسكندرية- عن رفضهم لقرار المحافظة بإجبارهم على إخلاء مساكنهم الآيلة للسقوط والمعرضة للانهيار في أي وقت، لعجز المحافظة عن توفير بديل قريب لهم عن مساكنهم الحالية وبسبب عدم وجود ضمانات أو تعهدات مكتوبة من قبل الحي بإعادة 140 أسرة لمساكنهم في نفس العقار بعد إعادة بنائه.

جدير بالذكر أن جميع بلوكات كرموز (البالغ عددها 5 بلوكات) صدر لها قرار بالإخلاء لتهالكها وكثيرا ما طالب حي غرب الإسكندرية، السكان بتوقيع محاضر في قسم الشرطة تؤكد موافقتهم على البقاء في مساكنهم على مسئوليتهم الشخصية لإخلاء مشكلة المحافظة، إلا أن يبدو أن تدهور حالة البلوك الثالث كانت مستعصية لدرجة تدخل اللجنة الهندسية للحي بأكثر من مندوب لإقناع الأهالي بالإخلاء الجبري في أسرع وقت ممكن قبل وقوع كارثة.

وقال (أبو العربي- أحد سكان بلوك 3) أن الأهالي لا يمانعون في قرار نقلهم من مسكنهم المتهالك ولكن بشرط أن يكون البديل مكان قريب من كرموز، حتى لو كان في المشروع السكني الجديد الذي تقوم ببنائه حاليا القوات الملحة في غيط العنب، معربا عن رفض كافة أهالي البلوك البالغ عددهم 140 أسرة لعرض المحافة بنقلهم لمساكن توشكى الواقعة بأقصى غرب المحافظة، قائلا: "احنا عارفين من سنين إن المحافظة عايزة هد الـ5 بلوكات عشان تبيع الأرض لشركة سياحية عمل مشروع استثماري هنا بالقرب من منطقة عامود السواري، وإننا مش حنرجع لبيوتنا هنا تاني لو وافقنا نطلع منها عشان كدة عايزين نضمن بديل كويس قبل ما نخليها".

وحول نفس الأمر، قالت (أم وليد) أن لا يوجد أي شخص عاقل يملك شقة ملك داخل منطقة كرموز من الممكن أن يوافق على تركها والإقامة في شقة في منطقة توشكى النائية التي لا يوجد بها مواصلات كافية ولا مستشفى ولا مدارس ولا مخبز ولا أي مرافق تساعد عل ضمان أساسيات الحياة، مطالبة الشركة السياحية المتكفلة بهدم البلوكات وإعادة بنائها بتوفير بديل أقرب وأكثر آدمية للسكان، كما عبرت عن تخوفها من أن يتم هدم كل البلوكات بالتدريج كي تخلو مساحة أرض الطوبجية كاملة للمحافظة أو لإحدى الشركات السياحية ليتم استغلالها في مشروع تجاري بعدما يكونوا قد تخلصوا بالفعل من السكانن بحسب قولها.

ووافقتها في الرأي (أم عبير) التي قالت أن المواصلات من منطقة توشكى إلى قلب الإسكندرية كفيلة بأن تقضى على راتب أي شخص من سكان البلوك الذين يحترف أغلبهم مهن حرفية ويعانون بالفعل من غلاء الحياة المعيشية التي لن يطيقون زيادة اعبائها بمواصلات يومية إلى منطقة توشكى.

وأضافت (أم حسن) أن خيار نقلهم إلى توشكى يعد من رابع المستحيلات، خاصة في ظل تشكك جميع السكان من وعود حي غرب الإسكندرية بأن عملية نقلهم من المساكن ستكون مؤقة وسيعودوا إليها من جديد ولكن بعد هدمها وإعادة بنائها، قائلة: "يا إما نروح غيط العنب في المشروع السكني الجديد اللي بيتجهز دلوقتي، يا إما حنفضل هنا في بيوتنا إن شاء الله حى تقع فوقينا، احنا مش حنفرط فيها".

يذكر أن بلوكات كرموز قد بنيت على أرض جبلية بمنطقة الطوبجية خلف عمود السواري  بغرب الإسكندرية؛ لاستيعاب مئات الأسر من محدودي الدخل، وظل الوضع على ما هو عليه، إلا أن تغير في الخمس سنوات الماضية، بعدما بدأت التشققات تظهر في أرضية وحوائط العقارات، بل وتزداد بمرور الوقت، وقد بلغت التشققات  حدًا لا يمكن السكوت عليه، بعدما انفصل عامودين بالكامل عن بعضهما بالبلوك رقم 3 والبلوك رقم 1، واضطر الأهالى لربطهما بالأقمشة، بعدما لم يجدوا حلا آخر غير ذلك.

على الجانب الآخر، أكد محمد فهيم رئيس حي غرب الإسكندرية في تصريحات خاة لـ"دوت مصر"، أنه لا يعلم شيئا عن المكان المقرر أن يتم نقل الأهالي إليه بعد تركهم للبلوكات، قائلا: "محدش يقدر يحدد دلوقتي الأهالي حتروح فين إلا المحافظ نفسه لو حدد إن مساكن توشكى هي البديل الوحيد المتوفر حاليا يبقى مفيش غيره، وكمان مانقدرش نوعد إن فترة الإخلاء حتكون قاصرة على شهرين بس ولا أكتر، لأن دة يتوقف على الوقت المطلوب لهدم البلوك وإعادة بنائه".

أما عن خيار نقل السكان إلى مساكن غيط العنب التي تشرف على بنائها القوات المسلحة، فقد أوضح اللواء أحمد متولى، سكرتير عام محافظة الإسكندرية أن تلك الوحدات السكنية تم تخصيصها بالفعل لشريحة معينة بمنطقة غيط العنب، حيث سيتم نقل تلك الشريحة لمساكن غيط العنب ثم هدم المبانى العشوائية، التى كان يقيم بها السكان وبنائها بمساكن حديثة ونقل شريحة أخرى لها، وذلك ضمن خطة تطوير العشوائيات التى تشرف على تنفيذها القوات المسلحة، وهي الخطة التي لا تسمح باستيعاب 140 أسرة أخرى عليها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل