المحتوى الرئيسى

زبيدة ثروت: أحب «السادات» و«عبدالناصر» صادر أملاكى

05/07 12:21

تمضى الأيام، وتتغير الأجيال والأذواق والوجوه، لكن الذكريات الرائعة تبقى شاهدة على عصرها.. فى دفتر الماضى صفحات لرموز مبدعة هجرت الحياة لكنها ما زالت تعيش فى وجدان الناس، وصفحات أخرى لرموز على قيد الحياة نشعر بالراحة إذا قرأنا خبرًا عنها أو جمعنا بها لقاء.. عبر التليفون دار حوار طويل بينى وبين الفنانة الكبيرة «زبيدة ثروت» تلك الفتاة التى اعتبرها الجمهور أيقونة للجمال فى الستينات وعنوانًا للصبا والدلال، وعندما سألتها: هل تشعرين بالرضا عن حالها أم ترحلين كثيراً إلى الماضى؟.. أجابت بثقة: «لا أحب النظر فى المرآة لكنى مدركة أن التجاعيد تجرأت على الوجه، وأن مساحيق التجميل لن تعيد وهج الصبا، لذا أعشق المرحلة العمرية التى أعيشها وكثيراً أقلب فى دفتر الذكريات أملاً فى استرجاع لحظة سعادة تفتح شهيتى للحياة». حول الماضى والحاضر وأهم الأحداث التى عاشتها تحدثت الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت، التى أكدت فى حوارها أن مصر زمان كانت أفضل وأعظم مما هى عليه الآن.

● تمتلك زبيدة ثروت رصيدًا من الحب والتقدير فى قلوب الناس، رغم ذلك تفضلين الابتعاد والانسحاب عنهم، ما الأسباب؟

- لم أبتعد عن الناس بمحض إرادتى، فقد عشت حياة خاصة مليئة بالأحداث الصعبة وحمدًا لله كنت قادرة على تخطى هذه الأحداث والتعامل معها بقوة، أنا أم لأربع بنات وهن «ريم، رشا، قسمت، ومها»، وقد أصيبت «مها» بالسرطان وعشت معها تجربة مرضها من الألف إلى الياء، تألمت كثيراً من أجل ابنتى، أمر صعب أن تجد ابنتك تتألم وتئن من المرض وأنت عاجز وغير قادر على التخفيف عنها.. وقد رحلت «مها» عن الحياة منذ عامين وتركت فى قلبى وجعًا لا يحتمل، ولا أملك إلا الدعاء لها بالرحمة.

● ولكن نبرة صوتك تؤكد أن هناك علاقة حميمة تربط بينك وبين الحزن.. صح أم خطأ؟

- أنا مثل أى إنسان، فى حياتى لحظات فرح ولحظات سعادة، وحمداً لله على كل ما يحدث لنا، ولكنى أتذكر أن العام الذى رحلت فيه ابنتى «مها» هو نفس العام الذى رحل فيه شقيقىّ عن الحياة «كمال وصادق» تخيل فى عام واحد فقدت ابنتى وأشقائى، ولكنه قضاء الله الذى لا نملك دائماً إلا الدعاء باللطف فيه.

● مرت سنوات الصبا فهل تشعرين بالحزن على أيام جميلة مضت؟

- سنة الحياة أن يكبر الصغير، وكل إنسان سوف يصل إلى مرحلة الشيخوخة، وأنا راضية عن حالى وأستمتع بالمرحلة العمرية التى أعيشها الآن، بالمناسبة كنت فى سن الصبا لا أرى نفسى جميلة أو جذابة كما كان الناس يقولون، وكنت أرى أنهم يجاملون أو يبالغون فى وصفهم، كنت أرى نفسى فتاة عادية حلمها أن تكون ممثلة وتحقق نجاحًا وقد حدث ذلك بتوفيق من ربنا.

● من هو الرجل الذى تدين له زبيدة ثروت بالفضل وترى أنه أفضل رجل فى حياتها؟

- والدى هو الرجل المثالى وصاحب الفضل علىّ بعد ربنا، هو الذى علمنى وساعدنى فى كل اختياراتى، بالمناسبة كان يعمل ضابطًا فى البحرية المصرية وفرض على العائلة قيودًا وطقوسًا شديدة، ويكفى أن تعرف أنه منعنى من حضور الحفلات أو السهر وكنت أعود إلى منزلى بعد الانتهاء من وقت العمل، وعندما أحبنى عبدالحليم وعرف التقاليد الخاصة بوالدى قرر أن يدخل البيت من بابه وطلب يدى بالفعل من والدى لكنه رفض بشدة لأن عبدالحليم فى ذلك الوقت كان يكبرنى بـ11 عاماً.

● وهل أغضبك اعتراض والدك على عبدالحليم الذى كان حلم بنات جيلك فى ذلك الوقت؟

- بصراحة شديدة كنت أحب عبدالحليم ولكنى فى نفس الوقت كنت أحترم والدى وأرى أن كل قراراته أمر لا يقبل المناقشة أو الاعتراض، لذا امتثلت لقرار والدى ومرت هذه المرحلة فى حياتى بسلام، وبعد ذلك تزوجت من المنتج صبحى فرحات ونجحت فى تكوين بيت وعائلة.

● تردد أن الغيرة أفسدت علاقتك بالراحلة سعاد حسنى.. ما حقيقة ذلك؟

- علاقتى بالفنانة الراحلة سعاد حسنى كانت جميلة وليست متوترة كما صور بعض الحاقدين، عملت مع سعاد حسنى فى فيلم الحب الضائع وكانت فنانة رائعة وعلاقتى بها طيبة، ولم يحدث أن تشاجرنا أو اختلفنا حول عبدالحليم، كما قلت فى بداية حديثى كانت علاقاتى بالوسط الفنى شغل فقط ولا أسهر أو أحضر حفلات لذا كانت حياتى الشخصية بعيدة تماماً عن الأضواء، ولا أبالغ إذا قلت إن زملائى فى الوسط كانوا يصفوننى بالفنانة المحبة للعزلة والانطوائية.

● كثير من النقاد يرى أن إنتاج زبيدة ثروت الفنى لا يتناسب مع حجم موهبتها.. ما رأيك؟

- أتفق إلى حد كبير مع هذا الرأى، سبب إنتاجى الضعيف هو اهتمامى بشئون أسرتى، بعد زواجى من المنتج صبحى فرحات، أنجبت بسبب حبى للأطفال وقد رزقنى الله بأربع بنات وأعطيت كل وقتى لرعاية أسرتى وزوجى ولست نادمة أو حزينة على ذلك، أنا مؤمنة بأن كل شىء جميل فى وقته وعلى الإنسان أن يحدد اختياراته وأولوياته، وبقدر حبى للتمثيل والشهرة كنت أرغب فى تكوين بيت وأسرة.

● فى السينما المصرية تألقت العديد من الفنانات فهل تستحق فاتن حمامة لقب سيدة الشاشة العربية؟

- بداية يجب أن تعرف جيدًا أن الجمهور لا يمنح الفنان أو الفنانة أى لقب، الصحافة هى التى تفعل ذلك، الإعلام هو الذى منح فاتن حمامة لقب سيدة الشاشة العربية وهو الذى جعل من سعاد حسنى السندريلا، لكن الجمهور لا يعرف أى شىء عن هذه الألقاب ولكنه يروج لها ويتداولها بعد ذلك.

● انتشرت فى الفترة الأخيرة مواقع التواصل الاجتماعى.. هل تعرفين «فيس بوك» ولديك حساب عليه؟

- لست معزولة عن العالم، من بناتى وأحفادى أعرف كل شىء وأعرف مواقع التواصل الاجتماعى، وأرى أن الدنيا أصبحت سيئة وغريبة بعد انتشار الإنترنت، لو عدت للماضى سوف تكتشف أن العالم كان ينعم بالهدوء والاستقرار، لكن مع ظهور «فيس بوك» ظهرت الثورات وارتبك العالم العربى وكثرت مشاهد الدم فى كل العواصم العربية، أنا قلبى بيتحرق بسبب الأحداث فى سوريا وأتألم عندما أرى جثث الأطفال تسد الشوارع.. أدعو ربى أن تهدأ الأوضاع فنحن نعيش فى زمن صعب وباتت روح الإنسان رخيصة وبلا قيمة، والحكام يتمسكون بالكراسى ولا يشعرون بمعاناة وآلام الشعوب.

● عودة إلى الفن.. ما رأيك فى حال الغناء الآن؟

- بصراحة شديدة لا أسمع أى أعمال جديدة، توقف زمانى عند أغانى عبدالحليم حافظ وأم كلثوم ونجاة.

● من الأفضل من وجهة نظرك عبدالحليم أم فريد الأطرش؟

- أعشق الاثنين، عبدالحليم كان يمتلك صوتًا رومانسيًا وعاطفيًا إلى حد كبير وكان يختار كلمات أغانيه بذكاء، وفريد الأطرش كان صوته مختلفًا وشديد الحنان وقد ساعدته نبرة الحزن التى تغلفه على العبور إلى قلب الجمهور العربى من المحيط للخليج.. على مستوى التعامل الإنسانى كان فريد الأطرش شديد الطيبة أما عبدالحليم فكان «صعب شوية».

● من يلفت نظرك من الفنانين الموجودين على الساحة وتعتبرينه ممثلاً مثاليًا؟

- من البنات أنا معجبة بالفنانة مى عزالدين وأرى أنها تشبهنى إلى حد كبير، كما أننى معجبة جداً بالفنانة نيللى كريم لأنها تبحث عن موضوعات مختلفة وتجتهد من أجل تقديم أعمال تحمل رسالة وقيمة، ومن الرجال أحب أحمد السقا وآسر ياسين وكريم عبدالعزيز، أرى أن أزمة هذا الجيل تكمن فقط فى الكتابة فهو يحتاج إلى ورق ونصوص جيدة، وأهم شىء يميز هذا الجيل هو موهبته الفنية العالية ومستوى التكنولوجيا، فقد أصبحت الصورة والحركة مبهرة جداً بسبب التقدم فى الصناعة.

● هل أنت راضية عن حال السينما؟

- لا أذهب إلى السينما بحكم السن والتقدم فى العمر ولكن من خلال الإعلانات أشعر بأن السينما فى أزمة بسبب ضعف الإنتاج ولغة الحوار، وأرى أن اعتماد السينما على الأغانى والرقص الشعبى أفقد هذه الصناعة جمالها، الفن رسالة قبل أن يكون وسيلة لمتعة المشاهد، أرى أفلامًا تعرض على الفضائيات سيئة جداً وتعتمد على الرقص والإثارة ولا تحتوى على مضمون.

● السبكى هو المنتج صاحب الخلطة التجارية فى السينما مؤخراً.. هل تعرفينه؟

- لا أعرف السبكى ولا أريد معرفته.. لكن لماذا لم يجتهد فى تقديم أعمال مهمة، كما فعل المنتجون الكبار أمثال حلمى رفلة وآسيا وغيرهما، صناعة السينما مهمة جداً وتحتاج إلى دعم الدولة كما كان يحدث فى الماضى والاعتماد على المنتج الفرد يمثل خطرًا على الصناعة، لأنه يريد المكسب فقط.

● زبيدة ثروت تتابع الأحداث السياسية أم لا؟

- أتابع الأحداث السياسية وأستمع إلى حوار أحفادى، وكنت سعيدة بعد الخلاص من تجربة الإخوان، ولم أشعر بالتفاؤل عندما وصل محمد مرسى إلى الحكم.. قلت إن مصر أكبر منه بكثير ومرت الأيام وأثبتت حسن توقعى وخرج الشعب وأطاح بتجربة الإخوان المؤلمة.. وأرى هذه الأيام أملًا فى بكرة وأتمنى أن تهدأ الأوضاع وتسترد مصر مكانتها، كما كانت فى الماضى.. مصر بلد كبير وعظيم ويجب أن نخاف عليه، الأوضاع فى سوريا والعراق وليبيا مؤلمة، ومصر مستهدفة ولذا يجب أن ننتبه ونحافظ عليها ونعمل بجد للعبور إلى بر الأمان.

● فى مجتمعنا الشرقى يزداد الحنين إلى الأولاد.. هل شعرتِ بالحزن لإنجابك بنات فقط؟

- أنا إنسانة قدرية جداً، سعدت بإنجاب البنات ونجحت فى تربيتهن بشكل طيب وتزوجن من رجال محترمين، ولم أحزن لعدم إنجاب ولد لأن كل شىء بقضاء الله وقدره، المهم أن يشعر الإنسان بالرضا.

● ما الشىء الذى يحرك أحزانك الآن؟

- الزحمة، فقد كثر عدد الناس وهذا أدى إلى حدوث انفلات فى منظومة الأخلاق وكثرت المشاجرات والمشاحنات بين الناس، هل تعلم أننى فضلت الابتعاد عن الشارع منذ سنوات طويلة بسبب الفوضى والزحام، وذلك قبل التقدم فى العمر بهذا الشكل وضعف الصحة، الآن أشعر بأن الابتعاد عن الشارع كان قرارًا سليمًا وصحيحًا، فى أوقات كثيرة أشعر بالحزن على الشباب لأن أيام زمان كانت الحياة سهلة الآن أصبحت صعبة جداً.

● بعد مشوار فنى طويل.. هل يوجد فى أرشيفك ما يدعو للخجل؟

- لست راضية عن كل اختياراتى.. أنا إنسانة ولست ملاكًا، فى أرشيفى أعمال ندمت عليها وأعمال أخرى سعيدة بها وبذلت مجهودًا فى تقديمها وحققت نجاحًا كبيرًا.

● فى السنوات الأخيرة فقدنا عددًا كبيرًا من نجوم الزمن الجميل أمثال عمر الشريف وفاتن حمامة ونور الشريف.. من أكثر فنان حزنت لرحيله؟

- بدون مبالغة أشعر بالحزن على وفاة أى زميل فى الوسط، وبكل تأكيد تزداد جرعة الحزن إذا كانت هناك ذكرى تجمع بينك وبين الفنان الراحل، فقد تألمت عندما رأيت يوسف شعبان بحالة صحية سيئة فى مهرجان سينمائى، وأدعو له بالشفاء دائماً.

● ملامح زبيدة ثروت تكشف أنها تنتمي إلى أسرة عريقة؟

- أنا من العائلة الملكية.. جدتي لأمي حفيدة السلطان حسين كامل.. وكان عمري 12 عاماً عندما قامت ثورة 1952، وتم مصادرة أموال أمي وكل ممتلكاتها.. لدرجة أن رجال جمال عبدالناصر طلبوا منها خلع السلسلة التي تزين رقبتها.. لكنها طلبت منهم الاحتفاظ بها لأن عليها «آية الكرسى» وعندما دخلت الوسط الفني طلب مني والدي عدم الاعتراف بأصولي الملكية حتى لا أتعرض للاضطهاد.

● وهل تأثر مستوى معيشة الأسرة بعد مصادرة ممتلكات والدتك؟

- والدى كان ضابطاً فى البحرية وكان دخله معقولاً جداً، لذا لم ننجرف إلى الفقر وعشنا حياة كريمة إلى حد كبير، بالمناسبة أسرتى كانت مكونة من أبى وأمى وشقيقتين وكانت لى شقيقة توأم لكنه فضلت الابتعاد عن الفن وعاشت فى الظل.

● بالمناسبة ما الشهادة الدراسية التي حصلتِ عليها وكيف كان دخولك الوسط الفنى؟

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل