المحتوى الرئيسى

معركة صحفية أمنية شعبية مهلبية

05/06 23:00

حيث إن كرامة الصحفى فوق كل الخلافات، ولأن مصلحة الوطن تعلو على جميع التفاهات، وبناء على أن الداخلية بلطجية، ومن منطلق أن الداخلية لم تقم إلا بما هو مطلوب منها، وبدافع الذود عن كرامة النقابة، وبموجب تغليب رفعة البلد، ومن منطلق أن الصحفى لا يملك إلا قلمه ولا يؤمن إلا برفع كلمة الحق، ومن باعث الشعور العام بأن الصحفى صار «على رأسه ريشة» ويعتقد أنه فوق القانون ومنزه عن العقاب، ومن أجل التأكيد أن الصحفى يقترف الأخطاء شأنه شأن البشر العاديين، بل ربما أكثر، ويفتعل قهر الحريات التى ينتهكها أصلاً بمستويات إعلامية سيئة ومعايير مهنية غائبة، فإن اجتماع جمعية عمومية هادرة، وفى قول آخر حضور هزيل ضعيف، وبلطجية تستأجرهم الداخلية، أو فى قول مخالف مسيرات من أناس وطنيين تتجه صوب النقابة، و«شراشيح» تتهم المتحصنين بالمقر المناضلين من أجل عدم كسر القلم بالخيانة والعمالة والفجاجة، ومواطنات تصادف مرورهن واجهن الصحفيين والصحفيات المتحصنين بالمبنى بضرورة التوقف عن إشاعة الفوضى وتأليب الأوضاع وإثارة الرأى العام.

الرأى العام فى مصر هذه الساعات على شفا الانفجار، لكن أسباب الانفجار تقف على طرفى نقيض صارا من العاديات المتوقعات المعروفات غير المثيرات للعجب أو المسببات للغضب. النقيض الأول مرابط فى داخل النقابة أو على سلالمها أو فى محيط شارعها أو خلف الشاشات المؤيدة للموقف الرافض لـ«اقتحام» الأمن لمقرها قبل أيام وإلقاء القبض على «زميلين». والثانى مرابط فى بيته ومكان عمله، بعضهم مواطنون عاديون والبعض الآخر من الأسرة الصحفية لكن يرى أن الأمن قام بدوره وألقى القبض على «مطلوبَين» حرَّضا وحاولا إثارة الفوضى، وكلاهما مؤكد على أن الصحفى لا ينبغى أن تكون «على راسه ريشة».

الريشة التى يتحسسها البعض على رأسه، وينزعها البعض الآخر تحولت إلى ركن من أركان السجال الصحفى/ الأمنى/ الشعبى الدائرة رحاه. وبين رافضين للريشة على رأس الصحفى التى تحصنه وتذود عنه وقت العقاب من جهة، وقرفانين مما أصاب الإعلام من هرج ومرج وانفلات وفوضى من جهة ثانية، ومستائين من تلاعب الأسرة الصحفية بمصائر البلاد وتوجهات العباد لمصالح شخصية وأخرى أيديولوجية من جهة ثالثة، قاعدة عريضة تحوى أطيافاً لا أول لها أو آخر «فيها ما يكفيها وزيادة» على حسب ما يؤكد كثيرون.

كثيرون ينظرون إلى أزمة نقابة الصحفيين مع وزارة الداخلية من منطلق «لم يكن ينقصنا إلا ذلك»، وهو المنطلق الذى يحوى مؤيدين للصحفيين فى معركتهم، ومعضدين لوزارة الداخلية فى تصرفاتها، ومائلين جهة النظام فى حكمه، ومعارضين له فى فكره، وطامعين فى الخروج من المرحلة دون مزيد من الآثار المدمرة، وطامحين إلى استمرار المرحلة الحافلة بالإنجازات والإصلاحات، وغير المهتمين بهذا وذاك والمتعلقين بتلابيب الأمل فى أن يكون الغد أو بعد غد أفضل ولو بقليل. هؤلاء وغيرهم يتمنون لو أغمضوا عيونهم ثم فتحوها ليجدوا أن المعركة قد ذهبت إلى حال سبيلها وتبخرت فى هواء الحل أو النسيان أو ربما ظهور مشكلة جديدة أو معضلة حديثة تغطى عليها وتسحب أضواء السجال والخلاف والخناق منها.

لكن إلى أن يحدث هذا، يظل السجال والخلاف والخناق سمة الوقت الحالى. فبينما جهود صحفيين تتكثف من أجل حشد الحشود، تكثفت كذلك جهود وزارة الداخلية لـ«تأمين» وفى أقوال أخرى «التضييق على» محيط النقابة. وبينما «القيل» الذى يشير إلى أن محاولات تبذل من أجل حشد نقابات أخرى للتضامن مع الصحفيين و«القال» الذى يلوح إلى إجراءات تتخذ للحيلولة دون ذلك، واقع حال يشير إلى تضارب وتراشق. هناك من الصحفيين من رفع شعار «أنا وأخى على ابن عمى، وأنا وابن عمى على الغريب» حيث الغريب هو «الداخلية»، والصحفيان المطلوبان هما ابنا عمى رغم عدم الرضا عما كتباه من تحريض أو انتهجاه من فكر. وهناك صحفيون على سلالم النقابة متضامنون حتى النخاع مع «الزميلين» بغض النظر عما فعلاه، وذلك من منطلق رفض «الاقتحام» ورفض عدم اعتبار أرض النقابة أراضى مقدسة ورفض كسر الأقلام.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل