المحتوى الرئيسى

داعش .. أزمة جنود وانفراجة في النقود

05/06 18:22

عانى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" من أزمات كثيرة في الفترة الماضية جراء الضربات المتتالية التي تلقاها من التحالف الدولي بقيادة أمريكا أودت بالتنظيم إلى مأزق كبير بسبب نقص أعداد الجنود، ومصادر التمويل حيث كانت تستهدف آبار النفط التي تعتبر المصدر الأول لتمويله. 

ولكن التنظيم تعافى كثيرا من أزمة التمويل بتوفير بدائل لمصادر تمويله وتنوعيها، ولكن بقيت وتفاقت أزمة الجنود لديه سواء في استقطاب جنود جدد أو الحفاظ على جنوده الحاليين.

"لا يجد متطوعين جددا ينضمون لصفوفه، إضافة إلى حالات فرار" كان هذا ملخص تقرير نشرته صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية حول اﻷزمة التي باتت تعصف بـ "داعش" وتراجع أعداد المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى التنظيم.

وقالت الصحيفة: عشر مرات أقل في عدد المتطوعين الأجانب المنضمين إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، نحو 200 في الشهر، هذا ما أعلن عنه بيتر جيرستن ، الجنرال الأمريكي المسؤول عن الاستخبارات في التحالف الدولي ضد داعش”.

وأضافت " لم يشهد التنظيم مثل هذا الانخفاض منذ عام 2014، ففي وقت الفتوحات والانتصارات، استقبلت المنظمة الجهادية من 1500 إلى 200 متطوع من خارج أراضيها كل شهر”.

وأكدت أن اﻷمر دفع بالبعض إلى طلب إجازات مرضية لتجنب القتال في الخطوط الأمامية بينما سعى البعض الآخر إلى ترك داعش نهائياً بسبب معنوياتهم المحطمة.

تراجع العمليات وزيادة التنسيق المخابراتي

عمرو منصور المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية أرجع أسباب أزمة الجنود لدى داعش للضربات الأخيرة القوية وضعف الحيل الإعلامية وتراجع تنفيذه عمليات نوعية مؤثرة داخل سوريا والعراق ما أضعف من اجتذابه للمقاتلين الجديد علاوة على قوة درجة التنسيق المخابراتي بين الدول التي أصبحت تعرقل أكبر خطوط الانتقال لسوريا والعراق.

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن شعور البعض بتراجع مشروع داعش وانحساره  بدلا من تقدمه في ظل فقدان التنظيم كثير من بريقه جعل البعض يفر منه.

وأشار إلى أن التنظيم بات يخسر أعدادا كبيرة في المعارك ولا يجد من يعوضهم من مقاتلين جدد، لذلك يحاول التنظيم حاليا إعادة توزيع جنوده على المناطق الحيوية.

ونشر تنظيم فيلق الشام عدة فيديوهات فيما سبق يظهر فيها أشخاص يقول التنظيم إنهم انشقوا عن "الدولة الإسلامية" في سوريا.

وأعلن "فيلق الشام" أنه يسهل حالياً انشقاق عدد كبير من عناصر "داعش" و المنضمين لجماعات مسلحة أخرى بسوريا.

على جانب الآخر تدارك تنظيم الدولة بعض الشيء الأزمة الاقتصادية التي أصابته جراء القصف الدولي خاصة أمريكا وروسيا وبريطانيا للآبار التي يسيطر عليها وكان يعتبرها المصدر الأول للتمويل.

وعرضت  محكمة التحقيق المركزية العراقية  وثائق تفيد بوجود 2500 بحيرة أسماك شمال بغداد تدر لتنظيم داعش ملايين الدولارات وأن التنظيم استحدث لذلك منصب الأمير الاقتصادي لإدارة شؤونه المالية من أجل توزيع الأموال على المناطق خارج سيطرته عبر حوالات تذهب إلى مدينة أربيل ومنها إلى بقية محافظات البلاد.

"وول استريت جورنال" أجابت فيما قبل على سؤال كيف يزدهر داعش ماليا رغم الحصار الاقتصادي عليه، موضحة أن شركات الصرافة وتحويل الاموال هي السبب.

واستدلت  بكلام أبو عمر -الذي يملك شركات صرافة وتحويل أموال في مختلف المدن العراقية من الموصل، للسليمانية، ﻷربيل- الذي قال إنه يقوم بتحويل اﻷموال داخل وخارج اﻷراضي العراقية لصالح التنظيم مرتين يوميا، مقابل عمولة قدرها 10% ، مؤكدا " اﻷعمال التجارية مع الدولة الإسلامية جيدة".

وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للإرهاب دانييل جلاسر :" هذه الشركات، وهناك أكثر من 1600 في العراق وحده، بمثابة بوابة مقلقة للدولة الإسلامية، للتواصل مع العالم الخارجي ودولة الخلافة المعلنة".

وتقول شركات تحويل اﻷموال، إن كل القادة الشيعة واﻷكراد يحصلون على مبالغ تتراوح بين ألف دولار، و10 الاف للسماح لشحنات المال بالمرور.

الدولة الإسلامية تفرض أيضًا ضريبة 2٪ على شحنات المال التي تدخل أراضيها، بحسب أشخاص ضالعين في الأعمال التجارية.

ويضيف عمرو منصور المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية أن داعش يدرك أن تراجع أسعار النفط لن يحدث فيه تحسن في المستقبل المنظور في ضوء الخلافات بين السعودية وإيران حول تجميد أسعار النفط لذلك يحاول التنظيم البحث عن موارد جديدة وحيث أنه لا يملك بنية تحتية كبيرة لذلك يعوض ذلك بالاعتماد بقدر كبير على فرض الضرائب والإتاوات.

ولفت إلى أن التنظيم يتبنى مسارا جديدا وهو عمليات التهريب وهو نشاط قابل للتوسع في سوريا والعراق بسبب انتشار الفساد لذلك يقوي علاقاته بعصابات تهريب البضائع مثل ما يفعل فرع "بو كو حرام" في نيجيريا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل