المحتوى الرئيسى

استقالة أوغلو.. الأسباب والنتائج

05/06 17:25

أثارت استقالة البروفيسور "أحمد داود أوغلو"، رئيس حزب العدالة والتنمية السابق الحاكم في تركيا ومهندس السياسة الخارجية التركية والعقل المدبر لها أيضًا، ضجة كبيرة في أوساط السياسة المحلية في تركيا، وفي محافل السياسة العالمية.

ردود الفعل ومستويات التعاطي مع نبأ الاستقالة تباينت من تضامن وتعاطف، وشماتة، لكن تصريحات أوغلو أمس أطفأت النار التي كانت تشتعل تحت الرماد بفعل الاستقالة.

 مَن هو البروفيسور أحمد داود أوغلو؟

ولد أوغلو في عام1959  في مدينة قونية تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة "بوجازيجي" في إسطنبول، وحصل على درجة الماجستير في الإدارة العامة، كما حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة ذاتها، ثم عمل كـ"أستاذ" للعلوم السياسية في جامعة مرمرة، ثم رئاسة قسم العلاقات الدولية في جامعة بيلكنت في اسطنبول.

شغل "أوغلو" منصب مستشار رئيس مجلس الوزراء مع الرئيس التركي السابق عبدالله جول، ثم شغل منصب وزير الخارجية، ثم منصب رئيس حزب العدالة والتنمية، ثم منصب رئيس مجلس الوزراء.

متزوج من السيدة سارة داود أوغلو وهى تعمل طبيبة أمراض نساء، ولديه ابن وثلاث بنات، ويجيد الإنجليزية والعربية والألمانية، وله العديد من المؤلفات فى علم السياسة بالإنجليزية والتركية وتُرجمت هذه المؤلفات إلى العديد من اللغات.

اختلاف وجهات النظر بين أردوغان وأوغلو كان سيد الموقف حول تغيير نظام الحكم في البلاد؛ فأردوغان يرى أن الأفضل هو النظام الرئاسي، بيد أن أوغلو لا يفضل النظام الرئاسي ويفضل النظام البرلمانى.

كانت تلك هى نقطة الخلاف الأبرز بين الزعيمين، وتبعتها سحب سلطة تعيين رؤساء الحزب الحاكم فى المدن التركية من رئيس الحزب، والتصريحات حول نية أوغلو في إقامة حكومة ائتلافية في الانتخابات قبل الماضية، ولم يكن هذا الاقتراح له تأييد من قبل أردوغان الذي أصر على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

كذلك اختلاف وجهات النظر حول ترشح مستشار جهاز الاستخبارات التركي في البرلمان التركي واختلاف وجهات النظر حول مؤيد للقرار ومعارض له، واختلاف الآراء حول إجراءات حزم الشفافية التي دعا إليها أوغلو وإقرار ذمة مالية لمديري المديريات والمحافظين، وقد أبلغ بعض أعضاء العدالة والتنمية أردوغان أنه إذا تم تمرير مثل هذا القرار فمن غير الممكن أن تجد مسئولاً سيشغل تلك المناصب.

قبل اجتماع داود أوغلو مع أردوغان بيوم واحد، قال أوغلو في كلمته أمام اللجنة التنفيذية المركزية لحزب العدالة والتنمية والتي استمرت قرابة النصف ساعة إنه لا يريد أن "يذهب إلى مؤتمر الحزب في ظل أجواء تنافسية"، وأضاف أوغلو: "أنا لست مع مؤتمر ذي رأسين"، وكانت تلك العبارات هى مؤشر على نية الرحيل في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

محاولات رأب الصدع باءت بالفشل

فى إطار محاولته لإصلاح تلك الخلافات بينه وبين أردوغان، فضّل أوغلو أن يقدم خطة مبدئية لتلاشي تلك الخلافات بينهم، وفى يوم الثلاثاء الماضى، اتصل أوغلو بأردوغان للاحتفال بـ"ليلة الإسراء والمعراج"، وعند لقائهما قررا أن يعقد اجتماعًا في اليوم التالي.

وخلال المساعي التي أرداها أوغلو لرأب الصدع بينهم كان رئيس مجلس النواب التركى ومساعد رئيس الوزراء ومساعد رئيس الحزب قد التقوا كلاً من أردوغان وأوغلو واتفقوا على خطة مبدئية لإصلاح الخلافات بينهم، وفي هذا السياق قام أوغلو بإجراء لقاءات مع وزراء العدل والداخلية والمواصلات فى محاولة للتصالح بينهم.

مساعي الوساطات باءت بالفشل، وتمت الدعوة لعقد اجتماع بين الرئيس التركي ورئيس الوزراء في القصر الرئاسي في أنقرة واستمر أكثر من ساعة ونصف الساعة، وعقب هذا الاجتماع الحساس جاءت الدعوة بعقد اجتماع طارئ لحزب العدالة والتنمية لاختيار رئيس جديد للحزب في يوم28  مايو الجاري.

عقب عقد اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب، أمس، خرج أوغلو، وأدلى ببعض التصريحات ليُبرز للعالم أجمع كيف يختلف زعيمان ولكنهما لا يفسدون للإخوة قضية، وتحدث أوغلو خلال المؤتمر الصحفي عن مساره السياسي داخل الحزب وعن علاقته برئيس الجمهورية وعن البرامج والوعود التي حققها مع الحزب.

وشدد أوغلو على العديد من النقاط خلال تصريحاته، مؤكدًا أنني لم ولن أتفوه بأي كلمة ضد الرئيس، ولن أسمح لأي أحد يستغل تلك الفرصة ضدنا، فشرف رئيسنا هو شرفي وشرف عائلته هو شرف عائلتي.

وتابع أوغلو: "أخذت من أردوغان أمانة مقدسة، بصفتي ضمن المؤسسين لحزب العدالة والتنمية، أريد أن أقول إنني قمت بحذافيرها أمام شعبنا العزيز، ما عشته مع أردوغان يشهد عليه التاريخ".

وحيال الخلاف بينه وبين أردوغان، أشار أوغلو إلى أن "الرفيق قبل الطريق" كنت أعمل مع رفقائي، وإذا تخلوا عنى فإنى لا أستطيع أن أسير في هذا الطريق، وبعد أن رأيت في الفترة الماضية أننا لا نسير وفق ما نريد، وبعد استشارتي للكثير ومنهم أردوغان الذي أثق في قدراته، فضلت أن أغير منصبي ولن أغير رفقائي.

وأضاف أوغلو في ختام تصريحاته أن حزب العدالة والتنمية ليس حزبنا فقط، بل هو قدر المنطقة كلها، ومن أجل استقلال المنطقة، وأي جهة تحاول فتح ثغرة سأقف أنا في وجهها، لن أعطى فرصة لأحد ليقسم الحزب، واختتم أوغلو تصريحاته قائلاً: "لا غالب إلا الله، أرجوكم ألا تنزعجوا من أحد، توكلوا على الله، ولنبقى على هذا الطريق".

أقوى الأسماء المرشحة لخلافة أوغلو

بعد الدعوة إلى عقد اجتماع استثنائي لاختيار خليفة داود أوغل وفى رئاسة حزب العدالة والتنمية بدأت التخمينات والترشيحات تطفو على السطح ولعل أبرز تلك الأسماء:

1- "بن على يلدريم" وهو يشغل حاليًا منصب وزير النقل والمواصلات التركي ويعد من أقوى الأسماء المرشحة.

2- "بيرات البيراق" وهو يشغل حاليًا منصب وزير الطاقة والثروة المعدنية وهو زوج ابنة الرئيس أردوغان.

3- "بكير بوزداغ" وهو يشغل حاليًا منصب وزير العدل ونائب فى البرلمان حاليًا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل