المحتوى الرئيسى

خبراء عن اجتماع الاتحاد المغاربي: حبر على ورق

05/06 14:25

مازال الاتحاد المغاربي يعقد جلساته ودوراته السنوية على الرغم من تعدد المآسي والأزمات المرتبطة بهشاشة المشهد الراهن في دول الاتحاد المغاربي وانتشار الفقر والبطالة التي ساعدت على تنامي الإرهاب دون التوصل لحلول جذرية لما تعاني منه دول الاتحاد أو على  الأقل الاتفاق على علم موحد ما يعني أن ذلك الاتحاد مجرد حبر على ورق على حد وصف المراقبين له.

واحتضنت تونس أمس الدورة الـ 34 لمجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي وذلك لمناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالدول أعضاء الاتحاد على رأسها الوضع الليبي وكيفية التوصل لحل ينهي الشقاق الليبي.

بدأت دورة الاتحاد بلقاء رئيس جمهورية تونس الباجي قائد السبسي، بوزراء خارجية الدول الأعضاء بحضور الأمين العام للاتحاد الحبيب بن يحى، مطالبا بدعم ليبيا في مسيرتها وتحقيق الأمن والسلام على أراضيها دون التدخل الخارجي.

وتشهد ليبيا صراع على السلطة منذ سقوط الرئيس الراحل معمر القذافي في 2011، بعد اندلاع ثورة شعبية عليه، لكن على الرغم من تشكيل حكومة وفاق وطني إلا أن الصراع لم ينتهي وتسبب في تنامي تنظيم داعش، وظهرت دعوات خارجية بضرورة التدخل العسكري لمحاربة الإرهاب

 بدأت فكرة التعاون بين بلدان المغرب العربي منذ نهاية العهد الاستعماري بالمنطقة، حيث كانت محاولات نحو التكامل بين البلدان المغاربية، مثل تأسيس اللجنة الاستشارية للمغرب العربي عام 1964 بهدف تنشيط الروابط الاقتصادية، بعدها أبدى قادة المنطقة المغاربية رغبتهم بالتكامل، وقد باءت كل تلك المحاولات بالفشل التام.

لكن في 1989/2/17 أعلن لأول مرة بشكل رسمي في اجتماع بمدينة مراكش قيام اتحاد المغرب العربي، الذي يضم كل من المغرب، الجزائر، تونس، موريتانيا، ليبيا.

ويهدف الاتحاد المغاربي إلى فتح الحدود بين الدول الخمسة لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، والتنسيق الأمني، ونهج سياسة مشتركة في مختلف الميادين، والعمل تدريجيًّا على تحقيق حرية تنقل الأشخاص وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال فيما بينها.

وقد وقعت دول المغرب العربي حوالي 28 اتفاقية في الفترة ما بين 1990 و1994 تناولت مجالات مختلفة، سياسية وثقافية وأمنية وصحية واجتماعية، تفعيلًا للاتحاد المغاربي.

وعلى الرغم من كل ما أوردناه سابقًا من مخططات الاتحاد المغاربي وآلياته ومؤسساته، فلا يوجد حتى الآن وحدة مغاربية على أرض الواقع، وإنما كل ذلك لا يتجاوز الورق، ما يدفعنا إلى التساؤل حول الأسباب التي تضع الاتحاد في حالة وقف التنفيذ.

الدكتور كامل عبدالله الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي لا يملكون اليوم رفاهية الخيار، وسط الأوضاع الراهنة التي تعيشها دول الاتحاد.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الاتحاد لا يختلف كثيرا عن جامعة الدول العربية التي لا يوجد لها أي دور إيجابي في القضايا العربية، فضلا عن أن لدى بعض دول الاتحاد توترات تعرقل أي مسار صحيح.

وأوضح أن المغرب والجزائر من أكثر دول الاتحاد توترا، وذلك على خلفية مسألة الصحراء الغربية، فضلا عن رؤى وتطلعات كل منهما في التعامل والتعاطي مع قضايا دول الاتحاد، وإن كانت المغرب أكثر مرونة من الجزائر وهذا يجعلها من أكثر دول الاتحاد قربا من دول المشرق العربي، كما أن دورها كان مهما في ليبيا خاصة في اتفاق الصخيرات.

وأشار إلى أن اجتماعات الاتحاد مجرد روتين أو فضلا عن أن الاتحاد نفسه هو فكرة مبتورة من البداية بسبب الخلافات المعتادة بين دوله، ولم يكن له أي دور ما يعني أن مجرد حبر على ورق.

 بدوره قال سعد العكر ـ المحلل السياسي الليبي، إن الاتحاد المغاربي كان خيارا استراتيجيا ومطلبا شعبيا لعمل مقاربة مغاربية منسجمة ومندمجة بين الدول الأعضاء، لكن كعادة أي منظمة عربية الخلافات تجمع أعضاءها أكثر من الاتفاقات.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية أن الاتحاد أصبح مجرد نشاط أو منظمة عربية غير إيجابية للعمل المشترك، وعدم التوصل لحلول للقضايا العربية الشائكة على الأقل المعلقة بدول الاتحاد المغاربي وعلى رأسهم الأزمة الليبية التي أصبحت تمثل خطر كبير وتحتاج إلى تسوية عاجلة لإماكنية إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والخوق كل الخوف من تنامي الإرهاب بها والذي سيكتوي الجميع بنيرانه.

وأوضح أنه من الإنصاف القول بأن مجلس التعاون الخليجي أفضل المنظمات الموجودة عربيا حتى الآن وربما يكون ذلك لوجود تشابه كبير في أنظمة الحكم التي تتغلب على أي توتر بينهما، ومن هذا المنطلق نستطيع القول أن حدة المغرب العربي قشرة ذهبية رقيقة تتآكل عند أول توتر بين القيادات لتبرز المصالح الضيقة على المصلحة الوطنية العامة.

 ويرى الدكتور محمد حسين ـ أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن الاتحاد المغاربي مجرد منظمة للتنسيق بين الدول الأعضاء ولا يستطيع أن يقوم بدور وسيط في حل أي أزمة داخلية لتلك الدول، وذلك لأن أعضاءه أساسا بينهم توترات على سبيل المثال مشكلة الصحراء الغربية بين المغرب والجزائر.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل