المحتوى الرئيسى

مسيحيو المغرب: مجرمون في نظر الدولة.. ويجب قتلهم في نظر شيوخها - ساسة بوست

05/05 18:42

منذ 7 دقائق، 5 مايو,2016

لو أنك عزيزي القارئ مواطن مسلم، في دولة عربية، تخيل أنك بعد جلسة عائلية ودودة على مائدة الغداء، قررت أن تخبر الأسرة بنبأ هام، وتعلن لهم بأنك بعد فترة طويلة من التفكير، قررت أن تغير دينك، وتتخذ من المسيحية معتقدًا جديدًا لك. على الأرجح سيكون ذلك بمثابة مأساة ذات عواقب يصعب تحملها.

أما في المملكة المغربية، فالأمر لن يتعلق فقط بالأسرة والمجتمع المحيط، وإنما سيتعلق أيضًا بالدولة، التي لن تسامحك بسهولة، ليس فقط إذا أعلنت التحول للمسيحية، ولكن أحيانًا أيضًا، إذا وجدت معك نسخة من الإنجيل.

ربما لا يعلم الكثير من الناس، أن المملكة المغربية في خطابها الرسمي، تؤكد أن كل مواطنيها هم من المسلمين السنة، بالإضافة إلى طائفة قليلة العدد من اليهود، الذين استوطن أجدادهم المغرب منذ قرون قبل دخول الإسلام للبلاد، ويمارسون حياتهم بحرية كبيرة، ويحصلون على قدر بالغ من حقوقهم وحرياتهم، لكنها لا تعترف بوجود مغاربين مسيحيين على ترابها، ونظريًا لأنه لا يوجد بالنسبة للدولة في المغرب سوى مسلمين ويهود على أراضيها، فإن ظهور شخص مغربي مسيحي، يعني ببساطة أنه مرتد عن الإسلام. مع العلم، أن فتوى دينية رسمية، صدرت في عام 2013، من المجلس الأعلى للعلماء في المغرب، وهو المجلس الوحيد المخول بإصدار الفتاوى في البلاد، تقول إن المسلم الذي يرتد عن إيمانه يجب أن يواجه بعقوبة القتل.

ببساطة، ومع أن مستجدات قد طرأت – رغم تلك الفتوى الرسمية – على الوضع، بعد الربيع العربي، سنسردها في هذا التقرير، إلا أنه في النهاية، وكمعظم الدول العربية، تعامل المغرب المواطن على أنه ذاتٌ تابعة لآبائه، وأن الدين الذي اختاره له الوالدان، هو الدين الذي ينبغي أن يستمر في اعتناقه حتى الموت، وفي حالة أنه حاول تبديل هذا الدين، واختار دينًا آخر غيره فهو مجرم في نظرها.

المسيحيون المغاربة لا يشعرون أنهم أبناء هذا الوطن، وأنهم مواطنون مغاربة. الأسقف فانسون لانديل، رئيس الكنيسة الكاثوليكية بالمغرب، التي لا يسمح لها باستقبال مغاربة

لكن المغرب هي الأكثر تسامحًا في التعامل مع المسيحيين!

الحقيقة ورغم أن المسيحيين المغاربة، طائفة غير معترف بها من الأساس، ورغم الحملات الأمنية التي تستهدفهم، ورغم أنهم يمارسون عقيدتهم سرًا، لكن في تقرير أصدرته منظمة «أبواب مفتوحة Open Doors»، لعام 2016، وهي منظمة غير حكومية معنية بأحوال المسيحيين حول العالم، اعتبرت أن المغرب واحدة من البلدان الآمنة، التي لا يشعر فيها المسيحيون باضطهاد أو تضييق.

يبدو أن رأي منظمة الأبواب المفتوحة صحيح إلى حد بعيد، لكنه لم يكن دقيقًا بالدرجة الكافية؛ لأن المسيحيين الأجانب في المغرب يتمتعون بحرية فائقة، ويرتادون في أمان كنائس فاخرة، وهي نفس تلك الكنائس، التي يُمنع عليها أن تستضيف أي مواطن مغربي اختار المسيحية دينًا له.

وفي الواقع أيضًا فإن مؤسسة الأبواب المفتوحة، هي واحدة من المؤسسات التي تعطي تقييمًا، ينحاز في الأخير إلى إبراز الانتهاكات التي تمارس ضد المسيحيين مجتمعيًا، حتى لو كان ذلك في ظل سياق اجتماعي يتحرك نحو التغيير، في حين لا يهتم كثيرًا في المحصلة النهائية له بالانتهاكات المستدامة التي قد تمارسها الدول في الحياة اليومية ضد حرية الاعتقاد، أو ضد المواطنين المسيحيين.

صورة لكاتدرائية القلب المقدس الكاثوليكية بالدار البيضاء في المغرب

فبالنسبة لمنظمة الأبواب المفتوحة، الحفاظ على الكنائس والأجساد، هو الأهم من الحفاظ على حرية الاعتقاد ذاتها، بالتالي، فإن دولة مثل المغرب لا تعاني فيها الكنائس من هجمات تخريبية، ولا يعاني فيها المسيحيون الأجانب، التي تعترف بهم الدولة، من هجوم الأصوليين الإسلاميين، هي بالنسبة لمؤسسة الأبواب المفتوحة، تشهد احترامًا لحقوق المسيحيين فيها، أكثر بكثير من دول تعرضت للربيع العربي، وشهدت على إثره موجة من الصراعات الاجتماعية، تضرر فيها المواطنون المسيحيون، وتضررت كنائسهم، حتى وإن كان هذا الصراع في جوهره، يشهد في النهاية محاولة لإحداث تغييرات أكثر جذرية على صعيد الحريات عمومًا، وفي مقدمتها حرية الاعتقاد.

بالنسبة لمؤسسة الأبواب المفتوحة، فإن استقرار مباني المسيحيين الأجانب في المغرب، التي لا تعترف بحقوق مواطنيها المسيحيين، أفضل كثيرًا من الاضطراب الذي يؤدي إلى خسائر في الأرواح والمباني، حتى ولو كان هذا الاضطراب هو جزء من ثورة تسعى إلى تحسن جذري في أوضاع حرية الاعتقاد.

«هناك إخوة لنا الآن من دون مأوى، ينامون في الشارع ومطرودون من أهاليهم وهناك من طردوا من عملهم»، يقول مدير واحدة من صفحات المسيحيين المغاربيين على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، متحدثًا عن حال بعض من تحولوا من الإسلام للمسيحية في المغرب.

وفي إطار التناقض بين معاملة المسيحيين الأجانب، التي وضعت المغرب بين الدول الأكثر احترامًا لحريات وحقوق المسيحيين، وبين معاملة المسيحيين المغاربة أنفسهم، قال أحد هؤلاء المغاربة الذين اختاروا الدين المسيحي، في تصريح أدلى به تحت اسم مستعار، إن «تصريحات مسؤولي الكنائس الأجنبية الموجودة على التراب المغربي، لا تعكس رأي المغاربة المسيحيين، فالحريات المعطاة لهم كأجانب مقيمين بالمغرب، لم تعط للمسيحيين المغاربة على الإطلاق؛ إذ ليس لنا دور عبادة، وليس لنا كنائس ولا يسمح لنا بالاجتماع أو ممارسة شعائرنا، لا سرًا ولا علانيًة، ولا يسمح لنا حتى بالدفاع عن معتقدنا حين نسأل عنه، بل محرومون حتى من الحصول على الكتاب المقدس باللغة العربية أو الأمازيغية في بلدنا العزيز، بحيث يتم احتجازه على أساس أنه من المطبوعات التبشيرية، ولا تسمح السلطات بدخوله».

متى عرف العالم بوجود مسيحيين مغاربة؟

وسط كل التواريخ، يظل عام 2007 عامًا حاسمًا، حين قامت السلطات المغربية باعتقال مجموعة من الشباب المغربي، بدعوى «التعاون مع منظمات مسيحية، تهدف إلى زعزعة إيمان المسلمين المغربيين وزرع الشك في قلوبهم»! بدأ العالم حينذاك يهتم بالوجود المسيحي في المغرب، إذ تبين مع حملة الاعتقالات، أن ثمة ظاهرة جديدة على البلاد، وهي بروز مغاربة تركوا الإسلام واعتنقوا المسيحية، ومن ثم بدأ الحديث عن أحوالهم، باعتبارهم أقلية في بلد لا يعترف بوجود مسيحيين حاملين لجنسيته.

جاءت تلك الحملة الأمنية، بعد انتشار الأخبار المتعلقة بانجذاب بعض الشباب بالإذاعات الموجهة للعالم العربي، والتي تقوم على انتقاد الإسلام، وانتقاد رسول الإسلام، والترويج للدين المسيحي.

وقبل الثورات العربية، بالتحديد في عامي 2009، و2010، ازداد تسليط الضوء على الأمر، حين نفذت السلطات هجمات متتالية، على تجمعات لمسيحيين مغاربة، مُعتقلةً أفرادًا منهم؛ حيث تعرض بعضهم للضرب وللضغط النفسي القاسي أثناء التحقيق. وجرت محاكمات لبعضهم بتهمة تغيير ديانتهم، أو بث الشك في قلوب المسلمين، كما قامت السلطات أيضًا آنذاك، بترحيل عشرات المسيحيين الأجانب من أراضيها، بتهمة التبشير بالدين المسيحي.

بدأت التقارير الأجنبية الصادرة من دول بروتستانتية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا، مع هذه الهجمات الأمنية، تشن نقدًا على المملكة المغربية، لأن تلك الهجمات الأمنية كانت موجهة بالأساس ضد المد المسيحي البروتستانتي.

صورة من قرب للمسيحيين المغاربة

«ضريبة الإيمان بالمسيح غالية جدًا. لم تتمالك والدتي نفسها ومرضت من شدة الصدمة. حاولت أن أقنعها بأنني مؤمنة أيضًا، وهذه قناعاتي الشخصية، إلا أنني أصبحت كافرة في نظرها وفي نظر بقية الأسرة. أعيش وحدي والتهمة كافرة. حالتنا كمسيحيين صعبة جدًا؛ لا نستطيع حتى اقتناء الإنجيل من المكتبات لأن هذا ممنوع، ولا حتى حمله، فهذا سيعرضنا للسجن»، تقول مسيحية مغربية طردتها والدتها ثم استرجعتها حتى لا يعرف ما اعتبرته فضيحة ووصمة عار.

مسيحيو المغرب غير معترف بهم (مصدر الصورة: هيسبرس)

بالطبع لا توجد أرقام أكيدة حول المسيحيين المغاربة. تقدرهم الخارجية الأمريكية بأرقام تتراوح بين أربعة آلاف وثمانية آلاف مواطن، يعيش معظمهم جنوبي المغرب، وتنحدر غالبيتهم من أصول أمازيغية.

وبحسب معلومات أخرى، فإن المسيحية شهدت انتشارًا واسعًا في المغرب بالسنوات الأخيرة، فلم تعد قاصرة على أصحاب الأصول الأمازيغية فقط، وإنما شملت مدنًا وشرائح اجتماعية مختلفة، في حين يبقى الشباب هم القطاع الأوسع من المتحولين إلى المسيحية.

وبحسب موقع «فايس نيوز Vice news»، فإن التقديرات تتراوح عمومًا للمسيحيين المغاربة بخمسة آلاف مواطن كحد أدنى، و40 ألف مواطن كحد أقصى.

في حين صرح أحد المسيحيين المغاربة سابقًا بالقول، وهو معتنق للمسيحية منذ ما يزيد عن 16 عامًا، أن عدد المؤمنين بالمسيحية في بداية التسعينيات كان 400 فرد، والآن هو يزيد عن الألف.

وبحسب تصريح لرجل أعمال مغربي، اختار المسيحية دينًا له منذ أكثر من 19 عامًا، فإن 60% من هؤلاء المسيحيين، تحولوا لهذا الدين نتيجة اتصالات شخصية، و30% منهم تحولوا بتأثير من الإنترنت والقنوات المسيحية، التي تنتقد الإسلام وتبشر بالمسيحية، ويُنقل بثها إلى المغرب، وهي قنوات «الحياة، وسات 7، والمعجزة»؛ ويؤكد هذا المواطن المسيحي، أن تلك القنوات لعبت دورًا هامًا للغاية في الاقناع بالمسيحية، والـ10% الآخرين كان تنصرهم عن طريق المبشرين المحليين.

كما سبق وذكرنا، فإن الدولة المغربية تتعامل مع من يحملون بطاقة الهوية المغربية، على أنهم إما مسلمون أو يهود، ولا تعترف باللادينيين ولا بالمسيحيين؛ لذلك يعيش المسيحيون المغاربة بأسماء إسلامية، ويطبق عليهم قانون الأسرة الإسلامي المالكي، ولا يستطيعون الزواج من أجانب مسيحيين بالطبع، لأنهم في نظر الدولة مسلمون. بالتالي هم يمارسون دينهم بسرية تامة، ووفق خطة من الاحتياطات.

نحن غير معترف بنا إنسانيًا وممنوعون من ممارسة طقوسنا ومضطهدون في المغرب، حتى من أقرب الناس لنا، لا نستطيع حمل الكتاب المقدس أو زيارة كنيسة. -مدير إحدى صفحات المسيحيين المغاربة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وقد سبق وذكرنا، أن المسيحي المغربي في نظر المؤسسة الإسلامية الرسمية المخولة بالفتوى في البلاد، هو مرتد يجب أن يقتل، لكن على كل حال فإن هذا الأمر لم يتحول إلى ساحة التطبيق، علمًا بأن المغربي غالبًا حين يغير دينه يغيره سرًا. لكن القانون المغربي، غالبًا ما ينظر إلى من تحوم حوله الشبهات بأنه غير دينه، باعتباره مبشرًا بالمسيحية، علمًا بأن تهمة التبشير نظريًا تصل عقوبتها للحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات.

وكما سبق وذكرنا في المقدمة، فإن عثور أجهزة الأمن المغربية على مواد مسيحية، ضمن متعلقات شخص ما، قد تتسبب له في الكثير من المشاكل، على سبيل المثال، تعرض شاب من مدينة فاس في عام 2015، إلى استجواب استمر 11 ساعة عصيبة في مديرية أمن المدينة، بسبب تواجد كتابين مسيحيين في متعلقاته.

وفي 28 أغسطس (آب) 2013، اعتقل شاب مسيحي يدعى محمد البلد، بتهمة «زعزعة عقيدة مسلم»، بمدينة تاونات. وتعرض خلال فترة اعتقاله للمعاملة القاسية، من قبل الأمن ومن قبل حتى السجناء.

وفي عام 2011، توجه المذيع المسيحي المغربي الذي يعمل بقناة الحياة المسيحية، والمتحول للمسيحية، والشهير بانتقاده اللاذع للإسلام، «الأخ رشيد»، برسالة مرئية على القناة التي يعمل فيها، إلى ملك المغرب محمد السادس، طالبه فيها باسم المغاربة المسيحيين بمجموعة مطالب، مثل: «الحق في تغيير الدين، والحق في الحصول على الكتاب المقدس باللغة العربية دون التعرض إلى التفتيش أو التضييق بسببه، والحق في الزواج المدني أو الكنسي، والحق في تدريس الدين المسيحي في المدارس، وحق الاجتماع والعبادة وممارسة الطقوس الدينية، وكف الأجهزة الأمنية عن متابعة وتهديد وملاحقة المسيحيين المغربيين، والحق في التسمية بأسماء مسيحية، والحق في الزواج برجال مسيحيين أجانب».

لكن رغم كل هذه المتاعب، يستمر المسيحيون المغاربة، في أداء حياتهم بالطريقة التي اختاروها، وبالعقيدة التي استقروا عليها، يجتمعون في شقق البرجوازيين منهم، يتلون الترانيم ويستمعون إلى المواعظ.

كنائسهم بيتية بالطبع، وعلى كل فرد فيهم مساهمة مالية مفروضة، يشارك بها فيما يسمى بـ«صندوق الرب»، حيث يشارك كل فرد منهم بعُشر دخله الشهري في هذا الصندوق، الذي ينظمون بأمواله أمور عباداتهم، ورعاية المحتاجين منهم، وهم يعتمدون كما يقولون على التمويل الذاتي، لكن طبيعة الرفاهية في اجتماعاتهم التي اخترقتها بعض التقارير الصحفية، قد ألقت بالشكوك حول إن كان هذا التمويل ذاتيًا تمامًا بالفعل، أم أنه بمساعدة جهات أجنبية ترعى التنصير في البلاد.

وبعيدًا عن تلك الشكوك، في كل «أحد» تكون هناك عظة، يعدها شيوخ الكنيسة المغربية، والمقصود بالكنيسة هنا هي جماعة المؤمنين، علمًا بأنه حين يزيد عدد أتباع الكنيسة عن عشرين فردًا، تنشطر مباشرًة إلى قسمين، وذلك من أجل الاحتياطات الأمنية.

ويشترط هنا في راعي الكنيسة، أن يكون من القدماء في اعتناق الديانة، وأن يكون مغربيًا أيضًا، وربما يعود ذلك إلى احتياطات أمنية، حتى لا يثير حضور رجل دين أجنبي إزعاج السلطات.

لماذا لا تلقى قضية مسيحيو المغرب اهتمامًا كبيرًا؟

بعيدًا عن الأسباب السياسية والاقتصادية العميقة، فإن سببًا مهمًا يجعل القضية رغم التقارير الحقوقية التي كتبت بصددها، لا تلقى رواجًا عمليًا ملحوظًا.

إن الدولة المسيحية الغربية الأكثر قربًا من المملكة، هي إسبانيا، وهي دولة كاثوليكية، في حين أن المسيحيين المغاربة المنسيين هم بروتستانت في أغلبهم، لذلك رغم ما تبديه أسبانيا المقربة من المملكة، من امتعاض بين الحين والآخر بشأن قسوة المعاملة مع المتحولين للمسيحية، إلا أنها في النهاية لا تقوم بخطوات عملية، أو حتى تنديد واضح للمطالبة بحقوق المغاربة المسيحيين، لأنها تعرف أنهم في النهاية لا يمثلون ورقة ضغط لها في الأرضي المغربية، لذا فهي تكتفي بالمطالبة ببناء الكنائس للمسيحيين المغاربة، إذا ما وصل عددهم مستقبلًا إلى نسبة تحتاج إلى دور عبادة خاصة بهم.

ولذلك أيضًا فإن الحديث عن المغاربة المسيحيين يتركز في تقارير الحريات الدينية الصادرة عن الخارجية الأمريكية، علمًا بأن الولايات المتحدة تمتلك صداقة قوية مع المملكة، وتوافق في النهاية على خطة المغرب لتدبير الشأن الديني بداخله، وهو ما يجعلها بعيدة إلى حد كبير عن توجيه إدارتها للنقد القاسي على أرض الواقع، باتجاه سياسات المملكة المغربية في مجال حرية الاعتقاد.

لذلك فقد سبق وأرسل بعض المسيحيين المغاربة رسالة لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عام 2011، أكدوا فيها أن الولايات المتحدة الأمريكية صارت تتخاذل كثيرًا في دعم الحريات الدينية، لصالح تحالفاتها السياسية الضيقة مع السلطة.

ما بعد الربيع: ليس هذا هو الوضع الدائم لمسيحيي المغرب

افتُتح العقد الجديد من الألفية الثالثة، بأصوات قوية أعلنت رغم كل شيء، عن ميلاد لرؤية جديدة للعالم من شباب الطبقات الوسطى العربية. سُمع هذا الصوت بقوة في الميادين العربية، وكانت المغرب واحدة من تلك الدول العربية التي سُمعت فيها بقوة هتافات الشباب المطالبة بالتغيير في عام 2011، رغم أن الدولة استطاعت احتواء هذا الصوت.

اقرأ أيضًا: هل كانت المغرب الرابح الوحيد من الربيع العربي؟

لكن الحياة بعد 2011، ليست هي نفسها فيما قبل ذلك، فرغم أن المغرب تنظر إلى المواطنين المسيحيين في بلادها باعتبارهم مرتدين نظريًا، لكن طريقة تعامل الدولة مع هؤلاء المرتدين قد اختلفت كثيرًا.

في الواقع صار ظهور أصوات في المجتمع تنادي بحريتها في أن تتنصر، أو ألا تنتمي لأي دين حتى، أمرًا مستساغًا أكثر من أي وقت مضى، رغم كل الشكاوى المسيحية من أن الأصوليين يتربصون بهم دائمًا.

مؤخرًا، في مارس (آذار) من عام 2016، خرج مجموعة من المسيحيين المغاربة، يعلنون على شبكات التواصل الاجتماعي، عن اقتراب إصدار برنامج تحت عنوان «مغربي ومسيحي»، يشرحون فيه عقيدتهم، ويردون فيه على ما يثار من شكوك بشأنها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل