المحتوى الرئيسى

أزمة جفاف تضرب محصول الأرز وتهدد الأمن الغذائى العالمى

05/04 10:02

- مخزونات الأرز قد تنخفض بنحو الثلث فى نهاية 2016.. والأسعار قد ترتفع إلى مستويات قياسية

بعد مرور نحو 10 سنوات على ارتفاع أسعار الغذاء العالمية الذى أرسل موجات صدمة فى شتى أنحاء العالم، يعانى كبار منتجى الأرز فى آسيا من موجة جفاف شديدة تنذر بخفض الإنتاج وتعزيز أسعار السلعة الغذائية الأساسية لنصف سكان العالم.

فمن المتوقع أن ينخفض الإنتاج العالمى للأرز هذا العام للمرة الأولى منذ عام 2010 إذ يقلص نقص الأمطار المرتبط بظاهرة النينيو المناخية المحاصيل فى الدول المنتجة للأرز فى آسيا.

وتجتاح موجة حر الهند، أكبر مصدر للأرز، بينما تواجه تايلاند ثانى أكبر مورد له موجة جفاف للعام الثانى. ويضرب الجفاف أيضا مساحات واسعة من الأراضى الزراعية فى فيتنام ثالث أكبر مورد للأرز مع نضوب مياه الرى المستمدة من نهر الميكونج.

وتساهم الدول الثلاث بأكثر من 60% من تجارة الأرز العالمية الذى يقارب حجمها 43 مليون طن.

وقال جيمس فيل، الخبير الاقتصادى بمجلس الحبوب العالمى: «حتى الآن لم نشهد تأثيرا كبيرا على الأسعار نتيجة الطقس الحار والجاف، نظرا لما كان لدينا من مخزونات فائضة كبيرة فى الهند وتايلاند، لكن ذلك لا يمكن أن يستمر للأبد».

وتشير حسابات رويترز استنادا إلى بيانات وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن من المتوقع أن تنخفض مخزونات الأرز فى أكبر ثلاث دول مصدرة له بنحو الثلث فى نهاية 2016 لتصل إلى 19 مليون طن وهو أكبر انخفاض سنوى منذ 2003.

وإذ حدث أى تعطل كبير للإمدادات فإن الوضع قد يكون حساسا للغاية.

ففى عام 2008 حظرت الهند الصادرات بعدما انخفض إنتاج الأرز الآسيوى بسبب ظاهرة النينيو وهو ما دفع الأسعار العالمية للصعود بقوة وأثار أعمال شغب بسبب الغذاء فى هاييتى فيما سارع عدد من كبار المستوردين مثل الفلبين لاتخاذ إجراءات لمواجهة ذلك.

وصعدت أسعار الأرز التايلاندى القياسى إلى مستويات قياسية قاربت ألف دولار للطن فى 2008. وعادة ما تعزز مثل هذه الارتفاعات فى الأسعار الطلب على حبوب أخرى مثل القمح الذى يستخدم على نطاق واسع فى صناعة المكرونة فى آسيا إلى جانب فول الصويا والذرة اللذين يستخدمان فى صناعة الأغذية والأعلاف وفى حين أن سعر الأرز حاليا يقل كثيرا عن مستوياته المرتفعة التى بلغها فى 2008 إلا أن سعره بلغ فى وقت سابق من هذا الشهر 389.50 دولار للطن وهو أعلى مستوى له منذ يوليو بزيادة 13% على أدنى مستوى له فى ثمانى سنوات البالغ 344 دولارا الذى سجله فى سبتمبر.

ويشعر بروس تولينتينو من المعهد الدولى لأبحاث الأرز ومقره الفلبين بالقلق من هشاشة الوضع فى آسيا.

ويقول تولينتينو: «الأسعار بصفة عامة لاتزال مستقرة فى الوقت الحالى، لكنها ترتفع وما قد يخرج الأمور عن نطاق السيطرة هو حدوث كارثة كبرى فى واحدة من كبار الدول المنتجة».

ورغم أن إنتاج الهند من الأرز فى 2015 كان مستقرا إلى حد كبير إلا أن درجات الحرارة المرتفعة للغاية تشكل خطرا على محصول ثان فى المناطق الشرقية.

ويتوقع التجار زيادات جديدة فى الأسعار بحلول يونيو إذ ليس من المتوقع أن تنتج الهند محصولا كبيرا قبل سبتمبر المقبل ولن تنتج تايلاند محصولها الرئيسى قبل نهاية العام.

ويتوقع مجلس الحبوب العالمى وصول المحصول العالمى فى 2016 إلى 473 مليون طن انخفاضا من 479 مليونا فى 2015 بما يمثل أول انخفاض فى ست سنوات.

ولم يبلغ المحصول الرئيسى السابق فى تايلاند سوى نصف الذروة التى بلغها الإنتاج قبل سنوات قليلة وتتوقع وزارة الزراعة الأمريكية انخفاض الإنتاج بأكثر من 20% إلى 15.8 مليون طن هذا العام.

وفى فيتنام قالت الحكومة إن الإنتاج قد ينخفض 1.5% هذا العام إلى 44.5 مليون طن.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل