المحتوى الرئيسى

«رغدة» تتحدى مؤامرة حلب

05/03 22:54

خرجت الفنانة السورية «رغدة» عن المألوف وغردت خارج السرب وأعلنت أنها مع الرئيس بشار الأسد فى كل ما يفعل، وأنه لا داعى للتباكى والولولة على ما يحدث فى «حلب» فى لقاء لها على إحدى القنوات الفضائية، فأبعاد المؤامرة أعمق وأخطر من كون مدينة «حلب تحترق»، بدت «رغدة» ابنة حى الأشرفية فى مدينة حلب صلبة عنيدة وحادة فى موقفها، فكانت حائط الصد المنيع دفاعاً عن نظام الأسد وما يحدث فى حلب على نحو خاص، إيمان «رغدة» بمواقفها التى دفعت ثمنها غالياً منذ بداية الثورة فى سوريا وإعلانها منذ اللحظة الأولى عن تأييدها لنظام الحكم، جعلها تقف فى خندق التخوين، غير أن إصرارها على مواقفها ورفضها المقامرة على وطنها كان من منطلق واحد ووحيد هو انحيازها لوحدته، فالوطن بالنسبة لها رمز يتمثل فى الرئيس أياً كان وجيش وعلم، والانحياز لوحدة الوطن هو المعنى الأسمى والأشمل الذى يجُبّ ما عداه. «حلب» حديث الساعة، ومصيدة لكل العازفين فى مشاعرهم ومتابعتهم لأحداث سوريا، شرك أرادوا به أن نقع أسرى الحيرة الملغمة بالأسرار المحيطة بالملف السورى، حلب تحترق أم هى جزء من بلد بأسره يحترق منذ خمسة أعوام، وأصبحت أخباره روتيناً يومياً نمر عليه مرور الكرام. تحولت «حلب» بهشتاجاتها وتغريداتها وتدويناتها إلى أحجية عصية على فك شفرتها، ليس لكونها المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لسوريا وللأطراف الإقليمية، أو مدينة مصنفة فى اليونيسكو كموقع تراثى عالمى، أو العاصمة التجارية والصناعية لسوريا، أو لقربها من الحدود التركية فى الشمال، أو أكبر مدن الشام، لكن وهو الأهم كونها تقع فى المنطقة الشمالية المحاذية للحدود مع تركيا، وتعتبر الممر الوحيد للمال والبترول والسلاح والمقاتلين الذين يأتون من تركيا إلى سوريا، وبعد تطور الأوضاع فيها بدت أهميتها الاستراتيجية بالنسبة لنظام بشار الأسد وكذلك الساعين لإسقاطه. لقد أخذت أحداث حلب من الاهتمام الدولى والإعلامى كل هذا الزخم بعد الاتفاق السورى - الروسى لقطع الطريق المزدوج بين تركيا والتنظيمات المسلحة، وتصويرها بأنها تحترق لتأجيج الرأى العام العالمى واستفزاز مشاعر الإنسانية، وهذا لا ينفى أن للحروب ضحاياها وأن جرائم الحرب والانتهاكات تعوّد عليها النظام السورى والتنظيمات الإرهابية على حد سواء، ووصف ما يحدث فيها من الناحية العسكرية بـ«أم المعارك» يثبت فشل العرب الذريع ليس فقط فى مأساة سوريا، لكن فى كل أزمة تخص الأمن القومى العربى سواء ليبيا أو اليمن أو العراق، فبعض الدول العربية توظف جماعات الإرهاب لتحقيق أهدافها الخاصة، ومن المضحكات المبكيات أن تدعو قطر الملطخة يداها بدماء السوريين لعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث الأزمة السورية!!. لقد مرت حوادث كثيرة على حلب بدءاً من تفجير مبنى المخابرات العسكرية عام 2012 وحتى إعلان جبهة النصرة عودتها للمدينة، فلماذا الآن؟ حلب مقسومة إلى نصفين: الجزء الشرقى ويسيطر عليه المسلحون وعلى رأسهم جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة فى الشام، والجزء الغربى ويخضع لنفوذ الجيش السورى، وربما لا يمكن فهم التصاعد المفاجئ فى الأحداث والاهتمام الإعلامى بحلب بعيداً عن الهدنة التى كانت مفروضة على سوريا، ومن هنا قررت جبهة النصرة تفجير الوضع فى المدينة حتى لا تجد نفسها منعزلة بفعل الهدنة التى وقعت باتفاق أمريكى، فضلاً عن التقدم النسبى الذى حققه الجيش السورى بمساعدة سلاح الجو الروسى إبان تدخله هناك قبل أن يسحبه بوتين، فقبل نحو عشرة أيام من تسارع وتيرة القتال فى المدينة، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن أمريكا تعتزم تزويد المعارضة المسلحة المعتدلة فى سوريا بأنظمة تسلح أفضل مما تمتلكه فى الوقت الحالى، لتكون قادرة على مهاجمة المقاتلات السورية واستهداف المواقع بشكل مباشر. ووفقاً لهذه الأحداث ربما يبدو بارزاً سيناريو يؤكد أن الهدنة أضرت بجبهة النصرة وأظهرت الأسد فى موقف المتعاون، فانفجرت الجبهة فى حلب محاولة توسيع نطاق نفوذها ومشاكسة النظام السورى الذى يصر على ترتيب الأوضاع مرة أخرى، لتعود الأمور إلى نقطة الصفر بحتمية رحيل بشار الأسد عن السلطة وتقويض ما فعلته موسكو.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل