المحتوى الرئيسى

قصف مكثف للمعارضة على أحياء تحت سيطرة النظام في حلب

05/03 11:36

قصفت الفصائل المعارضة صباح الثلاثاء (الثالث من أيار/ مايو 2016) بشكل مكثف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب في شمال سوريا، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين، بينهم طفل، وإصابة نحو 50 آخرين بجروح وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان القريب من المعارضة الذي أشار أيضا إلى اشتباكات أخرى اندلعت شرقي دمشق الليلة الماضية شنت خلالها القوات النظامية قصفا رغم تهدئة مؤقتة أعلنها الجيش السوري في المنطقة.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن "الفصائل الإسلامية والمقاتلة قصفت بشكل مكثف طوال الليل ثم صباح اليوم بعشرات القذائف أحياء حلب الغربية" ومن بينها الموكاكبو والمشارقة والأشرفية وشارع النيل والسريان.

وأسفر القصف الذي لا يزال مستمرا عن مقتل "أربعة مدنيين، بينهم طفل، وأصيب حوالي 50 آخرين بجروح، بعضهم في حالات خطرة"، وفق عبد الرحمن.

في المقابل لم تسجل أي غارة جوية على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس والمرصد السوري.

ودارت خلال الليل، بحسب المرصد، اشتباكات بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة في محيط حي جمعية الزهراء وأطراف حي الراشدين الواقعين تحت سيطرة النظام.

وتشهد مدينة حلب منذ أكثر من عشرة أيام تصعيدا عسكريا أسفر عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة المرصد السوري.

وتستهدف الطائرات الحربية السورية الأحياء الشرقية، فترد الفصائل المعارضة المسلحة بقصف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف الصاروخية.

جامع حلب الكبير أو الجامع الأموي أو جامع بني أمية هو أكبر وأحد أقدم المساجد في مدينة حلب السورية. أصبح جزءا من التراث العالمي منذ عام 1986. شيدت مئذنة المسجد في عام 1090 ودمرت في نيسان/ أبريل من العام 2013 نتيجة للمعارك التي اندلعت هناك خلال أحداث الحرب.

تأثر الجامع بالمعارك الدائرة في حلب خلال الحرب السورية سنة 2013 فبالإضافة إلى تدمير مئذنته وسط اتهامات بين المعارضة والنظام، تعرضت مكتبته التاريخية للحرق نتيجة للمعارك الدائرة في محيطه. منذ نيسان/ أبريل 2013 اُعتبر المسجد من أحد مناطق الاشتباكات بين الثوار وقوات الحكومة السورية، التي تتمركز بمنطقة غير بعيدة عن المسجد.

سوق حلب القديم من أبرز معالمها التاريخية ويسمى أيضا بـ "بازار حلب" ويضم العديد من الأسواق التاريخية باعتبار أنه ينظر إلى حلب كعاصمة اقتصادية لسوريا ومدينة تجارة بامتياز. سوق حلب كان من المواقع التي كان السياح يحرصون على زيارتها.

شيدت معظم أجزاء السوق في القرن الرابع عشر وسميت حسب أسماء الحرف والمهن المزاولة فيها، مثل سوق الصوف. السوق منح للتجار ولبضائعهم خانات متواجدة حول الأسواق. أخذت الخانات أيضاً أسماءها من مواقعها وحرفة السوق الواقع فيه. كانت هذه الخانات قبل الحرب تتميز بواجهاتها الجميلة المحصنة بالأبواب الخشبية المتينة.

أما اليوم فقد تحول السوق الكبير إلى كومة ضخمة من الخراب والدمار والأنقاض بسبب المعارك الشرسة بين قوات الجيش النظامي وقوى المعارضة المسلحة.

وحتى المحلات والدكاكين، التي لم تدمر بالكامل أغلقت وانتهى النشاط التجاري في هذه المنطقة، وذلك بسبب استمرار الوضع المتردي.

قلعة حلب الأثرية التي تعتبر أيضا من أبرز معالم المدينة السياحية وهي مدرجة ضمن التراث العالمي. لم تتأثر بشكل كبير من الحرب لكن في أغسطس 2012 تعرضت بوابتها الخارجية لأضرار نتيجة قصفها إثر اشتباكات دارت بين الجيش السوري الحر والجيش السوري النظامي في محاولة السيطرة على القلعة.

صورة من فوق تظهر الفرق بين محيط قلعة حلب التاريخية قبل الأحداث وبعدها. دمار كبير غير ملامح المنطقة نتيجة المعارك القوية.

صورة شاملة لحلب من فوق تعود لسنة 2007، أي قبل أربع سنوات من بداية الصراع السوري.

سادت رائحة القتل والموت في المدينة لتغطي على عبق التاريخ والثقافة الذي كان يفوح منها. والمدينة في الوقت الحالي مهددة بالحصار وتجويع سكانها مع تقدم قوات نظام الأسد في الريف الشمالي للمدينة مدعومة بالغارات الروسية.

حلب التي تعتبر من أقدم مدن العالم، ومحجا للسياح والمهتمين بالتاريخ تحولت اليوم إلى منطقة إستراتيجية تخضع لحسابات الحرب والتحالفات العسكرية.

تقدم قوات الأسد مدعومة بروسيا في ريف حلب الشمالي عقد الوضع أكثر ووتر العلاقات بشكل أكبر مع الجارة تركيا، التي تتخذ موقفا معاديا للرئيس السوري بشار الأسد. وهو ما يفتح الوضع في المدينة ومحيطها على كل الاحتمالات.

وبين نيران المعارك الحامية وتناقض مصالح الجهات المتدخلة في الحرب، يبقى المدنيون هم الخاسر الأكبر في حلب. إذ تنحصر خياراتهم في الموت أو الهرب إلى الدول المجاورة أو اتخاذ الطريق إلى أوروبا مع كل ما تحمله من مخاطر. الكاتبة: سهام أشطو

وعلى الصعيد السياسي، أنهى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الاثنين زيارة خاطفة لجنيف أجرى خلالها لقاءات عدة تركزت حول سبل إعادة إحياء الهدنة في سوريا، مشددا أن النزاع في هذا البلد بات "خارج السيطرة".

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل