المحتوى الرئيسى

لن نصلي الجمعة في حلب

05/01 12:01

المنازل التي هدمت.. جثث الأطفال فوق بعضها، جثث النساء منزوعة الحجاب، نُزع تحت ركام بيتها، وخرج من بيته لم يستيقظ من نومه، فمن نومه حُمل على الأكتاف ميتاً بعد القصف، ومات فيها طبيب الأطفال الوحيد، فلا وعكة ولا بكاء سيفيد أيها الطفل الصغير، مات الطبيب، وهناك خرج الفتى يحمل صغيراً لديه حنجرة قوية، فهو لم يكمل شهوراً وقد ماتت أمه وصار هو الضحية.

جميل هذا التناوب، أن يتناوب الروس والنظام السوري على حلب، شيء يشبه السفه وجنون القتل، وفي اليوم سبعون غارة على عشرين منطقة، هل قتلتم الجنود؟ بل قتلنا المدينة، واغتلنا الشهود، والروس يضربون المدينة بالصواريخ الفراغية، أيها الجندي الأحمق، يا أصحاب الحركة النازية الجديدة، وما حال البراميل المتفجرة يا أصحاب العقول النيرة؟ يا من تمتلكون عقولاً تشبه عقول هتلر وداروين؟

وما أخبار حي بستان القصر وباب الحديد؟ بستان القصر نزعنا من فيه نزعاً، وكأننا نقتل الورود الإرهابية، وباب الحديد اكتفينا فيه بأربع غارات فقط، وقتلنا عشرة أشخاص من عائلة واحدة، وتركنا من العائلة طفلة صغيرة وضعت في شعرها رابطة شعر لونها أحمر، فظننا أننا قتلناها، ولكن أخرجوها من تحت سلم بيتها الذي انجرف، فسمعناها تصرخ فأدركنا أن فيها حياة وما زال فيها نفس، للأسف لم تمت تلك الصغيرة ستظل تلعن الجنود.

وأهل حلب رفع عنهم اليوم صلاة الجمعة، فليست لهم صلاة اليوم في المساجد، فقد قصفت المساجد أي عنصرية، وأي ازدراء للأديان هذا؟ أوغاد يتناوبون مع أوغاد، ويأمرون أوغاداً لتدمير المدينة، وأين حرمة المساجد والمستشفيات والأطفال والنساء؟ وما هذا السفك للدماء؟ ولك يا سوريا كما قالها أحمد مطر منذ زمن:

القطرة الأولي من الدم الذي نزفته

مزق بطاقتك العائلية فقد مات الجميع، والله يسمع ويرى، وهذا الرجل الذي شاب شعره يغمض عينه في الصورة التي التقطت، يا ترى هل يبكي أم أنه يغمض عيناً حتي لا يرى ما حدث في المدينة..

نظرية الفوضي (أثر الفراشة) في الحروب

المجتمع الدولي تجاه العالم كانوا يظنون في أول عهدهم أنهم يستطيعون السيطرة علي العالم.

وكل الأحداث تبنى على علم الرياضيات، وأن لديهم القدرة على التحكم في المستقبل، وأن العالم كآلة تدار بقوانين نيوتن المحكمة ومبدأ الحتمية، كل شيء بسبب كل شيء بتفسير، وأن كل شي يمشي على ما يرام، والرياضيات قادرة على تنظيم عالم قابل للقهر والسيطرة، وأنهم يستطيعون تنفيذ أحلامهم المشرقة في السيطرة على عقول البشر، ولكن ما لبثت هذه الطموحات أن قلبت رأساً على عقب، ففي أحداث الحرب العالمية الأولى كان علم الرياضيات هو المسيطر على المشهد، فكانوا يخططون للحرب بكل دقة ومهارة، ويضعون جداول لحساب مسافات القذائف وأين ومتى ستسقط.

ويحددون أماكن الإبادة الجماعية ولكن المذهل في ذلك أن المشهد انقلب عليهم وهو (أثر الفراشة)، نظرية الفوضى أن كل ما تم إحكام التخطيط له من تدمير الآخر انقلب على الجميع بأزمة اقتصادية ضخمة وكساد كبير أو الانهيار الكبير في عام 1929، مروراً بالثلاثينات وبداية الأربعينات وانخفضت التجارة العالمية، وسقوط قطاعات الزراعة والصناعة والتعدين، ونشأت دول اليمين ودول اليسار، ودفعت المواطنين اليائسين إلى (الديماجوجية)، ومن أشهرهم أدولف هتلر وكانت من أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية..

وهكذا لاحت نظرية الفوضى (أثر الفراشة) من الممكن أن نتقن الحرب والعنف، ولكن بأثر بسيط كتحريك الفراشة لجناحيها قد ينقلب كل شيء وتبدأ الفوضى لتسري في الكون، بالتنظيمات المناهضة للنظام السوري، بحركات المعارضة التي تسري في سوريا هي كأثر الفراشة من الممكن أن يغير العالم، فالقتل والظلم ليسا ما فطر الله عليه هذه الأرض.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل