المحتوى الرئيسى

حروب الوعى ..اسرائيل تتحدث

04/30 16:15

اقرأ أيضا: الخيبة والنجاح فى تجارب الإصلاح..(ميجى نموذجا) مقبرة بحجم الدولة.. جمال حمدان يحذر.. جامعوا الجماجم.. أعداء الصفح والتصالح تلك الخصومات اللئيمة وكرامتنا الوطنية تفجيرات بروكسل.. وجردة حساب بسيطة

الوعي هو جزء من بناء القوة..ويجب علينا أن نفهم  أن الأمن في القرن الحادي والعشرين لن يقوم على الطائرات والدبابات فقط.. هكذا قال (تسفي هاوزر) سكرتير عام الحكومة الاسرائيلية السابق وأحد أهم من يكتبون عن فلسفة الدولة اليهودية  فى صحيفة يديعوت احرونوت.. والذى تحدث أيضا عن اسم ودور أحدث وحدة دعاية صهيونية ( جهاز محاربة حملة نزع الشرعية عن إسرائيل).. بعدما بدأت التحركات الفلسطينية  تركز في خط جديد من خطوط المقاومة علي أن اسرائيل (دولة غير شرعية تنتهك القانون الدولي).

وأنتقد  أيضا عدم توفير مبالغ كبيرة لها بدلا من الانفاق علي السلاح الذي لا يستخدم حاليا..وطبعا( حاليا) هذه مفهومة ...ومفهومة جدا ..اسرائيل الأن غير مهددة عسكريا على أى جبهة من جبهاتها التقليدية .. فما يحدث الأن فى(بلاد العرب أوطانى) كفيل تماما بإزاحة أى تهديد عن الدولة اليهودية التى كانت عقيدتها الاستراتيجية والتى كان الغرب كله يرعاها ويطبقها كما النص المقدس ..هو ان تكون قوة اسرائيل العسكرية تزيد على قوة الدول العربية مجتمعه .. وكى نقترب أكثر ونفهم أكثر اسرائيل الأن ليس لها عدو غير منظمات المقاومة الفلسطينية  وعلى رأسها حماس والجهاد ..باقى المنظمات الفلسطينية الأن فى مرحلة الأفول والتحلل الفكرى والتنظيمى ..وأغلبهم فاتح مع الأجهزة الاسرائيلية ..حماس والجهاد تشكل تهديد حقيقى وجاد لنظرية الأمن الإسرائيلي ..وطبعا حزب الله خرج من المعادلة إذ تم وضعه على المحك التاريخى للأختيارات العليا للأمة..فأختار ..

هاوزر ذكر أنه في سنة 2009 أجمعت المعلومات والمتابعات أن الجانب الفلسطيني يستخدم استراتيجية جديدة فى نضاله ضد إسرائيل تقوم على (نزع الشرعية عن إسرائيل)  فى تحرك دبلوماسي دولى واسع النطاق ..لتبقى فى نهاية الأمر على حقيقتها الأولى كدولة ابادة واحلال واحتلال ..الحديث عن تجميع ابناء ديانة محدده لتسكينهم فى أرض مغتصبه  من أهلها  وانشاء دولة فوق كل هذه الهرطقات ..أمر اصبح العقل الغربى ينظر اليه نظرة تختلف تماما عما كان عليه الأمر فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى مثلا ..

هاوزر كان يتحدث تحديدا عن  حركة BDS للمقاطعة التى تدعو الى سحب الاستثمارات وفرض العقوبات من دول أوربية على اسرائيل كدولة احتلال ..وهى الحملة التى تم الإعلان عنها في عام 2005 بمبادرة من عشرات المنظمات الفلسطينية غير الحكومية في مؤتمر دوربان في جنوب إفريقيا. وكان الهدف من تأسيسها هو محاربة الاحتلال الإسرائيلي عبر فرض مقاطعة دولية عن طريق الحرب الاقتصادية وفرض العقوبات عليها وسحب كافة الاستثمارات منها في محاولة لإجبارها على إنهاء الاحتلال الأطول في التاريخ الحديث للأرض الفلسطينية ووقف الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري. وبالفعل قامت العديد من الشركات الدولية بوقف عملها في إسرائيل وسحبت استثماراتها منها خاصة بعد قرارات الاتحاد الأوروبي المتتالية والتي كان آخرها وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية و وضع ملصق يقول إنها أنتجت في دولة محتلة (أي داخل المستوطنات غير الشرعية). تحت ضغط حركة المقاطعة الدولية هذه ..منها شركات فرنسية وبريطانية ودنماركية وغيرها من الدول. كما أجبرت شركات إسرائيلية على نقل عملها من داخل مستوطنات الاحتلال المقامة على الأرض الفلسطينية إلى داخل المدن الإسرائيلية خوفاً من ملاحقتها.

بوضوح شديد أشار هاوزر الى ان اسرائيل تستثمر نحو 60 مليار شيكل في السلاح ونحو 60 مليون شيكل فقط في الدعاية وأن الزيادة التي أعطيت سنة 2016 لميزانية وزارة الدفاع والبالغة نحو ستة مليارات شيكل وجّهت كلها نحو التسلح الذي يشير احتمال استخدامه الفعلي إلى التقلص.. ان لم يكن منعدما بالأساس ..بدلاً من تحديث تحديات الأمن القومي  وضع ألف خط تحت  الجملة الأخيرة ...تحديات الأمن القومى الاسرائيلى بالفعل  لم تعد كما  الماضى البعيد .. ولعل ذلك من مرعبات الأمن القومى بالنسبة لصناع الاستراتيجية  الفكرية والنفسية لديهم ...اسرائيل لم تعد فى خطر بالمعنى الذى قامت عليه  من سنة 1948م  ..وغياب الخطر من شأنه أن يفكك تماسك الدولة اليهودية ..ناهيك عن غياب التعاطف الدولى.. هل دهاء التاريخ يزحف على المنطقة كلها ؟!

هازور ذكر أيضا أن إسرائيل اليوم في خضم معركة دولية على الوعي – وفي مواجهة حرب استنزاف تهدد أمنها وأرصدتها الاستراتيجية وينقل عن الجهاز الاستخباراتي في فرقة 8200 (المتخصصة في التجسس الإلكتروني) أنه كان يتعين على إسرائيل أن تنشئ وحدة تضم آلاف الأشخاص التي تعمل في الحرب على الوعي بمختلف اللغات وعلى مختلف الجبهات. رئيس معهد دراسات الأمن القومي الجنرال احتياط عاموس يدلين قال(إن أخطر دولة في الشرق الأوسط  الأن هي دولة الفيسبوك. من سيقودون الولايات المتحدة بعد 20 سنة يتعلمون اليوم في الجامعات التي تدور فيها دعاية معادية لإسرائيل وهذه مسألة مهمة)..

كانت الأخبار قد تناقلت فى  فبراير الماضي أن اسرائيل أنشأت جهازاً هدفه (محاربة حملة نزع الشرعية عن إسرائيل) ! وهو ما أعتبره كثير من الباحثين الإسرائيليين تطور إيجابي بعد أعوام تجاهلت خلالها دولة إسرائيل الخطر الذي تنطوي عليه هذه التحركات ضدها.. باعتباره خطر استراتيجي يمكن أن يؤدي مستقبلاً إلى عزلة دولية. معتبرين  ان  الخطر الأساسي لفكرة نزع الشرعية هذه هو (نجاح النشاطات المتطرفة ضد إسرائيل في الحصول على دعم جماعات لديها أفكار أكثر اعتدالاً.. وخاصة مجموعات ليبرالية ودينية غربية). وتدور نشاطات  هذا الجهاز حول تنظيم الإسرائيليون العديد من المحاضرات عبر شخصيات دينية معروفة من الداخل الإسرائيلي. وعبر نشر حقائق مزيفة عن الفلسطينيين في العديد من المجلات والصحف الغربية والتي تشوه صورة الفلسطينيين أمام الرأي العام الغربي. وتأليف الكتب التي تشرح القضية الفلسطينية من وجهة نظرهم مع تحريف الحقائق التاريخية بالطبع..وإحكام السيطرة على أكبر المراكز الإذاعية والتلفزيونية في الولايات المتحدة تحديدا واستغلال السينما من أجل الحفاظ و الحصول على المزيد من التعاطف مع اليهود بالتذكير الدائم بأفران الغاز والهولوكوست وتغيير الحقائق المتعلقة بالقضية العربية والصراع العربي الإسرائيلي من خلال عرضها لأفلام تقلب المفاهيم..وتظهر العرب كمجموعات بشرية  تتحرك خارج التاريخ ..ومعادية للقيم الحضارية الانسانية .  وناهيك طبعا عن الهدايا والرشاوى الكبرى .. وتنظيم المؤتمرات الدولية ..وانشاء المزيد من جمعيات الصداقة الاسرائيلية  الغربية  التى تلح على تأكيد أهمية وجود إسرائيل في الشرق الأوسط بالنسبة  للحضارة الغربية ومصالحها .

تسيفى هاوزر على فكرة كان قد كتب ايضا في مقالٍ له مؤخرا تحت عنوان (فرصة تاريخية في الجولان) إلى استغلال الظروف الجديدة التي نجمت عن الحرب في سورية وانهيار الدولة السورية والتغييرات في الشرق الأوسط، للعمل بكل جهد من أجل أن يعترف العالم بضم إسرائيل للجولان ومنحه شرعية دولية.

لم نسمع عن مصطلحات حرب الجيل الرابع والعاشر وما الى ذلك مما ردده إعلام  الخفة والعبط ..سمعنا وقرأنا عن حروب وعى واضحة  التعريف والتخطيط ..واتصور أن الفترة القادمة ستشهد مساحة واسعة من تطبيقات حروب الوعى هذه ..ستحاول بالتأكيد المحافظة على تماسك اللُحمة الاجتماعية والسياسية الاسرائيلية من جانب وسيكون ملعبها  الأوسع هو المنطقة العربية خاصة..وفى تزايد تيارات العنف والتطرف والتى  يرى كثير من المتابعين أنها..وثيقة الصلة بأجهزة حروب الوعى ..وخاصة وحدة القوة 8200 داخل جهاز الاستخبارات العسكرى الاسرائيلى ..       الرجل يقول صراحة  (إن مواجهة الإسلام الراديكالي يجب ألا تكون بواسطة القدرة العسكرية فقط بل كذلك بوسائل متعددة المجالات ووحده الجيش الإسرائيلي قادرعلى تنفيذ مشروع كهذا)..

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل