المحتوى الرئيسى

الدكر المصري وقصص الحب الهندية

04/30 12:16

من كام يوم حضرت عرض عبقري على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، اسمه (India by the Nile) أو (الهند على ضفاف النيل)، عرض موسيقي راقص مبهج، وأكثر من رائع. العرض كان بيحكي قصة حب بين اتنين على الطريقة "الهندية" التقليدية، وقصص الحب الهندية زي ما كلنا عارفين قصص بسيطة غير معقدة لها بداية وذروة أحداث ونهاية.

مين فينا ماشفش قبل كده فيلم هندي من اللي فيه البطل بيقابل البطلة في الشارع، ويقع في غرامها من أول نظرة دون أي سبب منطقي، وفجأة نلاقيهم بيغنوا هما، وكل الناس اللي حواليهم ويرقصوا ويعيشوا فترة رومانسية وردية لحد ما يظهر الأشرار أو العصابة أو الراجل اللي عاوز يتجوزها غصب عنها، ويخطف البطلة ويعذب البطل اللي طبعًا بيطلع شجاع، وبيتحدى كل الظروف عشان يتجوز البطلة، وفي النهاية بيغنوا برضه وبيرقصوا وهما راكبين على ضهر فيل.

جايز هتشوف إن تتابع الأحداث بالشكل ده ساذج أو غير واقعي، لكن أنا اكتشفت بعد العرض، إن الجماعة الهنود دول وصلوا لمرحلة من العمق في فهم الحب، والناس اللي بيحبوا لدرجة مرعبة. قصة الحب بشكلها الهندي البسيط مش ساذجة ومش خيالية بالعكس ده هو ده اللي بيحصل بالضبط!!

وهنروح بعيد ليه، خلونا ناخد مثال من قصص الحب المصري، ونشوف إزاي هي في الأصل قصص حب "هندي" برضه.

كلنا بنقع في الحب من دون سبب أو لأسباب تافهة جدًا فتلاقي الراجل المصري، (علاء) مثلًا وقع في حب (عزة)، لمجرد إن عينيها بتقفل لما بتضحك، أو عشان عزمت عليه بالفطار مرة الصبح أو بسبب نبرة صوتها اللي بتفكره بحنية الست والدته. وبعد الوقوع في الحب بتيجي فترة بيغنوا فيها وبيرقصوا و يعيشوا فترة رومانسية وردية على الطريقة المصري يعني هنلاقي (علاء) بيفاجئ (عزة) بشوكولاتة على مكتبها في الشغل كل يوم، وبالليل ياخدها "سيلانترو" و"ستاربكس" عشان يعزمها على "تشيز كيك" اللي بتحبها فتحلف ماتدوقها غير لما هو يدوقها الأول عشان تاكل بعده بنفس الشوكة، و"لا إله إلا الله" قبل ما يقفلوا مع بعض على التليفون و"خلي بالك من نفسك" و "ارفعي الـTop شوية عشان بغير عليكي"، وهي تقوله "ده الـTop اللي بيتزحلق" و هكذا.

بيفضلوا كده فترة من أسبوع لـ3 شهور لحد ما نيجي لفقرة ظهور الشرير أو زعيم العصابة اللي بيحاول يوقع بين (علاء) وحبيبته (عزة)، والشرير ده مش راجل ضخم شكله وحش معاه مسدس ولابس إسود في إسود، بالعكس الشرير أو زعيم العصابة في مصر جوه (علاء) نفسه مش براه، الشرير يتمثل في الصراع اللي جوه "الدكر المصري" بين إحساسه إنه المفروض يبقى مخلص للبنت اللي بيحبها، ورغبته في إنه يصيع شوية كمان قبل ما يستقر للأبد، الشرير جوه دماغ "الدكر المصري" في مفهومه الظالم عن الخيانة بإنها العلاقة الكاملة مع أنثى تانية لكن لما يتمايص مع واحدة زميلته عادي، ولما يرغي الساعة 4 الفجر مع واحدة تانية على "فيس بوك" دي مش خيانة.

ساعات كمان الأشرار بيكونوا (النوايا السيئة)، مفيش علاقة ممكن تنجح إلا لو الاتنين نيتهم كويسة، نية سيئة عند واحد بس كفيلة إنها تفشل العلاقة حتى لو التاني بيحاول ومموت نفسه عشان ينجحوا. وعشان ما تقولوش عليا متحيزة وظالمة الرجالة، ساعات نموذج (الشرير) و (زعيم العصابة) بيكون في ظروف (علاء) الملخبطة، أو في التوقيت غير المناسب، ودي حاجة خارجة عن إرادة الاتنين. صحيح أنا مش مقتنعة بإن في أي ظروف في الدنيا ممكن تقف قدام حد عاوز يبقى مع حد بيحبه، لكن خلينا نفترض إنه ساعات لازم نبعد.. عشان ماينفعش.

المهم إن في قصص الحب "الهندي" بعد نموذج الشرير ما بينجح إنه يبعد البطل عن البطلة، بنشوف البطل وهو بيستسلم للمغريات والـDistractions أو أي حاجة تشتت تفكيره عشان ينسى زي فتيات الليل والسُكر والعربدة، وده طبعًا في الأفلام الهندي، لكن "الدكر المصري" هنلاقيه بيدفن نفسه في الشغل أو بايت في الجيم بيتمرن ويضرب أقراص عشان عضلاته تنفش لحد ما الهدوم تتقطع من عليه، وأكيد برضه فيه النموذج بتاع السُكر والعربدة اللي بيعيش فيها دور المجروح وكل يوم عامل share لصور له من صفحة CairoZoom، وهو بيشرب وبيرقص ومقضيها عشان (عزة) تعرف إنه مبسوط ولا على باله.

وبعد شوية بيجي مشهد الشجاعة اللي البطل بيقرر فيه ما يستسلمش، ويحاول مرة كمان وينتصر على زعيم العصابة عشان يوصل لحبيبته من وكر الأشرار ويتجوزها؛ لحظات رومانسية وخيال علمي مالوش أي علاقة بالواقع اللي غالبا بنشوف فيه (علاء) مفروس عشان (عزة) ولا هاممها العبط اللي هو بيعمله ده، وبيكتشف إنه أهبل ولازم يعقل فبيبعت لـ(عزة) رسالة ويقولها "أنا مش عارف أعيش من غيرك.. قابليني في سيلانترو بالليل"، و يتقابلوا تقوم معيطة ويرجعوا لبعض ويغنوا ويرقصوا ويعيشوا فترة رومانسية وردية تنتهي بصورة على Profile (عزة) وهي متصورة مع (علاء) على ظهر الفيل في الهند مع هاشتاج #HoneyMoon

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل