المحتوى الرئيسى

التعب رغم عدم بذل مجهود | المصري اليوم

04/30 02:01

هل مهما نِمْتَ تَصْحُ وكأنك لم تنم، أو كأنك مضروب علقة!!.

يشكو المريض من أعراض لا يمكن تفسيرها أو تشخيصها، لهذا يدور على كل الأطباء وعلى معامل التحاليل ومراكز الأشعات فى رحلة منهِكة ومستنزِفة، وكثيرًا ما يكون التشخيص مرض الوهن العصبى، بمعنى الشعور المستمر بالإنهاك والضعف العام والإعياء والتعب المصحوب بأعراض عضوية متنوعة، كذلك يُصطلح عليه بـ«اضطراب الإعياء المزمن»، وهى حالة صعبة تتمثل فى الإرهاق والتعب وفقدان التركيز. أما عن عرَض التعب فمُتعارفٌ عليه كأمر معتاد وكعرَض لأمراض شتى، يحس بعض الناس بالتعب ليل نهار، يصحون من نومهم مرهَقين للغاية، لا يبذلون أى مجهود، ومع ذلك لا يملكون الطاقة اللازمة للاستمرار، فهم متعَبون، منهَكون، غير قادرين على العمل ولا على التركيز أو الاستمتاع بالحياة دون سبب واضح، مما يثير إزعاجهم للغاية.

من أعراض ذلك الاضطراب آلام مبهمة ممتدة تنتشر فى عضلات الجسم وفى المفاصل، وتستمر المسألة وتصبح بالفعل مشكلة صحية مزمنة، تسبب لصاحبها إنهاكاً ذهنياً وجسدياً مستمراً، ويحدث هذا فجأة لشخص كان فى السابق صحيح الجسم. وهو اضطراب نادر وصعب، خاصة إذا امتدت أعراضه إلى الجهاز الهضمى، جهاز المناعة والحساسية، القلب والأوعية الدموية، مما يصيب صاحبه بالاكتئاب. ويُعتقد- حسب بعض الإحصاءات العالمية- أنه يصيب نحو 4 من البالغين من كل 1000، غير أنه منتشر فى بلادنا العربية، نظراً لأننا كثقافة نفسية وصحية نعتمد على مفهوم «الجسدية»، أى أننا «لا شعورياً» نترجم مشاكلنا وهمومنا ومصادرنا إلى متاعب جسدية بحتة.

يبدأ المرض وكأن صاحبه قد أُصيب بنوبة أنفلونزا، أو برد شتاء عابر «ويبدأ الاضطراب غالباً فى فصل الشتاء»، مُصاحباً- أحياناً- لبعض التهابات الجهاز التنفسى، لكن التعب والأعراض تستمر إلى ما بعد انتهاء البرد أو الالتهاب، وكأى نوع من التعب الشديد يعقب الإصابة بفيروس ما.

التعب غير المفهوم، غير المحدد، والمستمر بلا تحسن لمدة ستة أشهر أو أكثر، اضطراب الذاكرة أو التركيز، إرهاق شديد بعد بذل مجهود بدنى قليل، نوم مضطرب غير مريح، آلام فى العضلات والمفاصل، صداع من نوع جديد شديد وثقيل، ألم فى الحلق.

أما عن الأسباب، فمازال العلم حائراً فى الأسباب الحقيقية لهذا الاضطراب، وهناك عدة نظريات تدور حول الموضوع ولا تصل إلى لبه، حول اضطراب وظائف الجهاز المناعى، عوامل نفسية اجتماعية، إصابة فيروسية، اضطرابات فى محاور الغدد. لكن من المعروف تماماً أن الجهاز العصبى المركزى هو الجهاز الحيوى فى الموضوع، وتلعب العوامل الوراثية دوراً أساسياً فى الإصابة، خاصة فيما يتعلق بنشاط مادة السيروتونين. يتجه العلم الحديث حالياً للبحث المضنى لتطوير التشخيص ومعرفة الأسباب الحقيقية والمؤكدة، حتى يتسنى العلاج بشكل واقعى وناجح.

يُستخدم العلاج النفسى كوسيلة، وأيضًا الآخر الدوائى، كما يلعب العلاج التكميلى دورًا كبيراً فى الشفاء «مثل الوخز بالإبر الصينية الذى يعمل على تعديل مسارات الطاقة، الأعشاب وغيرها».

ويعتمد العلاج النفسى على العلاج السلوكى والمعرفى، بمعنى تعديل مفاهيم المريض السلبية بعدم التمحور حول نفسه، والتركيز على أعراضه وتجاهل الأمر، والانخراط فى نشاطات جديدة مختلفة ومبهجة قدر الإمكان. كما يُستخدم العلاج بالتمرينات البدنية والعلاج الطبيعى لتنشيط أجهزة الجسم وقدراته قدر الإمكان.

أحيانًا ما توجد أمراض مشتركة، مع اضطراب الإعياء المزمن، مثل الحساسية العامة، اضطراب ما بعد الكرب فى الحروب والحوادث، والاضطرابات النفسية، خاصة الاكتئاب، والأخرى النفسية الجسدية كالقولون العصبى، والصداع النصفى، واضطرابات مفصلى الفكين، واضطرابات الكف عن الطعام أو الإفراط فيه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل