المحتوى الرئيسى

أتليتكو مدريد.. قاهر الاستحواذ والـ"تيكي تاكا"

04/29 16:06

تريد الكرة، حسنا خذها، لكن أتحداك أن تستطيع التسجيل في مرماي. هذه المقولة تلخص ببساطة طريقة لعب أتليتكو مدريد الذي يستمر في قهر عمالقة أوروبا أمثال بايرن ميونيخ وبرشلونة وريال مدريد.

رجال دييجو سيميوني الذين تراهم في الملعب واقفين على أعتاب حصن من رابع المستحيلات اختراقه قلبوا كل الموازين وأطاحوا ببرشلونة حامل لقب دوري أبطال أوروبا من ربع النهائي.

وعندما حان وقت مواجهة جوسيب جوارديولا، الرجل الذي صنع فلسفة برشلونة الاستحواذية وصانع ماكينة الـ"تيكي تاكا"، قهروا فريقه بايرن في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال.

يقتربون شيئا فشيئا من النهائي، ينتظرون تعثرا وحيدا لبرشلونة من أجل الانقضاض على لقب الدوري، ما السر في هذا الفريق؟

كيف لهذا الفريق عندما يواجه ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار وكريستيانو رونالدو وروبرت ليفاندوفسكي وتوماس مولر أن يمنعهم منعا باتا من إيذائه؟

أنى له هذا والعديد من لاعبيه ليسوا دوليين في منتخبات بلادهم مثل ساؤول نيجويز وفرناندو توريس وجابي ولوكاس هيرنانديز!

صحيفة جارديان الإنجليزية أعدت تقريرا عن استراتيجية هذا الفريق المذهلة التي تمكنه من الصمود أمام أمهر لاعبي العالم، والتسجيل في مرمى منافسيه.

وكانت نقطو القوة الأبرز بالتأكيد هي خط دفاعه الحديدي، الذي يشبه النقاط الحدودية بين كوريا الشمالية والجنوبية، ممنوع الاقتراب منه. فكيف لهذا الفريق أن يمنع أفضل لاعبي العالم ليونيل ميسي من التسجيل؟

أتليتكو يبقى حريصا دائما على تضييق المساحة بين خط دفاعه وحارس المرمى، فلا يعلب مطلقا على مصيدة التسلل، لا يتيح الفرصة لمنافسيه من أجل لعب الكرات الطولية مستخدمين هذا الأسلوب إلى جانب الضغط على حامل الكرة.

فيبلغ متوسط وقوع المنافسين في التسلل أمامه 0.7 مرة لكل مباراة، نسبة تعتبر من الأقل في الدوريات الخمس الكبرى.

وحتى تتأكد من جدوى هذه الطريقة، لك أن تعرف أن مباراة مالاجا الأخيرة في الدوري التي فاز بها أتليتكو كانت رقم 21 بشباك نظيفة له في الدوري هذا الموسم. رقم، هو الثاني بعد ديبورتيفو لاكورونا موسم 1993-1994.

أتليتكو يغلق بإحكام المنفذ الأساسي لدفاعه، العمق. يجبر الفرق على الذهاب للطرفين. يغلق مساحات التمرير، ويضيق الخناق على اللاعبين المهاريين عن طريق حرمانهم من استلام الكرة بحرية والتحرك في المساحة.

فلم يلمس ميسي في لقاء برشلونة وأتليتكو بدوري الأبطال الكرة مطلقا بالقرب من منطقة جزاء الأخير.

أتليتكو لا يريد الاستحواذ، لا يريد الكرة، لكن عندما يحصل عليها يعرف كيف يصل بسرعة إلى مرمى المنافس. فأمام برشلونة حصل على الكرة 23% فقط من الوقت، وكانت النتيجة التفوق 2-صفر على أفضل فريق في العالم!

هذا الفريق يخنق المباريات، يترك الخصم يستحوذ ولا يهدد. فأتليتكو يستقبل في المتوسط 2.57 تسديدة في كل مباراة، رابع أفضل فرق أوروبا في هذا الرقم بعد بايرن ونابولي ويوفنتوس على التوالي. تسديدات أشبه بالأسلحة الفاسدة، لأن معظمها هذه تأتي من مسافة 20.8 ياردة.

المرونة الدفاعية لهذا الفريق تعكس جودته وقدرته على تنويع أسلوب الضغط، فاستعادته للكرة في نصف ملعب الخصم زاد من 23.5 للمباراة إلى 29.2، معدل قطع الكرة زاد بنسبة 32% وكذلك التدخلات الدفاعية 8%.

إذا كان سيميوني يقف في المنطقة الفنية باستمرار يشير إلى الجمهور بعلو الصوت من أجل مؤازرة الفريق، فإن في الملعب يوجد 11 سيميوني يرتدون القميص الأبيض والأحمر. تستطيع رؤية هذا بوضوح.

الفريق يكتسب ويمتلك شخصية سيميوني "اللاعب"، لديه الشراسة والحدة والعنف في الأداء. إذا أراد أن يقلب المباراة إلى معركة يستطيع فعل ذلك. يقاتل على كل كرة، يضغط على الخصم بأكثر من لاعب، وكأن الكرة هي البلورة السحرية التي ستمنحه الحياة.

وما يؤكد لك أن هذا الفريق استثنائيا رغم عنفه، قدرته المذهلة على استخلاص الكرة من المنافس. فأتليتكو يرتكب 13.7 خطئا في المباراة الواحدة، وهو معدل أقل من المعتاد في الدوري الإسباني!

17% فقط من هذه الأخطاء ينتج عنها تلقي لاعبيه إنذارات.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل