المحتوى الرئيسى

تقرير- ليستر سيتي .. هل يكرر سيناريو بلاكبيرن وسامبدوريا أم يظهر أتلتيكو جديد!

04/29 15:14

يقف نادي ليستر سيتي على بعد خطوات بسيطة من تحقيق إنجاز تاريخي سيدون به اسمه ولاعبيه بحروف من نور في سجلات الكرة العالمية، حيث يحتاج فريق الثعالب لـ 3 نقاط فقط من الثلاث مواجهات المتبقية له في الدوري الإنجليزي الممتاز لحسم اللقب لصالحه.

ما يحققه نادي ليستر سيتي الإنجليزي الآن هو إنجاز بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حتى وإن لم يفز الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في النهاية، فمجرد التواجد ضمن المركز الأربعة الأولى يعد إنجازاً في حد ذاته؛ خاصة في ظل سيطرة قطبي مدينة مانشستر، السيتي واليونايتد، والثنائي اللندني تشيلسي وأرسنال، ومعهم ليفربول من بعيد!

لم يتوقف الأمر بالنسبة للثعالب عند هذا الحد، بل نجح نجم الفريق الجزائري رياض محرز في الحصول على لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لهذا الموسم، وينافس مهاجم الفريق الإنجليزي جيمي فاردي على صدارة هدافي البريميرليج.

ولكن لنضع الأمور في نصابها، وبعد أن ينتهي مشجعو ولاعبو ليستر من الاحتفال بهذا الموسم الاستثنائي، يجب أن يدركوا جيداً أن ما زال أمامهم عمل طويل وشاق، إذا ما أرادوا إثبات أن ما يحدث هذا الموسم ليس مجرد صدفة، وأنهم يرغبون في حجز مكان لهم بين كبار إنجلترا، ولما لا في أوروبا أيضاً!

ولكن قبل أن نتحدث عن كيفية تحقيق هذه المعادلة الصعبة، دعونا نسلط الضوء على أمثلة مشابهة لما يفعله ليستر الآن، ولكن لم تنجح هذه الأندية في استثمار الفرصة ولم تبق طويلاً على القمة!

نجح فريق بلاكبيرن روفرز في الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى بعد تغيير اسمه إلى "البريميرليج" في موسم 1994-1995 بقيادة المدرب الإسكتلندي كيني دالجليش، أسطورة ليفربول السابق.

استطاع بلاكبيرن حينها التفوق على مانشستر يونايتد بقيادة السير أليكس فيرجسون، وأنهى الدوري برصيد 89 نقطة وبفارق نقطة واحدة عن يونايتد الوصيف.

لعب الفريق 42 مباراة "حيث كان يشارك حينها 22 فريق في الدوري قبل أن يتم تقليصها إلى 20 فريق"، فاز في 27 مباراة وتعادل في 8 وخسر في 7، وأحرز الفريق 80 هدف كأقوى هجوم في البطولة، وتلقت شباكه 39 هدف.

وفي سيناريو مشابه لما قد يحدث مع ليستر، نجح مهاجم الفريق الشاب وقتئذ، آلان شيرير، في الحصول على لقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 34 هدف، كما نجح أيضاً في الحصول على لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لهذا الموسم.

ولكن كان سقوط الروفرز أسرع بكثير من صعوده إلى القمة!

مع نهاية الموسم الذي حقق فيه الفريق لقب البريميرليج، ترك كيني دالجليش منصب المدير الفني للفريق وأصبح المدير الرياضي للنادي، وتسلم مساعده "راي هارفورد" مهام المدير الفني. بدأ الفريق موسم 1995-1996 بشكل سيء جداً، وقبع في المراكز الأخيرة لمعظم فترات الموسم، وأنهى الفريق الموسم في المركز السابع برصيد 61 نقطة.

وفي دوري أبطال أوروبا، احتل الفريق المركز الأخير في مجموعته التي ضمت إلى جانبه أندية سبارتاك موسكو الروسي، روزنبورج النرويجي، وليجيا وارسو البولندي برصيد 4 نقاط فقط.

وما بين الهبوط والصعود، لم يكن للروفرز أي تواجد مؤثر في البريميرليج، وكان آخر أفضل مركز قد حققه الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هو المركز السادس في موسم 2005-2006، قبل أن يهبط الفريق بنهاية موسم 2011-2012 ولم يتمكن من الصعود مرة أخرى إلى البريميرليج منذ ذلك الوقت.

انتزع سامبدوريا لقب الدوري الإيطالي "Serie A"  للمرة الأولى في تاريخه في موسم 1990-1991، بعد أن أنهى الموسم في الصدارة برصيد 51 نقطة، متفوقاً بفارق خمس نقاط على إيه سي ميلان وإنتر ميلان صاحبي المركز الثاني والثالث على التريب برصيد 46 نقطة. 

لعب الفريق 34 مباراة "حيث كان يشارك في الدوري الإيطالي 18 فريق فقط قبل أن يرتفع عدد الفرق إلى 20"، وفاز في 20 مباراة، وتعادل في 11 مباراة، وخسر في 3 مباريات فقط.

كان يقود الفريق وقتها المدرب الصربي المخضرم فويادين بوشكوف، والذي كان قد سبق له الفوز بلقب الليجا مع ريال مدريد في موسم 1979-1980، وضم الفريق عدد من أبرز اللاعبين وقتئذ مثل الحارس الشهير جيانلوكا باليوكا، والمدير الفني الحالي لإنتر ميلان، روبرتو مانشيني، والنجم البرازيلي تونينهو سيريزو، والمهاجم الإيطالي المتألق حينها جيانلوكا فيالي، والذي حصل على لقب هداف الكالتشيو في هذا الموسم برصيد 19 هدف.

لم يكن سقوط سامبدوريا بنفس سرعة سقوط بلاكبيرن، حيث نجح الفريق في الفوز بكأس السوبر الإيطالي في نفس الموسم الذي حصل فيه على الدوري، ونجح أيضاً في الوصول إلى نهائي كأس أوروبا للأندية أبطال الدوري "التي تحولت إلى دوري أبطال أوروبا فيما بعد" في الموسم التالي، لكنه خسر بهدف نظيف أمام برشلونة الإسباني في المباراة التي أقيمت على ملعب ويمبلي في العاصمة البريطانية لندن في 20 مايو 1992.

انقلبت الأمور رأساً على عقب في الفريق بعد وفاة رئيس النادي باولو مانتوفاني بشكل مفاجئ في 14 أكتوبر 1993، وحل محله إبنه "إنريكو". وفي أول موسم للفريق في عهد إنريكو، نجح في الحصول على كأس إيطاليا وإنهاء الكالتشيو في المركز الثالث.

لم يستمر هذا النجاح لفترة طويلة، وبدأ سامبدوريا في التراجع واحتلال مراكز متأخرة في الكالتشيو وخاصة بعد رحيل عدد من نجوم الفريق. ورغم التعاقد مع بعض اللاعبين المميزين حينها مثل الأرجنتيني خوان سباستيان فيروم ومواطنه أرييل أورتيجا، والهولندي كلارينس سيدورف، والفرنسي كريستيان كاريمبو، لم يتمكن سامبدوريا من البقاء في دائرة المنافسة، إلى أن هبط الفريق إلى Serie B  بنهاية موسم 1998-1999 وكان يقود الفريق حينها لوتشيانو سباليتي، المدير الفني الحالي لروما.

صعد الفريق إلى Serie A  مرة أخرى في موسم 2003-2004، قبل أن يهبط مجدداً في موسم 2010-2011، ثم عاد إلى دوري الدرجة الأولى مرة أخرى في موسم 2012-2013.

أفضل مركز حققه سامبدوريا في الدوري الإيطالي منذ فوزه باللقب، كان في موسم 2009-2010، حيث احتل المركز الرابع والذي منحه بطاقة التأهل إلى الدور التمهيدي من دوري أبطال أوروبا ولكنه فشل في التأهل لدوري المجموعات على حساب فيردر بريمن الألماني.

استطاع فريق فولفسبورج الألماني تحقيق لقب البوندسليجا للمرة الأولى في تاريخه في موسم 2008-2009 لينهي بذلك هيمنة بايرن ميونيخ على البطولات المحلية في ألمانيا.

نجح الفريق الذي كان يقوده حينها المدرب الألماني المخضرم فيليكس ماجاث، المدرب الأسبق لبايرن ميونيخ، في إنهاء الموسم في الصدارة برصيد 69 نقطة وبفارق نقطتين عن البايرن الوصيف.

تشكيلة الفريق في ذلك الحين ضمت العديد من النجوم، مثل البرازيلي جرافيتي، الذي حصل على لقب هداف البوندزليجا برصيد 28 هدف، والبوسني إدين دجيكو، مهاجم روما الحالي، والذي احتل وصافة ترتيب هدافي البوندزليجا برصيد 26 هدف.. هذا بالإضافة إلى المدافع الإيطالي أندريا بارزالي لاعب يوفنتوس الحالي.

وفي موسم 2008-2009، تأهل فولفسبورج إلى دوري المجموعات في دوري أبطال أوروبا مباشرة بصفته بطل الدوري الألماني، لكنه فشل في التأهل إلى دور الـ 16 بعد أن احتل المركز الثالث في مجموعته التي ضمت إلى جانبه مانشستر يونايتد الإنجليزي وتشيسكا موسكو الروسي وبشيكتاش التركي.

لم يتمكن فولفسبورج من البقاء في دائرة المنافسة في المواسم التالية، وخاصة بعد رحيل فيليكس ماجاث بنهاية الموسم الذي فاز فيه الفريق بلقب البوندزليجا، ورحيل الثلاثي جرافيتي ودزيكو وبارزالي إلى أهلي دبي ومانشستر سيتي ويوفنتوس على التريب في صيف 2011.

أفضل إنجازات الفريق منذ ذلك الحين هي احتلال المركز الثاني في الدوري الألماني الموسم الماضي، والفوز بلقبي كأس ألمانيا وكأس السوبر الألماني موسم 2014-2015.

وصفة أتلتيكو مدريد للبقاء ضمن الكبار

الآن إذا أراد ليستر أن يحافظ على مكانه بين كبار إنجلترا، عليه أن ينظر إلى الأمثلة التي نجحت في ذلك في أي من الدوريات الأوروبية الكبرى.

أبرز هذه الأمثلة هو نادي أتلتيكو مدريد، الذي استطاع بقيادة مدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني أن يحطم أسطورة الريال-برشلونة في الليجا، وأصبح نداً لا يقل في المستوى عنهم أبداً.

اتبع أتلتيكو في المواسم الأخيرة خطوات فعالة لتكوين فريق قادر على الوصول للقمة، ليس ذلك فحسب، بل ومحاولة الاستمرار فيها لأطول فترة ممكنة. 

نجح الفريق في الحفاظ على قوام وشكل الفريق رغم تخليه عن أبرز نجومه، عن طريق التعاقد مع البديل المناسب، ولنا في تعويض أجويرو بفالكاو، وفالكاو بكوستا، وكوستا بجريزمان، خير دليل.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل