المحتوى الرئيسى

عبقرية سيميوني تتجاوز الخطط الفنية إلى اكتشاف نجوم وأساطير الكرة

04/28 19:57

يعتبر الأرجنتيني دييجو سيميوني، المدير الفني لأتلتيكو مدريد الأسباني من أشهر المدربين الموجودين في الوقت الراهن، بيد أن إنجازاته تتجاوز حدود الإبداع التكتيكي، حيث يعتبر مدرب الفريق المدريدي مكتشفا للنجوم.

ويعد ساول نيجويز المثال الأخير لذلك، فقد عاش لاعب وسط الميدان الأسباني البالغ من العمر 21 عاما، أمس الأربعاء، ليلة رائعة، بعدما سجل هدف الفوز الوحيد لفريقه على بايرن ميونيخ الألماني في نصف نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا.

وعلى الفور، وصفت وسائل الإعلام الطريقة التي نجم عنها الهدف بـ “المارادونية”، وأكدت صحيفة “ماركا” الأسبانية أن الهدف كان عبقريا وأضافت “هكذا يولد أحد الأساطير”، مع وضع صورة لساول وهو يحتفل بالهدف.

وقالت صحيفة “الموندو”: “اللاعب (ساول) هو نتاج نظام اكتشاف المواهب، الذي يعد مجهولا في أي مكان أخر خارج أتلتيكو مدريد، إنه ظاهرة لفريق يؤمن اليوم أنه قادر على فعل كل شيء، مهما كان موقفه، مستحوذا على الكرة أو غير مستحوذ”.

وأصبح ساول ، وهو إحد المعجزات الأخيرة لسيميوني، اللاعب، الذي يعيش هذا الموسم عام التأقلم والانصهار مع الفريق ، كما يعد أحد أكثر الأسماء، التي تطالب الصحافة الأسبانية بإشراكها في بطولة كأس أمم أوروبا 2016 بفرنسا.

وإذا كان هدف أي مدير فني هو الوصول بلاعبيه إلى أفضل مستوياتهم الفنية، فإن سيميوني يضاعف الرهان، حيث أنه في كثير من الأحيان ينجح في الحصول على 200 بالمئة من مجهودات وقدرات لاعبيه.

وقبل ظهور ساول، استطاع سيميوني اخراج المواهب الكامنة للاعبين أخرين مثل خوانفران وكوكي وفليبي لويس وخوسيه ماريا خيمنيز ودييجو كوستا، تألقوا جميعا مع سيميوني حتى باتوا نجوما عالمين ولاعبي كرة قدم لا غنى عنهم في منتخبات بلادهم.

ومن الممكن أيضا إدراج اللاعب الفرنسي انتوني جريزمان إلى قائمة الموهوبين الذين اكتشفهم سيميوني ، بالإضافة إلى الأرجنتيني أجوستو فيرنانديز، اللاعب الذي جاء إلى أتلتيكو في كانون ثان/يناير الماضي وأصبح لاعبا أساسيا بالنسبة لمدربه.

ولا ينجح سيميوني في إخراج أفضل الطاقات الكامنة لدى لاعبيه الشباب وحسب، بل من المخضرمين أيضا.

ويعتبر المهاجم فيرناندو توريس مثالا واضحا لهذا التصور، فبعد أن قضى فترة طويلة مشتتا كالتائه في الصحراء، تمكن في الشهور الأخيرة من استعادة بريقه القديم، وبدأ يتردد اسمه للمشاركة في “يورو 2016″، وهو الشيء، الذي بدا غير مطروح قبل وقت قريب.

ويشكل اللاعب فليبي لويس مثالا أخر على قدرة سيميوني على تطوير لاعبيه، فقد انضم هذا اللاعب لصفوف أتلتيكو مدريد في 2010 مقابل 12 مليون يورو (13 مليون 600 ألف يورو)، ثم تم بيعه لتشيلسي الإنجليزي في 2014 مقابل ضعف مبلغ الشراء.

ولم يحظ لويس إلا بفرص نادرة للمشاركة مع المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، حتى استعاده الفريق الأسباني هذا الموسم ليعود إلى أفضل مستوياته.

وقليل هم المدربون، الذين يشبهون سيميوني، الذين يستيطيعون المحافظة على دوافع وتركيز لاعبيهم، حيث يستطيع أي لاعب ينضم لصفوف هذا النادي البقاء فيه إذا استجاب للمتطلبات الفنية القصوى.

وتظهر في الأفق تفصيلة فنية تكشف عن تألق الفريق المدريدي وعن التأثير، الذي يتمع به مدربه، فقد نجح أتلتيكو في عبور عقبة دور الثمانية من دوري الأبطال أمام برشلونة بفضل الدفع بلاعبي القلب دييجو جودين ولوكاس هيرنانديز، اللاعب الشاب، الذي نال أقصى درجات الإشادة.

وفي مباراة البايرن، أشرك سيميوني اللاعبين ستيفان سافيتش وخيمينز في قلب الدفاع وتمكن مع ذلك في المحافظة على المستوى دون تراجع.

وبما إنه كان لاعبا كبيرا، يعرف سيميوني ماهية الشراهة الكروية التي يشعر به لاعب كرة القدم وكيفية التعامل معه.

وقال سيميوني أمس الأربعاء بعد الفوز على بايرن ميونيخ: “نجاح ساول يعود الفضل فيه لاجتهاده الشخصي”، وهي نفس العبارة التي استخدمها المدرب الأرجنتيني للإشادة بلاعبين أخرين مثل لوكاس هيرنانديز أو جريزمان.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل