المحتوى الرئيسى

وأصبح الحلم حقيقة: علاج لمكافحة الشيخوخة واستدامة الشباب - ساسة بوست

04/28 17:57

منذ 12 دقيقة، 28 أبريل,2016

الموضوع بسيط، يتوصل العلماء لأول علاج جيني ناجح ضد شيخوخة الإنسان. جُرّب العلاج على امرأة أمريكية، أصبح سنها أصغر! باتت إليزابيث باريش، الرئيس التنفيذي لشركة بيوفيفا (Bioviva) الأمريكية، أول إنسان يُجدد شبابه بنجاح، بعلاج جيني. باريش هي الرئيس التنفيذي لنفس الشركة التي أنتجت هذا العقار التجريبي، الذي تمكن من إنقاص العقد الجينية (تيلومير)، بمقدار 20 عامًا كاملة.

وقبل أن نخوض في مزيد من التفاصيل عن العلاج الجديد، الذي يمكن أن يغير حياة البشر، علينا أن نعود لبعض الأساسيات البسيطة. هناك مصطلح طبي وجيني هام يسمى «تيلومير»، وهو منطقة من تسلسل النيوكليوتيدات كثيرة التكرار والتي توجد في نهاية كل كروموسوم، وتعمل مثل قطعة النهاية البلاستيكية أو النحاسية الموجودة في رباط الحذاء. والنيوكليوتيد هو الوحدة البنائية الأساسية للحمض النووي ويتكون من قاعدة نيتروجينية وسكر خماسي الكربون ومجموعة فوسفات. وهناك أربعة أنواع من النيوكليوتيدات طبقًا للقاعدة النيتروجينية «A, T, C, G»، ويمثل كل تتابع محدد على الكروموسومات بعدد معين وترتيب معين معناه وجود جين معين.

وظيفة التيلومير هي حماية منطقة نهاية الكروموسوم من التدهور أو من الانصهار والاندماج مع الكروموسومات المجاورة. وتسلسل النيوكليوتيدات الخاصة بالتيلومير هو «TTAGGG»، والذي يتكرر في جينات الإنسان 2500 مرة.

التوليمير يقع في نهاية الكروموسوم ويحمي الجينات من التآكل

وأثناء عملية نسخ الكروموسومات خلال عملية تكاثر الخلايا، لا تستطيع الإنزيمات المخصصة أن تستمر في قيامها بعملية نسخ كاملة حتى نهاية الكروموسوم، لذلك فإن كل عملية نسخ تقابلها عملية قصر في طول الكروموسوم. ولو لم تكن التيلوميرات موجودة لكان هذا القصر في طول الكروموسوم معناه اقتطاع من الجينات الموجودة في النهاية.

هنا تعتبر التيلوميرات بمثابة مخازن معادلة توجد في نهاية الكروموسومات والتي يتم الاقتطاع منها خلال عمليات انقسام الخلايا وتكاثرها. وجود هذه التيلوميرات يحمي الجينات الموجودة قبلها على الكروموسوم من أن يتم اقتطاعها، وبالتالي تقوم هي بدور يشبه دور الدوبلير في السينما الذي يتعرض للمخاطر بدلًا من البطل الرئيسي.

ومع مرور الوقت ونتيجة لكل عملية انقسام تحدث في الخلايا، فإن التيلوميرات في نهاية الكروموسومات تصبح أقل طولًا. ويمكن أن تتجدد هذه التيلوميرات بواسطة إنزيم يسمى تيلوميريز ريفيرس ترانسكريبتيز، لكن هذا يحدث في الخلايا الجنسية فقط وليس في الخلايا الجسدية. تتابعات التيلوميرات بشكل عام تقصر في كل جيل من الانقسامات بمعدل مائة نيوكليوتيد خلال كل انقسام.

ويعتبر تآكل هذه التيلوميرات سببًا رئيسيًا في موت الخلايا، إذ أن الخلية تتوقف عن الانقسام واستكمال عملياتها الحيوية عندما يصل طول التيلومير إلى عدد معين من النيوكليوتيدات، هنا نطلق على الإنسان أنه بدأ مرحلة الشيخوخة، وبالتالي فإن طول التيلوميرات في خلايا الإنسان هي مقياس لمستوى الشيخوخة الذي وصل إليه.

بالعودة إلى العلاج السابق وتجربته على باريش، فقد تم احتساب قيمة التيلومير طبقًا لطول التيلومير الخاص بخلايا الدم البيضاء وتحديدًا خلايا تي. واستندت النتائج على متوسط طول التيلومير الخاص بالخلايا تي بالمقارنة بالسكان الأمريكيين الذين لهم نفس الفئة العمرية. وكما قلنا، فكلما زاد طول التيلومير كان ذلك يعني أن الشخص أكثر شبابًا.

في سبتمبر (أيلول) 2015، تلقت الرئيس التنفيذي لشركة بيوفيفا الأمريكية والبالغة من العمر 44 عامًا، اثنين من العلاجات الجينية التجريبية الخاصة بالشركة. أحد هذين العلاجين كان للحماية من فقدان كتلة العضلات مع تقدم السن، بينما كان العلاج الآخر بمكافحة نزيف الخلايا الجذعية المسؤولة عن الأمراض والعيوب الخاصة بالتقدم في العمر.

هل يستعيد العجائز شبابهم أخيرًا؟

كان هدف العلاج أساسًا توضيح مدى الأمان لأحدث مجموعة علاجات توصلت لها هذه الشركة، لكن المفاجأة أنه تحول إلى علاج مستقل، وإذا ما كانت البيانات المبكرة عن هذا العلاج صحيحة، فذلك يعني أنه أول علاج في العالم يقوم بإطالة التيلوميرعبر المعالجة الجينية في البشر. ففي السابق، استخدمت المعالجة الجينية إطالة التيلوميرات في الخلايا المستزرعة وفي الفئران، لكن لم يسبق استخدامه في البشر.

البيانات الخاصة بالتيلوميرات الموجودة في خلايا الدم البيضاء التي تم أخذها من باريش في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي بواسطة علماء في أحد المختبرات المتخصصة في ولاية تكساس الأمريكية قبل البدء في العلاج مباشرًة، كشفت أن تيلوميرات باريش كانت قصيرة بشكل أكبر بكثير بشكل لا يتناسب مع عمرها، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المتعلقة بالتقدم في السن في وقت مبكر من حياتها.

في مارس (آذار) 2016، قام فريق العلماء بأخذ عينة جديدة من باريش، المفاجأة السارة كانت أن التيلوميرات قد زاد طولها من 6.71 ألف نيوكليوتيدة إلى 7.33 ألف نيوكليوتيدة، وهو ما يعني أن باريش صارت أقل عمرًا بمقدار 20 عام. من الناحية البيولوجية فإن خلايا الدم البيضاء الخاصة بباريش صارت أصغر عمرًا. هذه النتائج جرى التأكد منها بواسطة إحدى الشركات غير الربحية في العاصمة البلجيكية بروكسل بالإضافة لمنظمة غير ربحية ملتزمة بمكافحة الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر في المملكة المتحدة.

وذكرت باريش أن العلاجات الحالية تقدم فقط فوائد هامشية للأشخاص الذين يعانون من أمراض الشيخوخة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعديل أسلوب ونمط المعيشة له تأثير محدود لمحاربة أمراض الشيخوخة. هنا أكدت باريش أن التقدم في مجال التكنولوجيا الحيوية هي الحل الأفضل، وإذا ما كانت النتائج التي توصلت لها الشركة قريبة من الدقة فإن هذا معناه صناعة للتاريخ.

هل يتحكم الإنسان أخيرًا في حمضه النووي ويمنع الخلايا من التقدم في العمر؟

نرشح لك

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل