المحتوى الرئيسى

بطل في الجول – جيش "تشولو"

04/27 16:59

"لا تحتاج سوى أن تولد في بوينس آيرس لكي تقع في غرام الكرة، الأمر أشبه بجينات خاصة يولد بها أبناء الأرجنتين تمكنهم من لعب الكرة الجميلة".

"الكرة في الأرجنتين هي كرة المهارة، كرة أشبه برقص التانجو فعليا، ربما تغلبت علي أصولي الإيطالية في ذلك الأمر. الكرة لا تسير بقدمي مثل البقية وكأنها ترفضني، ولكنني دوما ما أتشبث بما يرفضني، مازلت أتذكر احتفالي بهدف مارادونا الأول بقميص البوكا، كنت في عمر العاشرة أو أزيد قليلا، وكان يكبرني هو بعشر سنوات، أدركت حينها أني لا أملك ما يملكه هذا الساحر وأقرانه ولكني أملك شيئا لا يستطيعون أن يمتلكونه أو حتى يستغنون عنه.. أن أفسد كل ما يحاولون عمله".

لو قمت بحجز تذكرتك لمشاهدة أحد عروض سيرك "دي سولييه" فستعلق عيناك بلاعبي السيرك المهرة.. أمثال أورتيجا و لوبيز وأيمار وباتيسوتا، لكنك لن تلحظ ذلك الكلب البيتبول القابع خلف هولاء والمتأهب لتمزيق كل من يحاول أن يُفسد العرض، لن يمتعك كمتفرج ولكن لا غنى عنه لكي تكتمل المتعة.

"تشولو"، كما أسماه مدربه صغيرا تيمنا بكارميلو سيميوني مدافع بوكا جونيورز في الستينيات يبقي هو الممثل العصري لجزء مهم من كرة القدم، كرة القدم التي لا يفضلها متابعو اللعبة ممن يفاضلوا بين تذكرة مباراة وتذكرة مسرح وكأن كرة القدم تكمن متعتها في المهارة فقط، ويبرز دوره كلاعب وكفلسفة بعد ذلك في أعين متابعي كرة القدم المعقدة التي تستحق المناقشة لأيام، ذلك الدور كلاعب ذهب بسيميوني إلي إيطاليا وهو في عامه العشرين ليلعب في نادي بيزا ويهبط معه للدرجة الثانية في نفس الموسم، ليرحل إلى إسبانيا ويلعب موسمين بقميص إشبيلية، ثم يذهب للفريق الذي سيشهد تألقه، أتليتكو مدريد، ويحرز معه لقب الليجا الغائب منذ ثمانية عشر عاما.

يعود بعدها لإيطاليا مع إنتر ميلان ويتوج لقب كأس الاتحاد الأوروبي، ثم يلحق بركاب الأرجنتينيين المنضمين للاتسيو، ألميدا وكريسبو وفيرون ويحقق معهم السكوديتو ويعود بعدها إلى أتليتكو.

ولكن كل ما سبق وإن شهد بعض الألقاب و الكثير من الإخفاقات لا يصنع تاريخ لاعب مهم، "تشولو" سيصنع مجده وفلسفته الخاصة ببدله سوداء كاملة لا تتغير.

"مازلت كما أنا، عصبي المزاج، أقاتل على كل فرصة، أؤمن أني أستطيع مقارعة الكبار، الجميع يتحدث عن سيميوني الذي أحرز الليجا من بين يدي ريال مدريد وبرشلونة في زمن الكرة أصبحت هي ريال مدريد وبرشلونة".

حسنا الأمر بسيط، إن كانوا يملكون المهارة فهو يملك التنظيم، كل ما يحتاجه 11 لاعبا و ثلاثة بدلاء يملكون روح تشولو، يؤمنون أن الكرة تبتسم للمجتهد وإن استعصت عليه مرارا، فلنقف بالقرب من بعض كإخوة، كمحاربين لن يقبلوا الهزيمة، كل من يرتدي قميص الروخيبلانكوس قد وشم بوشم "تشولو" على جبينه، فلتقتنص الكرة مثل تشولو، ارتكب مخالفة إن لزم الأمر. فقد فعلها تشولو مرارا، بعض الكروت الحمراء لا تضر إن كانت ستحافظ على الفوز، لا تحتاج سوى فرصة واحدة لكي تسجل وإن أضعتها فلتزل وشم "تشولو" من علي جبينك.

"تشولو" المحاط باللعنات قديما أصبح يملك عينا خبيرة استطاع بها أن يكون فريق كامل دون راقصي تانجو أو لاعبي سيرك وإنما فريق من المقاتلين الذين لا يخطئون، مقاتلون منظمون للدرجة التي تجعلك تدفع الأموال لكي تشاهدهم وهم يحاربون، "تشولو" في طريقه لكسر أوروبا كلها بذلك الجيش حتى وإن فشل مرة فهو يعرف القاعدة دوما..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل