المؤرخ الدكتور عبدالمنعم الجميعي:من يفكرون في ثورة جياع قادمة «واهمون»

أكد المؤرخ الكبير الدكتور عبدالمنعم الجميعي أستاذ التاريخ الحديث بآداب الفيوم أن المصريين لا يتظاهرون بسهولة إلا إذا شعروا بظلم فادح وقع عليهم أو أن هناك تفريطًا فى حق الوطن، فالمصريون من أكثر شعوب الأرض تحملًا للشدائد والمحن وقال «الجميعى» لـ«الوفد» إن من يدعون أن هناك ثورة جياع قادمة واهمين، فمصر عاصرت وعاشت ظروفًا اقتصادية أقسى من ذلك بكثير، ومن يقرأ التاريخ يعرف كيف عاش المصريون الشدة المستنصرية وسط مجاعة بالمعنى الحرفى للكلمة لمدة زادت عن سبع سنوات كاملة، ومع ذلك خرجوا منها ولم ينكسروا، وفى فترة عثمان البرديسى الذى حكم مصر بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر، خرجت نساء مصر عن بكرة أبيهن بالدفوف يرددن «إش تأخذ يا برديسى من تفليسى» بعد أن فرض على الشعب المصرى ضرائب باهظة، وأضاف أن المظاهرات التى تدافع عن حق مصر فى جزيرتي «تيران» و«صنافير» تنم عن طبيعة المصريين الوطنية والخوف من فقد الجزيرتين، كما تنم أيضًا عن شيوع الجهل والإشاعات المغرضة بهدف إضعاف هيبة الدولة وإثارة الجماهير، ولكن الرجوع إلى الوقائع التاريخية يجعل الجميع يدرك أن الجزيرتين سعوديتان وأن الملك «عبدالعزيز» أعطاهما للملك «فاروق» عام 1946، والجزيرتان تقعان على بعد ثلاثة أميال من السعودية وأربعة أميال من مصر، ولكن توقيت إعادتها إلى السعودية وأجواء المباحثات غير المناسبة من وجهة نظرى هو ما أوجد هذا اللغط بين صفوف الجماهير المصرية.