إلى عمر خيرت.. السعودية لن تقبل هديتك

خلال حفله بمسرح جامعة القاهرة الاثنين الماضى، قال الموسيقار الكبير عمر خيرت إن شعب مصر يحب السعودية «وهيفضل يحبها». لا بأس، لكن أن يهدى المملكة مقطوعة موسيقية، فذلك كان غريبًا بعض الشىء.

الموسيقار المخضرم أراد أن يعزف على نفس وتر الدولة هذه الأيام، صحيح أنه لاقى تصفيقًا بمجرد ذكر السعودية، لكن المسرح لم يخل من عبارات الاستهجان، مثل «بتزعلنا منك ليه».

ويرى جزء لا بأس به من المصريين أن الدولة تريد بغير حق تسليم جزيرتى تيران وصنافير للسعودية، ضمن ما يعرف بإعادة ترسيم الحدود بينها وبين مصر. وكان الملك سلمان مؤخرًا فى زيارة إلى مصر استمرت 5 أيام، لاقى خلالها ترحيبًا كبيرًا ومنحته جامعة القاهرة الحكومية شهادة دكتوراه فخرية.

عمر خيرت أهدى الدولة التى تعتنق الفكر الوهابى مقطوعة موسيقية غير مشهورة، لكن ماذا لو قرر مثلًا إهداء إحدى روائعه العديدة التى غلفت أعمالًا انتقدت الوهابية والفهم غير الوسطى للإسلام، مثل موسيقاه لأفلام الإرهابى، ودم الغزال، والجزيرة 2، أو مسلسلات الداعية، والخواجة عبد القادر، والجماعة؟

كان على الموسيقار الكبير أن يعلم أن الدولة التى تزدرى الموسيقى والفنون قد لا تقبل هديته، فمفتى الديار السعودية بين عامى 1992 و1999 الشيخ الراحل عبد العزيز بن باز، أفتى فى غير مرة بتحريم الغناء والموسيقى، بل إن الشيخ الراحل محمد بن صالح العثيمين، أبرز أعضاء هيئة كبار العلماء السعودية، التى تساوى دار الإفتاء فى مصر، أفتى بتحريم حتى الموسيقى العسكرية التى تعتمدها الجيوش لتنظيم الجنود وبث الحماس فيهم!

حتى الأطفال قد يُمنعوا من سماع الموسيقى فى السعودية، من ذلك ما حدث فى أبريل 2012، حين أوقفت هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، عرض «السنافر» الموجه للأطفال بمهرجان «الورد الطائفى» بحجة أن العرض به عزف موسيقى! بل اقتحم أحد أفراد الهيئة الدينية السعودية غرفة الكنترول فى منتصف العرض، وطلب من المشرفين إيقافه فورًا.