الخط الدرامي والبوليسى يترافقان في رواية 'مرام' لأحمد حمادي

 يترافق الخطان الدرامي والبوليسي فى رواية "مرام" للكاتب أحمد حمادي، بشكل متواز حتى نقطة النهاية في رواية من 600 صفحة. 

وتعالج "مرام"؛ الصادرة عن دار "الغراب" طرحا جوهريا، وهو قدرة الإنسان على تلقي الضربات القاسية في الحياة بشكل متواتر ومقدرته على التغلب على ما يبدو مستحيلا في العقل حينما تضطره الظروف لعيش أكبر مخاوفه على الإطلاق. 

بطلة القصة (مرام)؛ فتاة شرقية مراهقة تجبرها الحياة على عيش ما هو أكبر من فقدان الوالدين والانسلاخ عن الماضي.

الأفكار المطروحة في النص كثيرة ومتشعبة على مستوى ذات الشخصية البطلة، والشخصيات الفرعية وكذا البيئة الزمكانية. 

ويطرح النص تجربة اليتم وما يشوبها من مد وجزر، والصراع الحاد المتصاعد لإيجاد التوازن بعد فقد الأبوين والاستقرار وسط بيئة جديدة كليا ومحاولات الانسجام دون دفع ضريبة ما كجزية لجعل الطرف الآخر يتقبل كينونة الغريب القادم من المجهول.

والأهم هو التعايش- رغم ذلك الوعي الصغير- مع فكرة وجود القتلة وجرائم القتل وتقبل العالم كما هو بوحشيته ودمويته، ومشكلة الأخذ بالمطلق فيما يخص العلاقات العاطفية، ومشكلة المخدرات في المدارس الثانوية والتهديد المحدق بالمراهقين والمراهقات وسط اللاضمانات، ومسايرة الوجع والخيانة وعقارات قد لا تتوافر، وواجب أخذها غصبا من يد شخص قد لا يقدمها أبدا.