المحتوى الرئيسى

بتدنيس الأقصى.. الاحتلال يحتفل بعيد الفصح

04/25 14:30

يبدو أن قرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة بالعمل على بناء مئات وحدات السكن في المستوطنات بمثابة الضوء الأخضر لمزيد من اقتحام المتطرفين اليهود لباحات المسجد الأقصى وتدنيسه تزامنا مع احتفالات عيد الفصح، بعد قررات اليونيسكو، مهددين باعتلائه في الأيام المقبلة دون وعي أن ذلك سيكون الوقود الذي تشتعل به الانتفاضة الفلسطينية الثالثة بحسب مراقبين.

وباتت الانتفاضة الثالثة متجلية على الأرض، وهي شبيهة بأحداث مهدت لانطلاق الانتفاضتين الأولى والثانية والتي يجمعها عامل مشترك واحد هو التوسع الاستيطاني والاعتداء على المسجد الأقصى.

وتأتي قرارات نتنياهو كتكريس لبناء المستوطنات ضاربًا بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية، وسبقها قرارات بتعزيز الاستيطان بزيادة الوحدات الاستيطانية وجلب المزيج من المستوطنين، لفرض أمر واقع.

ويتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات مستمرة من قبل يهود متطرفين تتم تحت حراسة شرطة الاحتلال الصهيوني، كان أخرها بالأمس حيث اقتحم 160 متطرفا باحات المسجد بمدينة القدس المحتلة.

وكان نتنياهو  ووزير الحرب موشيه يعلون قد صادقا في نهاية الأسبوع الماضي، على بناء مئات البيوت الاستيطانية في "المستوطنات النائية"، وهو التعبير الذي يطلقه الاحتلال على المستوطنات التي تقع شرقي جدار الاحتلال في الضفة، وكانت إسرائيل قد ادعت أمام العالم أن هذه المستوطنات معدّة للانسحاب في إطار الحل الدائم.

فيما أصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بيانا، نفى فيه أن يكون قرار بناء مئات البيوت الاستيطانية في المستوطنات الصغيرة الواقعة شرقي جدار الاحتلال، هدفها توسيع المستوطنات، إلا أن صورا جوية، التقطت لغاية رصد الوضع القائم في الضفة، يؤكد كذب نتنياهو في بيانه.

وأغلقت شرطة الاحتلال، باب القطانين، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، ومنعت المصلين من الدخول إلى الأقصى والصلاة في رحابه، فيما انتشرت المتاريس قرب بوابات المسجد الأقصى للتدقيق ببطاقات المواطنين، في حين تمارس تضييقها على تجار سوق القطانين المُفضيّة إلى المسجد الأقصى لتسهيل فعاليات عصابات المستوطنين خلال احتفالاتهم بعيد الفصح العبري.

كذلك شهدت القدس المحتلة في الأيام الأخيرة تدفق متزايد لقوات جيش الاحتلال، وتحولت المدينة إلى ثكنة عسكرية، ويعمل جنود الاحتلال على تضييق الحياة العامة على الفلسطينيين، من أجل إفساح المجال أمام مئات آلاف اليهود لإغراق المدينة.

وحاول مستوطنون، تقديم قرابين "عيد الفصح" العبري الذي سينتهى الخميس المقبل قرب البراق بالمسجد الأقصى المبارك وذلك لاستثارة غضب الفلسطينين بعد  إقرار وتثبيت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة إسلامية حائط البراق وساحته، واعتبارهما جزءا من المسجد الأقصى مع كامل القدسية والوقفية.

وحذرت الحكومة الفلسطينية من التداعيات الخطيرة إزاء ما يشهده المسجد الأقصى المبارك إثر اقتحام مجموعات المستوطنين وقوات الاحتلال، واستمرار إبعاد ومنع المصلين المسلمين والمواطنين من الوصول إليه .

كما حذرت الحكومة الأردنية من التداعيات الخطيرة لاقتحام مجموعات من المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلى للمسجد الأقصى المبارك.

وقال الناطق الرسمى باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومنى فى تصريح صحفى، إن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلى والمستوطنون من انتهاكات بحق المصلين فى المسجد الأقصى هو انتهاك للقوانين والمواثيق الدولية، محذرا فى الوقت نفسه من هذه الممارسات التى ستؤدى إلى عواقب خطيرة.

 بدوره قال الدكتور جهاد الحرازين  ـ القيادي بحركة فتح الفلسطينية إن الاعتداءات والانتهاكات التي تتم بشكل منظم من قبل المنظمات الصهيونية المتطرفة عملية تتكرر يوميا والذي وتزداد شراسة وعداوة وخاصة عندما يحاول هؤلاء المتطرفين الدخول بجماعات وأعداد كبيرة وإقامة بعض الشعائر الخاصة بهم ومحاولة تقديم قرابينهم إلى داخل باحات المسجد الأقصى في تحدي صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تحرم الاعتداء على أماكن العبادة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"مصر العربية" أن هناك حالة الغطرسة تعيشها الحكومة اليمينية برئاسة نتنياهو وما تتخذه من قرارات عنصرية ذات طابع ديني تؤدي إلى خلق حالة من الصراع الديني في المنطقة كل ذلك بهدف الوصول إلى إرضاء تلك العصابات والجماعات والمنظمات الصهيونية التي تمارس الاعتداءات اليومية بما يدفع إلى توتير الأجواء وخلق حالة من الصدام المتواصل ما بين الفلسطينيين وقطعان المستوطنيين الذين يحاولون تدنيس المقدسات الاسلامية والمسيحية.

وأوضح أن نتنياهو الذي يتخذ بعض القرارات الصورية فقط والمتمثلة بالطلب من أعضاء الكنيست والوزراء بعدم الدخول إلى باحات المسجد الأقصى ولكن ما يحدث على أرض الواقع عكس ذلك تماما لأن من يقدم الحماية ويرافق هؤلاء المتطرفيين هم جيش الاحتلال وشرطته وبمشاركة رموز دينية وسياسية في تلك الاعتداءات والاقتحامات.

وتابع : على الجانب الآخر ما تمارسه الحكومة اليمينية من ممارسات تتمثل بإصدار القوانين والقرارات التي تجسد حالة العنصرية وتعمل على خلق حالة من الصراع والتوتر الذي سيكون وقود للانتفاضة الثالثة في الأراضي الفلسطينية خاصة ما سمي بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى بالإضافة إلى تحويل أجزاء من باحات الأقصى إلى حدائق ومتنزهات عامة ومحاولة إعادة إحياء قانون القومية الذي يشكل أقصى درجات التطرف والعنصرية ومصادرة حقوق العبادة.

وعن التهديد باقتحام الأقصى قال الحرازين: ليس من المستغرب أن يخرج مجموعة من المتطرفيين الذين يقتحمون يوميا باحات المسجد الأقصى ليعلنوا بأنهم سيقوموا باعتلاء المسجد الأقصى والسيطرة عليه في ظل توفير الدعم الأمني واللوجستي لهم من قبل حكومة نتنياهو وأقطابها لأن هذه الفكرة القديمة التي لازالوا يؤمنون بها والتي لا أساس لها من الصحة المتمثلة بإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى بدليل الحفريات المتواصلة أسفل المسجد الأقصى وافتتاح كنس يهودية أسفله.

وطالب الحرازين أن تتخذ الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي ككل موقفا لمواجهة هذا المخطط، مشيراً إلى أن هذه المرحلة ربما تكون قبل الأخيرة من مخطط تلك الجماعات والمنظمات الصهيونية والهادفة إلى هدم المسجد الأقصى الأمر الذي لن يسمح به أبناء الشعب الفلسطيني الذين قدموا ولازالوا يقدمون أرواحهم ودمائهم فداء ودفاعا عن القدس الشريف والمسجد الأقصى.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل