المحتوى الرئيسى

منع المشجعين من حضور المباريات خطر.. لهذه الأسباب

04/24 14:30

مواصلة سياسة غلق الاستادات أمام الجمهور يشكل خطورة كبيرة، لأنه يشجع الجمهور على الاضطلاع بدور حيوي في الاحتجاجات الكبيرة المناهضة للحكومة، ولاسيما إذا تعلق الأمر بالقضايا التي يظهرون تعاطفًا معها.

ولعل حادثة اقتحام جماهير النادي الأهلي لاستاد برج العرب في أبريل الحالي تدق جرس إنذار لتجدد المواجهات بين مشجعين الكرة وقوات الأمن.

جاء هذا في سياق مقالة الكاتب جيمس دورسي التي نشرها بصحيفة " هفنجتون بوست" الأمريكية تحت عنوان " جماهير الكرة المصرية تمهد للاحتجاجات المناوئة للحكومة "والتي راح يحذر فيها الحكومة من مغبة الاستمرار في غلق الاستادات الرياضية ومنع حضور الجماهير لمباريات كرة القدم، قائلا إن تلك الإجراءات قد تحفز الجماهير على المشاركة في الاحتجاجات.

أشعلت جماهير الكرة المصرية فتيل الاحتجاجات المتنامية ضد الحكومة عندما قرّروا في بداية الشهر الحالي اقتحام استاد رياضي اعتراضًا على حظر طويل تفرضه السلطات على حضور الجماهير لمباريات كرة القدم لدواعٍ أمنية.

اقتحام الجماهير، وتحديدا الجماعة المعروفة بـ " أولتراس أهلاوي" لـ استاد برج العرب الواقع في مدينة الإسكندرية الساحلية أثناء مباراة  للنادي الأهلي المصري مع نظيره التنزاني " يانج أفريكانز" في بطولة دوري رابطة الأبطال الإفريقية، يعد الواقعة الأولى من نوعها منذ مقتل 20 من مشجعي نادي الزمالك في القاهرة العام الماضي في اشتباكات مع قوات الأمن.

وأطلقت قوات الشرطة قنبل الغاز المسيل للدموع أثناء واقعة اقتحام استاد برج العرب، ليسفر  ذلك عن إصابة 29 شخصا.

وتجيء الواقعة وسط تنامي موجة الانتقادات الموجهة ضد الحكومة بسبب قرارها الأخير المثير للجدل بإعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية والتي سيتم بموجبه نقل تبعية جزيرتي " تيران وصنافير" الواقعتين في البحر الأحمر، عند مدخل خليج العقبة، إلى الرياض، وهو ما تم الكشف عنه خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة بداية هذا الشهر.

وبالرغم من قلة أعدادهم عن مثيلتها في ثورة الـ 25 من يناير 2011، ، استعار المشاركون في الاحتجاجات على نقل تبعية " تيران وصنافير" شعارات ثورة يناير، من بينها " عيش.. حرية.. الجزر المصرية"، بالإضافة إلى هتافات أخرى مناوئة للنظام، وذلك خلال تظاهرة لهم في الـ 15 من أبريل الحالي تحت مسمى جمعة " الأرض هي العرض" التي دعت إليها عديد من القوى والتيارات السياسية قد قرار الجزيرتين.

ولعبت جماهير الكرة دورا محوريا في ثورة يناير وأيضا فيما تلاها من تظاهرات مناوئة للحكومة. وعلاوة على ذلك، شكلت جماهير الأولتراس العمود الفقاري للاحتجاجات الطلابية في عهد السيسي والتي اندلعت في أعقاب عزل المؤسسة العسكرية للرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في الـ 3 من يوليو 2013.

واعتقلت قوات الأمن هذا الأسبوع عشرات الناشطين في مختلف ربوع مصر في خطوة استباقية لـ الاحتجاجات المقرر لها غدا الاثنين ضد سياسات الحكومة المصرية، من بينها نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، وتتزامن تلك التظاهرات مع احتفالات مصر بالذكرى الـ 34 لأعياد تحرير سيناء.

احتجاجات جمعة " الأرض هي العرض" وترديد المتظاهرين شعارات من ثورة الـ 25 من يناير ستدفع الحكومة على الأرجح إلى الاستمرار في غلق أبواب الاستادات أمام الجمهور، خشية أن تتحول تلك الساحات الرياضة إلى منصات للتظاهر وتقليب الرأي العام ضد السياسات الحكومية.

وتؤدي فرق كرة القدم في مصر مباراياتها بدون جمهور منذ أكثر من 5 أعوام، وتحديدا منذ بداية المظاهرات التي أطاحت في النهاية بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد 30 عاما قضاها في سدة الحكم.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل