المحتوى الرئيسى

إبراهيم نصر: أضحكت السادات عندما قلت له نكتة سياسية

04/24 12:45

«إبرهيم نصر» ليس ممثلا عاديا.. فهو يمتلك موهبة فنية حقيقية، استطاع عبر مشواره الفنى الطويل أن يكتب تاريخه بأعمال متميزة، وأن يكتسب ثقة جمهوره، يصنف «الرجل» على أنه فنان كوميدى عالى الحضور، والحقيقة أنه يمتلك كل روافد الأداء الإبداعى.. يستطيع أن يرسم الابتسامة العريضة على وجه المتلقى، وفى الوقت نفسه يستطيع ان يستحضر دموعه وشجونه.. فى أرشيف الرجل أعمال شديدة التمييز منها «مستر كاراتيه، الاحتياط واجب، شمس الزناتى» وقد استطاع على مدار 15 عاما أن يقدم برامج المقالب «الكاميرا الخفية» بأسلوب شيق ورشيق ولذا زادت شعبيته واتسع رصيده عند الجمهور.. التقينا بالفنان إبراهيم نصر ودار معه حوار طويل حول البدايات والمناخ الفنى وعلاقته بالراحل أحمد زكى وأسباب غيابه عن الساحة الفنية.

- فى الفترة الأخيرة دفعتنى الظروف للسفر خارج مصر عدة مرات، وكان آخرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولذا تغيبت عن الساحة، ولكن أحب التأكيد على اننى اتلقى عروضا كثيرة فى السينما والدراما التليفزيونية ورغماً عنى أرفض تارة بسبب ظروفى وتارة أخرى لعدم اقتناعى بالعمل الفنى.

- المهم ان اقدم عملا فنيا له قيمة وان يترك بصمة إيجابية فى عقل ووجدان المشاهد.. كان فيلم «إكس لارج» هو آخر أعمالى على شاشة السينما وقد حصلت على ثلاث جوائز عن دورى، وقد استمتعت بالعمل مع النجم أحمد حلمى.. القصد من كلامى اننى عندما أقدم دورا محترما، أكون سعيدًا جدًا وأفضل الغياب بدلاً من الحضور الباهت الذى يسحب من رصيد الفنان ويقلل اسمه عند الحضور.

- يجب ان تعرف جيداً ان حال السينما سيئ الآن.. ولكن لو تأملت تاريخها جيداً، سوف تكتشف انه كل عشر سنوات تمر السينما بظرف سيئ وتسيطر عليها موجة.. فى السبعينيات تراجعت السينما ولكنها استردت عافيتها فى الثمانينيات، ولو تأملت حال الغناء أيضاً سوف تكتشف تغيرات كثيرة.. ظهر عدوية وكسر الدنيا والآن يوجد شعبان عبدالرحيم وسعد الصغير.. باختصار الحالة الصحية للسينما الآن ضعيفة وهشة ولا أبالغ إذا قلت ان السينما أشبه برجل عليل يحتاج إلى حقنة مقاومة وليست حقنة مخدرة.

- بالعكس توجد أفلام جيدة ولكن مساحة الرديء والسيئ أكبر، لذا لا تظهر الأعمال الجيدة ولا تفرض نفسها.. نحن نحتاج إلى الإكثار من الأعمال الفنية المحترمة التى ترتقى بوعى المتلقى وتساهم فى توسيع مداركه.

- بداية يحب أن تعرف ان السبكى ليس منتجا واحدا.. يوجد محمد السبكى وأحمد السبكى ربما يميل «محمد» إلى الخلطة التجارية التى تسيطر على السوق.. ويحاول أحمد السبكى.. تقديم أفلام لها محتوى وموضوع.. باختصار عائلة السبكى تقدم العمل التجارى والعمل الجاد ويبقى دائماً الحكم للجمهور.. وقد أدركت خلال السنوات الأخيرة ان الجمهور أصبح واعياً.. ولديه قدرة كبيرة على الفرز والاختيار، فهو لا ينحاز إلا للأعمال الجادة ويدير ظهره للأعمال الضعيفة التى تفتقد للفكرة والحوار الجيد.

- الحمد لله.. أشعر بكامل الرضا، فقد أخلصت لفنى واحترمت جمهورى، ويكفى اننى عندما أمشى فى الشارع أجد الحب فى عيون الجمهور، فلم أقدم عملا فنيا أخجل منه طوال مشوارى الفنى.. حتى عندما قدمت برنامج الكاميرا الخفية كان هدفى الأول والأخير إسعاد الجمهور .. نعم ان ممثل مهمتى إسعاد الجمهور.

- لا يوجد شىء سهل وآخر صعب.. المهم ان تكون لديك إرادة قوية، حتى تحقق أحلامك التى تسكن خيالك.. درست فى كلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة القاهرة.. وكل أفراد العائلة يتذوقون الغناء والتمثيل الجيد لكن لا يوجد فى العائلة شخص واحد احترف الفن.. كنت الاستثناء الوحيد فى العائلة، وقد وقف بجانبى فى بداية مشوارى الفنى الشاعر الكبير بخيت بيومى، وقدمنى للراحل محمد سالم وكان يشغل منصب مدير عام المنوعات بالتليفزيون.. وكانت هذه الخطوة بمثابة فاتحة الخير.

- رشحنى الرجل للمشاركة فى حفلات كبيرة ومهمة كانت تضم نجوما كبارا أمثال «صباح، وديع الصافى»، وكنت أقدم فقرة فاصلة بين الفنان والآخر.. كان الفاصل الكوميدى الذى أقدمه يحظى بترحاب شديد من جانب الجمهور.. كان الراحل حسين السيد هو الذى يكتب الفاصل الكوميدى وكانت عبقريته فى الكتابة الكوميدية اكتشافا بالنسبة لى. فلم يكن مجرد شاعر غنائى لكنه كان مبدعا متعدد المواهب والأفكار.

وذات مرة شاهدنى المخرج الكبير نور الدمرداش ورشحنى للمشاركة فى بطولة مسلسل مهم اسمه «على باب زويلة» وهو مسلسل تاريخى، لكنه مكتوب بلغة عامية وحقق هذا العمل نجاحا كبيرا، وأحدث نقلة نوعية فى مشوارى الفنى. كما تعرفت على أشرف فهمي وساهم فى صنع شخصيتى الفنية.

- لى ابن واحد اسمه «عماد» درس القانون ويقيم بشكل دائم فى لندن.. وهو مشاهد جيد ولديه رأى وذوق لكنه لم يحب العمل فى الفن وقد احترمت رغبته.. أنا مؤمن بأن الإنسان عندما يختار شيئا يبدع فيه ويتألق لكن إذا فرضت عليه أمرا من الأمور لن ينجح ولن يتحقق.

- أنا مثل كل إنسان عشت لحظات صعبة وأخرى سعيدة.. لحظة الانكسار فى حياتى كانت عندما فقدت أمى.. كنت موجودا خارج مصر وبالتحديد فى اليونان وعند عودتى فوجئت بشقيقى يخبرنى برحيلها.. أحسست بألم شديد لأنى كنت شديد الارتباط بها.. وأشعر بالانتصار كلما أقدم عملا جيدا وأتلقى إشادة من الجمهور والنقاد.

- أهلاً.. بكل محاولة لرسم الابتسامة على وجه المشاهد، ولكنى ضد أى عمل يسخر من الجمهور أو يقلل منه.. الأصل فى الكاميرا الخفية هو متعة المشاهد.

- قدمتها على مدار 15 عاماً وذات مرة قال لى الزعيم عادل إمام «هتعمل ايه تانى .. أنت وصلت إلى أعلى مستوى» أسعى دائماً إلى الاختلاف ولا أحب تكرار نفسى، لذا أفكر خلال الفترة القادمة فى تقديم برنامج منوعات وحالياً أضع الإطار العام للبرنامج، وأتمنى أن يخرج للجمهور بشكل جيد ومحترم.

- كانت تربطنى صلة صداقة قوية بالراحل أحمد زكى الذى أراه علامة فارقة فى تاريخ الفن المصرى.. كان الراحل يمتلك موهبة فنية عريضة وأذكر ذات مرة ان تم تكريمه فى أحد المهرجانات، ولم أجده سعيدا وهو يحمل شهادة التكريم وعندما سألته عن السبب قال ان التكريم الحقيقى يأتى من الجمهور.

- ذات مرة التقيت بالفنان أحمد زكى وأصر ان يعزمنى على العشاء فى مطعم بجوار سور نادى الزمالك.. وبعد تناول العشاء جلسنا فى الشارع وشاهد أحمد زكى عاملا فى المطعم يضرب كلبا بكل قسوة حتى يبتعد عن باب المطعم.. فغضب أحمد زكى من الموقف، وأمر العامل ان يحضر للكلب وجبة كاملة واشترط عليه ان يقدم الطعام للكلب فى أطباق مثلما يحدث مع الزبائن، وقال له منفعلاً: عامل هذا الكلب وكأنه زبون.. اندهش العامل من الفنان أحمد زكى وحضر مدير المطعم ولم يكن أمامه طريقة إلا تنفيذ رغبة الفنان الكبير الذى سدد ثمن الوجبة والأطباق، ولقن درسا لكل الزبائن فى الرفق بالحيوان.. كان أحمد زكى إنسانا حقيقيا.. مع احترامى لكل نجوم السينما يظل أحمد زكى حالة فنية شديدة الخصوصية.

- لا يمكن المقارنة بينهما لكل منهما ملامح وسمات خاصة، ولكن أرى ان مشوار أحمد زكى كان صعباً جداً ولم يكن سهلاً ولكن الاثنين كافحا من أجل صعود سلم الشهرة والوصول إلى الجمهور.

- لا أبالغ إذا قلت ان علاقة طيبة كانت تربط بينى وبين السادات ذلك الرئيس العظيم، الذى كان يتميز بخفة الدم الشديدة والحضور .. كنت أقدم حفلات فى منزله يحضر أحفاده وكان يشعر بسعادة لأننى كنت مصدر سعادة لأحفاده وكنت التقى هناك بالفنان سعيد صالح والزعيم عادل إمام.. وأذكر ذات مرة أن طلب منى السادات ان أحكى له نكتة وكانت الظروف صعبة وقبل حرب 73 وقلت له نكتة سياسية وأدركت انه من الممكن ان يغضب فوجدته يضحك بشدة ولم يغضب كانت روحه حلوة جداً.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل