المحتوى الرئيسى

النظام المصرى يطهر المناهج من الثورة

04/24 11:33

ألقت صحيفة الواشنطن بوست  الأمريكية الضوء على ما يقوم به النظام فى مصر من تغيير فى المناهج الدراسية  ، حيث خلصت إلى انها عملية "تطهير" من أي ذكر للثورة.

وقالت الصحيفة إن كتاب الصف الخامس الابتدائي على سبيل المثال، تم حذف اسم محمد البرادعي من قائمة الحاصلين على جائزة نوبل للسلام عام 2005، وذلك بعد أن صعد نجم هذا الدبلوماسي عقب ثورة 2011 ورشح لمنصب نائب رئيس الجمهورية قبل نحو 3 أعوم عقب تولي السيسي الحكم، إلا أنه رفض احتجاجاً على القمع العنيف الذي استخدمه الأمن  ضد المتظاهرين.

وبحسب سامي نصار، أستاذ التربية بجامعة القاهرة وعميد سابق لكلية الدراسات العليا، فإن هناك عملية إعادة لكتابة التاريخ من جديد، مبيناً أن السيسي هو الرئيس، ومن ثم فإن المنهج يجب أن يعكس مزاج النظام السياسي.

ويضيف: "إنها طريقة لإغراء الحاكم وإعطائه مزيداً من التأثير على الناس، وإضفاء صورة جيدة عليه، التاريخ الذي يكتب هو تاريخ الحاكم وليس تاريخ الشعب".

منذ قيام ثورة عام 1952 والتي أطاح بها ضباط مصريون بالنظام الملكي الذي كان قائماً آنذاك، فإن التعليم ومناهجه كان امتداداً للحكومة، وحتى الكتب المدرسية والمناهج عرضت روايات موالية للحكومة وتم حذف أي شيء مغاير لهذا المسار، والآن وصل الأمر إلى مناهج التعليم وتسييس المدارس.

عقب ثورة 25 يناير 2011 التي أنهت حكم الرئيس حسني مبارك بعد 30 عاماً، تم ذكر الثورة بشكل بسيط وسطحي، حيث تمت الإشارة إلى أن الثورة المصرية كانت امتداداً لثورات الربيع العربي، دون أن يرد أي ذكر للإسلاميين المعتدلين الذين كان لهم دور بارز في الثورة.

وبحسب كمال مجاهد، الباحث في المجلس الوطني للتعليم بمصر، فإن هناك شخصيات في النظام لديها مشكلة مع الثورة، ويحاولون مهاجمة أي رمز من رموزها، وليس الأمر مقتصراً على الدكتور البرادعي.

وزارة التربية والتعليم المصرية رفضت العديد من الطلبات للتعليق على عملية تغيير المناهج الجارية، غير أن وسائل إعلام محلية نشرت تصريحاً للمتحدث باسم الوزارة، بشير حسن، الذي قال إن إزالة اسم البرادعي من المناهج تمت في ظل وزير التعليم السابق، وإنه بناء على شكوى تقدم بها أولياء أمور، فلقد تم فتح تحقيق في الموضوع، مشدداً على أنه لا ينبغي لأحد أن يعيد كتابة التاريخ حتى لو كانت هناك خلافات بين النظام والبرادعي.

وتشير الصحيفة إلى أنه وعقب ثورة 1952 حفلت الكتب والمناهج المدرسية بصور جمال عبد الناصر كأول رئيس جمهورية لمصر، وأغفل عن عمد محمد نجيب الذي يعد فعلياً أول رئيس لمصر عقب الملكية.

وفي عهد الرئيس السابق محمد مرسي، الذي قاد الإخوان المسلمين إلى السلطة لأول مرة في تاريخهم عام 2012، تم تعديل المناهج لتكون أكثر محافظة، حيث شملت الكتب المدرسية صوراً لنساء محجبات، وما تمت الإطاحة بمرسي عام 2013 وحظرت جماعة الإخوان المسلمين، حتى تم تغير المناهج ووصفت الجماعة بأنها جماعة متعطشة للسلطة وفاسدة، حتى إنه تم إتلاف آلاف من الكتب المنهجية التي طبعت بزمن الإخوان.

الأمر لم يقتصر على ذلك وحسب بل امتدت يد التغيير إلى قصص تاريخية؛ حيث قررت وزارة التعليم إزالة قصص صلاح الدين الأيوبي محرر القدس، وأيضاً عقبة بن نافع، وهي من الشخصيات الإسلامية المعروفة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل