المحتوى الرئيسى

مستقبل المنطقة فى عيون الغرب: «مظلم».. و5 دول ذهبت مع الريح

04/24 11:14

تعد التغيرات الجيوسياسية التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط منذ الغزو العراقى للكويت عام 1991 ثم ثورات الربيع العربى عام 2011، سبباً فى الاعتقاد بأن المنطقة تشهد صيغة هى أقرب لاتفاق «سايكس بيكو»، وذلك بعد مرور 100 عام على توقيعه، ذلك الاتفاق الذى قسم الوطن العربى الذى كان موحداً تحت حكم «الدولة العثمانية»، وتم الاتفاق بناءً على اقتراحات ومفاوضات تمت بين الدبلوماسيين جورج بيكو الفرنسى ومارك سايكس الإنجليزى فى نوفمبر 1915، وانتهت المفاوضات بين الجانبين إلى اتفاقية لتقسيم منطقة الشرق الأوسط بين بريطانيا وفرنسا عرفت باتفاق «سايكس بيكو» فى مايو 1916، وكان الهدف من ذلك الاتفاق هو إنشاء ثلاث مناطق نفوذ للدولتين المتحالفتين ضد الألمان فى الحرب العالمية الأولى.. وبعد الصعود السريع والقوى لتنظيم «داعش» الإرهابى فى المنطقة، بات واضحاً أن الخريطة التى ترسم حدود الدول فى الشرق الأوسط أوشكت بالفعل على السقوط، وذلك رغم إنكار البعض لتلك الحقيقة التى تتضح أكثر يوماً بعد يوم، بالتزامن مع تزايد الاضطرابات فى دول المنطقة، خاصة فى سوريا والعراق وليبيا واليمن.

صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية كشفت عام 2013 عن خريطة جديدة للشرق الأوسط عقب ثورات الربيع العربى، تحت اسم «الشرق الأوسط الجديد»، وأعادت الصحيفة نشر الخريطة مرة أخرى عام 2015 مصحوبة بدراسة تحليلية للحدود السياسية الحالية فى الشرق الأوسط، وبالنسبة لسوريا توقعت الصحيفة تقسيم البلاد إلى ثلاث دول، بسبب الصراع المذهبى والدينى، الدولة الأولى للطائفة العلوية، التى من المتوقع أن تكون على ساحل البحر المتوسط، والدولة الثانية للكرد فى المناطق المجاورة لكردستان العراق، والدولة الثالثة للسنة فى المناطق المجاورة للحدود العراقية، حيث يتركز سنة العراق فى المحافظات العراقية الوسطى.

أما العراق، الذى يعانى من انقسامات طائفية منذ الغزو الأمريكى للبلاد عام 2003، فقد توقعت الصحيفة حدوث اتحاد بين شمال العراق وشمال سوريا فى دولة الكرد، وكذلك اتحاد وسط العراق السنى مع دولة السنة فى سوريا، فيما سيبقى جنوب البلاد للشيعة. وبالنسبة لليبيا، فقد توقعت «نيويورك تايمز» أن تنقسم إلى ثلاث دول، واحدة فى الشمال الغربى، عاصمتها «طرابلس»، وأخرى فى الشرق وعاصمتها «بنغازى»، والثالثة فى منطقة «فزان» فى الجنوب وعاصمتها «سبها» المعروفة بتأييدها لقبيلة «القذاذفة» التى ينحدر منها الرئيس السابق معمر القذافى.

كما توقعت الصحيفة انقسام اليمن إلى دولتين، مثلما كان الحال قبل 22 مايو 1990 وقبل توحد اليمن الجنوبى مع الشمالى فى دولة واحدة باسم الجمهورية اليمنية تحت قيادة رئيس اليمن الشمالى فى ذلك الوقت على عبدالله صالح، بينما أصبح على سالم البيض زعيم الحزب الاشتراكى فى اليمن الجنوبى نائباً للرئيس. وتوقعت الصحيفة أن يكون الانقسام بنفس الحدود القديمة بين الشمال والجنوب. وبالنسبة للمملكة العربية السعودية، فقد توقعت «نيويورك تايمز» انقسامها إلى خمس دول بسبب نزاعات طائفية وقبلية، الدولة الأولى فى وسط الجزيرة العربية، والثانية فى الغرب تضم مكة والمدينة وجدة، والثالثة فى الجنوب، والرابعة فى الشرق وعاصمتها الدمام، إلى جانب دولة خامسة فى الشمال. وذكر بعض المحللين أن الانقسامات الناجمة عن النزاعات والخلافات العرقية والطائفية، سوف تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد فى صورة قد تعكس اتفاق «سايكس بيكو» جديداً يتسبب فى إضعاف دول الشرق الأوسط بصورة كبيرة.

مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية توقعت فى أبريل الماضى، تحت عنوان «لماذا يحتاج الشرق الأوسط لحدود جديدة؟»، إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، وذلك بعد مرور 100 عام على اتفاق «سايكس بيكو»، خاصة فى العراق وسوريا. ودللت المجلة على ذلك بآراء محللين أمريكيين مثل روبن رايت وجيفرى جولدبيرج، ورأت أن هناك دولاً قد ظهرت بالفعل خرجت عن سيطرة الدولة المركزية مثل الكرد فى العراق الذين أعلنوا أنهم سيجرون استفتاءً حول استقلال البلاد قبل نهاية العام الحالى. وأضافت المجلة أن الحدود الجديدة لن تعيد الاستقرار إلى المنطقة المضطربة، وذلك لأن الحدود الحالية ليست هى السبب فى حدوث الثورات والاضطرابات، فالدول الجديدة يجب أن تتغير إذا أرادت أن يكون هناك نظام سلمى يمكنه استيعاب مطالب مختلف فئات السكان فى المنطقة. ومع ذلك، ترى المجلة الأمريكية أن هناك مستقبلاً مظلماً ينتظر الشرق الأوسط، وأضافت المجلة أنه كثيراً ما كان يتردد أن الحدود الصناعية وضعها دبلوماسيون أوروبيون يجهلون طبيعة الحدود فى المنطقة، لكن تلك الحدود ليست أكثر اصطناعية من الحدود الجديدة التى تسببت فيها الصراعات فى المنطقة، وحتى أشد معارضى الحدود الحالية لم يقترحوا أى بديل فعلى أو أماكن للحدود الطبيعية فى المنطقة وذلك لأنه لا توجد حدود طبيعية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل