المحتوى الرئيسى

صحيفة إسرائيلية: «حماس» تشهد تحولاً استراتيجياً على طريق إصلاح العلاقات مع القاهرة | المصري اليوم

04/23 23:51

وصفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تمركز قوات حماس لحراسة الحدود المصرية بأنه «مشهد جديد وغير تقليدى»، جاء في إطار ما تم الاتفاق عليه بين وفد حماس وقادة المخابرات المصرية خلال لقائها في مارس الماضى.

قال الكاتب الإسرائيلى، تسفى برئيل، إن حماس تفعل كل ذلك من أجل منع مصر من قطع علاقاتها بالحركة نهائيا، لأن ذلك قد يلحق الضرر بقدرة حماس على إدارة قطاع غزة.

وأضاف أن مصر وحماس لم تكشفا عن تفاصيل ما اتفقتا عليه، لكن الواضح أن القاهرة قررت منح الحركة الفلسطينية فرصة جديدة من خلال مطالبتها بتنفيذ قائمة من المطالب المصرية، التي كان من بينها فصل الحركة عن جماعة الإخوان.

وأوضح الكاتب الإسرائيلى أن القرار المصرى ليس بمعزل عن الجهود السعودية لتشكيل تحالف سنى في مواجهة إيران، سيكون لانضمام حماس إليه قيمة «رمزية»، لكنه قبل كل شىء يخدم مصلحة مصر.

وأشار إلى تقارير تقول إن حماس أطلعت مصر على وثائق تثبت أن الحركة انفصلت من الناحية التنظيمية عن جماعة الإخوان، ولم تعد مرتبطة بها، لافتًا إلى تصريحات المتحدث باسم الحركة، سامى أبوزهرى، والتى قال فيها إن حماس فتحت صفحة جديدة من العلاقات مع مصر، مؤكداً أنه «لا يمكن الإضرار بأمن مصر»، وأنه «من الناحية التنظيمية أو الهيكلية لا علاقة لحماس بجماعة الإخوان المصرية».

وقال تسفى برئيل إن مصر تنتظر أن تزودها حماس بمعلومات استخباراتية عن التعاون بين كتائب عزالدين القسام والتنظيمات الجهادية في سيناء. وأضاف أن حماس على ما يبدو اتخذت قراراً صعباً في هذا الموضوع، حيث تبرأت مؤخراً من اثنين من كبار قادتها في كتائب عزالدين القسام، الذراع العسكرية للحركة، وأبلغت مصر بانضمامهما لتنظيم داعش في سيناء.

كانت مصادر فلسطينية قالت إن العديد من قيادات كتائب القسام انضمت إلى تنظيم داعش، وعلى رأسهم محمد أبوشاويش (34 عاماً)، وهو المساعد الخاص لقائد لواء مدينة رفح في كتائب القسام، ومسؤول الإمداد العسكرى سابقاً، ومؤسس وحدة النخبة العسكرية في الكتائب برفح. وأضافت المصادر أن «أبوشاويش» الملقب باسم «أبومالك» غادر مع زوجته وأطفاله إلى سيناء حيث يقاتل مع تنظيم داعش ضد الجيش المصرى هناك.

كما انضم من قادة القسام إلى داعش في سيناء أيضاً كل من عبدالواحد أبوعاذرة، نائب أمير سرية عسكرية، وأحد أركان كتيبة الشابورة العسكرية في رفح، بالإضافة إلى 3 نشطاء مقربين منه اثنين منهم من عناصر وحدة الضفادع العسكرية التابعة لكتائب القسام، وخرج أغلبهم مع زوجاتهم وأطفالهم إلى سيناء، بحسب تقرير نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية.

ونقلت تقارير إعلامية عن مصادر فلسطينية قولها إن 3 جهاديين آخرين غادروا مؤخرا من غزة إلى سيناء عبر الأنفاق، من بينهم طارق بدوان، الناشط السابق في كتائب القسام، الذي لقى شقيقه مصرعه خلال قتاله مع داعش في العراق.

وهناك إحصائيات تقول إن 13 فلسطينياً من كتائب القسام في غزة لقوا مصرعهم خلال القتال في صفوف داعش بسوريا والعراق، بينما مايزال هناك نحو 8 آخرين كانوا من نشطاء القسام.

واعتبر «برئيل» أن تزويد حماس مصر بمعلومات عن أعضائها المنضمين إلى داعش يعد من المؤشرات الأولية على أن الحركة اتخذت قراراً استراتيجياً مهماً للغاية، يتعلق أولاً بالخروج من دائرة النفوذ الإيرانى والانضمام نهائيا إلى «الحضن العربى»، دون ظهور أي موقف معلن حتى الآن من كتائب القسام، التي تعمل في كثير من الأوقات ككيان مستقل، رغم التبعية الهرمية للمكتب السياسى للحركة الذي يرأسه خالد مشعل، المقيم حالياً في قطر.

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن الاتفاقات التي تمت بين القاهرة وحماس تمنح الرئيس عبدالفتاح السيسى قدرة التأثير على قواعد اللعبة بين حماس وإسرائيل.

وقالت الصحيفة إن مسؤولاً عربياً أدلى بتصريحات خاصة لها كشف فيها عن مباحثات جرت بين مصر وإسرائيل، خلال الأسبوع الماضى، استهدفت الحصول على تأكيد من إسرائيل بعدم شنها أي عدوان أو عملية عسكرية ضد قطاع غزة. وأوضح الدبلوماسى العربى، الذي لم تكشف الصحيفة الإسرائيلية عن هويته، أن مصر نقلت رسائل إلى إسرائيل تفيد بأن مصر ستواصل جهودها لوقف حفر الأنفاق التي تريد حماس استخدامها في تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية. ورفضت إسرائيل تأكيد أنباء هذه المحادثات، كما رفضت تأكيد ما تردد عن الاستعانة بطائرات إسرائيلية «بدون طيار» لرصد تحركات أعضاء «داعش» في سيناء.

وقالت الصحيفة إن تنظيم داعش تلقى ضربات قاسية من الجيش المصرى في سيناء، برا وجوا، وتضررت وسائل اتصاله اللاسلكى بشكل فادح، ما دفع أعضاء التنظيم الإرهابى إلى التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعى والبريد الإلكترونى بكل ما يحمله ذلك من مخاطر، وفى المناطق الجبلية يكون من الصعب استخدام شبكة الإنترنت، إن لم تكن مستحيلة. ورغم ذلك- تقول الصحيفة الإسرائيلية- مازال التنظيم ناجحاً في الحفاظ على خطوطه إمداداته اللوجستية، خاصة في محيط الشيخ زويد وضواحى العريش.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمنيين مصريين رفيعى المستوى- لم تكشف عن هويتهم- قولهم إن تنظيم داعش في سيناء يحاول الآن توسيع صفوفه عبر ضم تنظيمات تابعة لتنظيم القاعدة والحركة السلفية الجهادية بهدف تشكيل جبهة موحدة.

وتلفت الصحيفة إلى أن تنظيم داعش في سيناء يرتبط بعلاقات وطيدة مع نشطاء في قطاع غزة، عن طريق مسؤول الاتصال، شادى المنيعى، الذي يقيم في غزة. وفى شهر ديسمبر 2015، ذكرت تقارير أن المنيعى تم قتله خلال قصف جوى، لكن الداخلية المصرية قالت في شهر مارس الماضى إنها لا تملك أدلة على ثبوت قتله.

وتنفى حماس وجود أنشطة لداعش في غزة، وقالت لمصر إنها على العكس تعمل ما بوسعها لمنع أنشطة كهذه في القطاع، ولكن مصر عرضت لوفد حماس أدلة وشواهد كثيرة على أن عدداً من أعضاء داعش تلقوا تدريبات عسكرية في غزة، وأن إحدى بؤر دعم ومساندة داعش هي تنظيم «جيش الإسلام»، بقيادة ممتاز دغمش، الذي ينتمى لواحدة من كبار العائلات في غزة، ولديه تاريخ من الأنشطة العسكرية، خاصة على صعيد تنقله من تنظيم لآخر. وتشير سيرته الذاتية إلى أنه كان يعمل في صفوف قوات الأمن الوقائى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، حين كان محمد دحلان قائداً لتلك القوات في غزة. وانضم دغمش بعد ذلك إلى صفوف حماس، ثم انفصل عنها، وقاد لجان المقاومة الشعبية. ورغم علاقاته العسكرية الوثيقة بكتائب عزالدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، لكنه لا يعد رسميا من المنتمين إليها.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل