المحتوى الرئيسى

الخبير الأمني اللواء علاء أبازيد في ندوة «الدستور»: الشرطة واجهت متظاهري «تيران وصنافير» بأسلوب أمني جديد.. وقضية «ريجيني» تخطيط مخابراتي خارجي

04/23 21:24

تزداد الأحداث سخونة والتهاباً فى منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وينعكس ذلك سلباً على الحالة الداخلية والأمنية فى مصر، ومنذ ٢٥ يناير ٢٠١١ وحتى الآن والأحداث تتلاحق بسرعة مدهشة فى مصر على وجه الخصوص، ويكفى أن مصر شهدت ثورتين فى عامين متتاليين وهما ثورتا ٢٥ يناير و٣٠ يونيه ٢٠١١ و٢٠١٣، ومع تلاحق وتنوع الأحداث كان من الطبيعى أن تلتقى «الدستور» فى ندوتها مع اللواء علاء أبازيد - مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمنى ورئيس أحد أهم مراكز الأبحاث الأمنية المتخصصة- وقد تناولت الندوة جميع القضايا الوطنية والأمنية الساخنة الحادثة على الساحة المصرية وتداعياتها ومَنْ ورائها والمخططين لها.

وكان اللواء أبازيد كعادته لديه الكثير من الأسرار والحلول لبعض الألغاز التى حيرت الرأى العام المصرى مؤخراً.

■ ما السر فى التعامل المختلف تماما للشرطة مع المتظاهرين فى جمعة الأرض؟

- نعم.. الشرطة انتهجت أسلوباً جديداً إنسانياً فى جوهره، وساعد الشرطة على ذلك أن المتظاهرين لم يستخدموا العنف، لأن الشرطة لا تلجأ للقوة إلا عند حدوث عنف، فمن واجبها فى هذه الحالة التصدى الحاسم للقضاء على العنف، وللعلم فالعنف ليس عقيدة أو فلسفة خاصة بالشرطة، وإنما هى تواجه المواقف المتغيرة بأساليب ملائمة لهذه المواقف.

عمومًا مظاهرات الجمعة المضية ربما كانت خالية من العنف لأنها كانت خالية من الإخوان، لأنهم دعاة العنف وهم الذين يحولون أى تظاهرة إلى عنف واشتباك.

■ ما آخر أخبار قضية الشاب الإيطالى القتيل «ريجينى»؟

- هذه القضية هى مخابراتية بالدرجة الأولى، تستهدف الإساءة لمصر وإيطاليا وإفساد العلاقة بينهما، ومن ارتكبها هو الذى ارتكب جريمة إسقاط الطائرة الروسية، لنفس الغرض وهو إفساد العلاقة مع روسيا، وبالفعل اضطرت روسيا إلى وقف السياحة الروسية لمصر كإجراء أُجبر عليه «بوتين» بحكم أنه رجل مخابرات من طراز رفيع، حتى لا يبدو أمام شعبه مقصراً فى حماية أرواح المواطنين الروس، وخوفا من استغلال المعارضة الروسية للأمر، وهى تعانى مثلما هو الحال فى مصر من اختراق وتمويل أجنبى، وقد لجأ «بوتين» لذلك لأنه يعلم جيدا أن إسقاط الطائرة عمل مخابراتى لابد أن يواجه بعقلية مخابراتية مماثلة.

عموما موضوع «ريجينى» لولا عامود فى إحدى الصحف اليومية القومية وبعض الفضائيات الخاصة ما أخذ هذا الشكل التصعيدى، ولعل تواجد مظاهرة من بعض ممن يسمون أنفسهم بالنشطاء أمام السفارة الإيطالية فور الكشف عن الجثة يكشف طبيعة التخطيط الخارجى والأصابع الداخلية الضالعة فى المخطط، وللعلم فالجهاز المخابراتى الأجنبى الغربى الذى ارتكب جريمة قتل ريجينى تعمد أنه يعذبه بالطريقة التقليدية القديمة المنسوبة للشرطة المصرية لكى يلصق التهمة بها.

■ لكن هل لا توجد أخطاء من جانبنا فى هذه القضية؟

- بالطبع لا، فهناك أخطاء غير مقصودة نتيجة قلة الخبرة وأحيانا سوء التصرف، وكان يجب أن يكون التعامل أفضل من ذلك، وبخبرة احترافية، ولعل غياب هذا العنصر كان السبب فى استغلال الأبواق المعادية لهذا الحادث للتأثير السلبى على مصر وضرب العلاقة الخاصة مع إيطاليا.

■ كل هذه الحوادث من المستفيد منها؟

- سؤال وجيه يعنى فتش عن المستفيد من كل ما يحدث، لأن المستفيد هو الجانى، وأنا على مسئوليتى أحمل إسرائيل بالدرجة الأولى المسئولية عن كل ما يحدث من تخريب وتفجيرات واغتيالات سواء فى مصر أو فرنسا أو بلجيكا، والغرب يعلم ذلك، وفرنسا تعرف من يقف وراء التخريب.

■ وماذا عن التنظيمات الإرهابية التى تعيث فساداً وتخريباً فى الوطن العربى كله؟

- كلها من صنع إسرائيل وأمريكا، وكلها أذرع للموساد و«سى آى إيه»، فعلى سبيل المثال أبو بكر البغدادى الذى كان فى «القاعدة» ثم أصبح أميراً على «داعش» ما هو إلا ضابط فى المخابرات الإسرائيلية.

■ وهل هناك أمل فى هظور القضية الشهيرة رقم «٢٥٠» إلى النور وانتهاء التحقيقات فيها؟

- هذه القضية من أخطر القضايا ربما فى تاريخ القضاء المصرى، وربما يشمل قرار الاتهام ٨٥ متهماً على الأقل ومنهم أسماء لامعة ومعروفة، ولخطورة هذه القضية أشير إلى أن المستشار هشام بركات - النائب العام الشهيد- حينما قرر تحريك القضية تم اغتياله فى اليوم التالى لقراره، وهى قضية سوف تكشف وتفسر كل ما حدث فى مصر خلال الأعوام الماضية وحجم الأموال التى دخلت البلاد والاختراق الذى تم، وخطورة أجهزة المخابرات التى تواجدت وخربت فى مصر.

■ من أخطر ما يواجه مصر الآن تحالف غير مفهوم بين الفساد والإرهاب.. فما رأيك؟

- نعم هناك تحالف خفى غير مقدس بين الإرهاب والفساد ممثلا فى تجار السلاح والأراضى والآثار والمخدرات، وهم يشكلون قاعدة اقتصادية وبشرية تساند الإرهاب بشكل خفى وتستخدم ما يسمى ببعض النشطاء والجمعيات والمنظمات وكلها أذرع للقوى العالمية المعادية لمصر، وهذا هو التحالف الشرير الذى يقف خلف كثير من المؤامرات والتخريب والشائعات فى مصر، ويستخدم العديد من الوسائل المتنوعة فى ذلك، وهو المتسبب فى كارثة ارتفاع سعر الدولار، ويحارب النظام الوطنى فى الخفاء، وللعلم فعلى سبيل المثال أحد أسباب ارتفاع قيمة الدولار التضييق الذى تم على بعض منظمات حقوق الإنسان المصرية من حيث تدفق التمويلات الأجنبية، وشح الدولار عنها وكان هؤلاء يستبدلون أموالهم بالعملة المصرية فى البنوك، وغياب التمويل المشبوه الخارجى عن هذه المنظمات أسهم فى تفاقم الأزمة الخاصة بسعر الدولار ولعله أحد المضحكات المبكيات.

■ ولكنك قلت إن كل ما يحدث الآن هو عبارة عن حرب مخابراتية ضارية؟

- نحن منذ ٢٠١١ وما قبلها نواجه حرباً مخابراتية تمثلت فى العديد من الأمور والأشياء، وعلى سبيل المثال لا الحصر شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» شعار مخابراتى خبيث يستهدف نشر الفوضى، لأنها البديل عن النظام، وغيره من الشعارات البراقة من حيث الشكل والخطيرة من حيث المضمون، ولذلك فمجىء الرئيس السيسى رئيساً للجمهورية هو ضربة معلم لأنه لا يفل الحديد إلا الحديد، فطالما الحرب على مصر هى حرب مخابراتية فإنه من الضرورى أن يكون الرد المقابل مخابراتيًا أيضا.

وأعتقد أن السيسى وأيضا بوتين يحافظان على التوازن الدولى، والله يحفظ السيسى فيما نواجهه من مؤامرات عاتية.

■ هل هناك جديد فيما يخص مسألة الطائرة المصرية المختطفة لقبرص؟

- هذه كانت مؤامرة إرهابية وراءها جماعة الإخوان، وكان الهدف منها أن تهبط الطائرة فى تركيا ويحصل الخاطف على اللجوء السياسى فى تركيا، وتقوم القوات التركية بمهاجمة الطائرة وتدميرها، وتنقذ الركاب جميعا ما عدا الركاب الأمريكان، وهم أربعة أفراد كان سوف يتم قتلهم، لمزيد من إفساد العلاقة مع مصر، وهذا هو السر فى إصرار خاطف الطائرة على عدم إنزال الركاب الأمريكان تحديداً، وقد أفسد كل هذا المخطط التصرف الذكى الحكيم لطاقم الطائرة الذى أبلغ الخاطف بعدم وجود وقود يسمح بالذهاب لتركيا، والاضطرار إلى الهبوط فى قبرص لأن التدريبات التى يحصل عليها أطقم الطائرات تركز على عدم الهبوط فى أى دولة معادية مهما كان الأمر، وعموما قبرص سوف تعلن الحقيقة كاملة ومن خلال الاتحاد الأوروبى، وسوف تكشف المخطط كاملا، وللعلم فعملية طائرة قبرص عملية من تخطيط فاشل للمخابرات التركية.

■ عاد مؤخراً الإعلامى طارق عبد الجابر قادما من تركيا.. فما تفسير ذلك؟

- أنا من المؤيدين لعودة طارق عبد الجابر لأنه ذكاء مخابراتى بنسبة ١٠٠٪، لأن هذا التصرف أوقع بين العملاء والخونة فى الخارج، وجعل بعضهم يراجع مواقفه ويعيد حساباته، وخلق نوعاً من التفرقة والبلبلة بين صفوفهم، فالتعامل مع هذا الخطر الداهم يتطلب أكبر قدر من الحكمة والذكاء.

■ ربما يبدو هذا سؤالا تقليديا ولكنه ضرورى: هل استعاد الأمن عافيته؟

- بكل ثقة أقول نعم الأمن استعاد عافيته وبنسبة لا تقل عن ٩٠٪، والاستعادة تشمل جميع نواحى الأمن وليس السياسى فقط، وإنما الجنائى والاجتماعى والاقتصادى، والحقيقة أن الشرطة تعمل فى ظروف صعبة، ولكنها استعادت الكثير جدا من الكفاءة وبنسبة هائلة فى زمن قياسى.

■ ما أهم المعوقات التى تواجه عملية اكتمال استعادة الرطة عافيتها بنسبة ١٠٠٪؟

- لا أكون مغاليا إذا قلت إن الإعلام يعد أحد أهم الأسباب، فالإعلام يهتم بأى سلبية من قبل أى من أفراد الشرطة ويضخمها، بينما يتغاضى عن إيجابيات الشرطة، فهل سلط الإعلام الأضواء بشكل كاف على شهداء الشرطة الذين يتساقطون بشكل يكاد يكون يوميا، هل سلط الإعلام الضوء الكافى على واقعة قيام فتوات المطرب محمد حماقى بالاعتداء على ضابط الشرطة أثناء إحدى الحفلات، بينما لو حدث العكس لقامت الدنيا ولم تهدأ ضد ضابط الشرطة لو كان فى وضع المعتدى.

■ ما الحل من وجهة نظرك؟

- الحل يكمن فى عودة العلاقة الإنسانية بين الشرطة وجميع فئات الشعب لأنها أساس النجاح فى إفشال جميع المخططات المعادية.

■ ما الشىء الذى أثار استغرابك وتعجبك فى الفترة الأخيرة؟

- التفجيرات الأخيرة فى بروكسل لم نسمع إدانة واحدة لهذه التفجيرات من أى منظمة ممن تسمى نفسها بمنظمات حقوق الإنسان، ولم نسمع أحداً يقول إن مطار بروكسل غير آمن، ولم نسمع دولة تمنع طائراتها وأبناءها من الذهاب إلى بلجيكا، إنه الكيل بمكيالين أو قل إنها المؤامرة متعددة الأطراف.

■ هل اقترب الخطر الإرهابى من نهايته خاصة القادم من ليبيا؟

- الخطر مازال قائماً سواء من ليبيا أو السودان خاصة بعد إغلاق أغلب أنفاق غزة، لكن لا يمكن التنبوء بموعد محدد للقضاء على الإرهاب، لأن مصر مستهدفة ومازالت، والخطر قائم، ولا ننسى أن الإرهاب إحدى أذرع المخابرات المعادية سواء فى إسرائيل أو أمريكا، وبالمناسبة فإن هناك مقولة لرئيس المخابرات الإسرائيلية قالها فى عام ٢٠١٠ وهى: «من الممكن أن تقتل عدوك.. لكن من الممتع أن تجعل شقيقه يقتله» هذا هو جوهر التوظيف المخابراتى المعادى للجماعات الإرهابية المتطرفة فى ضرب مصر وإعادة تقدمها.

■ هل هناك تعاون وثيق بين وزارة الداخلية ومراكز البحوث الأمنية المتعددة والتى بدأت تنتشر مؤخرا؟

- للأسف لا يوجد تعاون، وأغلب عمل هذه المراكز تقديم دراسات أمنية عن الظواهر المختلفة وتبادل خبرات مع مراكز أجنبية مماثلة، ومساعدة على دراسات ومشاريع تطلبها بعض الهيئات الاقتصادية مثل الاستثمار فى مصر، عموما أرى ضرورة تفعيل التعاون والاستفادة بالخبرات المتراكمة الهائلة من الأجيال السابقة للشرطة، وكلهم جاهزون للتعاون مجانا ودون مقابل من أجل الوطن، وتحقيق التواصل مع الأجيال الشابة.

وبالمناسبة أتمنى أن تقتصر مداخلات مسئولى الشرطة على التليفزيون الرسمى فقط، وإيقاف التعاون الإعلامى مع الفضائيات الخاصة المعادية ويكون الأمر أيضا نوعا من الدعم للتليفزيون الرسمى، والذى يجب هو الآخر أن يقف على قدميه فى مواجهة الفضائيات المغرضة.

■ وبالنسبة لمشكلة الإعلام الداخلى والخارجى؟

- لدينا مشكلة حقيقية متمثلة فى الإعلام، وهو يشكل ثغرة حقيقية وهو ما يجعلنى أتساءل عن دور هيئة الاستعلامات، ولديها ميزانية ضخمة بالعملة الصعبة، وأولى مهامها تحسين صورة مصر فى الخارج والرد على الدعايات المغرضة، لكن للأسف لا تفعل شيئاً، برغم الحاجة الماسة لجهودها، ولدينا مشاكل أخرى فى قطاع الإعلام ككل، والأمر يحتاج إصلاحاً جذرياً.

■ هل هناك خطر على مصر واستقرارها من ظاهرة المال السياسى فى الانتخابات النيابية الأخيرة؟

- أعتقد أنه لا يوجد خطر داهم، لكن يجب أن نعى جيداً أن مصر منذ أن عرفت التجربة البرلمانية وهى تعانى من ظاهرتين سلبيتين.. هما التزوير والمال السياسى وشراء الأصوات، وقد تم القضاء على ظاهرة التزوير وأصبحت من مخلفات الماضى، وبقيت ظاهرة المال السياسى وشراء الأصوات، وأعتقد أنها سوف تقل تدريجيا فى المرات المقبلة مع تعميق الممارسة الديمقراطية وزيادة الوعى ومحاربة الفقر وسوف تتخلص مصر من هذه السبة، عموما مجلس النواب الحالى هو فى حد ذاته مرحلة انتقالية فى إطار تحول تاريخى.

■ وماذا عن فشل زيارة الوفد القانونى المصرى لإيطاليا مؤخرا فيما يخص قضية «ريجينى»؟

- لا نستطيع أن نقول إنه فشل، فهناك قدر كبير من التفهم للأمور، لكن ربما نقص الخبرة الدبلوماسية كان وراء الأزمة، لأن الاعتراض المصرى على تفريغ أكثر من مليون مكالمة تليفونية انصب على عدم دستورية ذلك الأمر، فبدا الأمر وكأنه تحجج، وكان من الأفضل أن نعلن أنه لا توجد إمكانيات تكنولوجية تمكنا من تفريغ هذا العدد الهائل من المكالمات التليفونية، وهو أمر طبيعى جدا، وأشار إليه وزير الاتصالات المصرى مؤخرا فى التليفزيون.

■ هل هناك رؤية خاصة للأزمة المشتعلة بين أمريكا والسعودية حاليا؟

- هذه الأزمة المتمثلة فى تهديد السعودية بسحب استثماراتها من أمريكا وتقدر بأكثر من ٧٥٠ مليار دولار إزاء تهديد أمريكا واتهاماتها الزائفة للسعودية بأنها وراء حادث ١١ سبتمبر وهى فرية أمريكية، وأمريكا تعلم ذلك جيداً، وهذا الموقف الأمريكى المتربص بالسعودية سببه غضب أمريكى شديد من التقارب المصرى- السعودى مؤخراً، وهو تقارب فى جوهره مصرى خليجى مشترك، وهو نواة للموقف وقوة عربية مشتركة، يمكن البناء عليها بعد ذلك، وهو تقارب يصل لحد التحالف الاستراتيجى الشامل، الأمر الذى يزيد مصر قوة والسعودية قوة، فضلا عن الموقف السعودى المشرف الرافض للضغوط الأمريكية التى كانت تستهدف جر السعودية لفخ الوساطة مع تركيا أو جماعة الإخوان الإرهابية، والموقف المشرف لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بجانب أن أمريكا فقدت أعصابها بعد أن كانت تأمل فى حدوث أزمة مصرية - سعودية عند مطالبة السعودية بحقها المشروع فى استعادة الجزيرتين، لكن الأداء المصرى - السعودى كان أكثر من رائع وأفشل كالعادة المخطط الأمريكى.

■ هل تم إسقاط مخطط التقسيم والتفتيت نهائياً؟

- مصر بثورة ٣٠ يونيه نجحت فى إيقاف وتعطيل هذا المخطط، ولكنه مازال مطروحاً.. ومصر مازالت فى دائرة الاستهداف، والعدو لم ييأس ومازالت المعركة مستمرة، ولكننا نسير فى الطريق الصحيح ونحقق الانتصار تلو الانتصار.

■ لكن كيف بدأ المخطط فى ١٩٧٣؟

- المخطط بدأ بعد انتصارنا فى ١٩٧٣ وتيقن إسرائيل باستحالة هزيمة مصر عسكرياً، ومن هنا بدأ المخطط الجديد القائم على الحروب ذات الأجيال المتعددة والتى وصلت إلى خمسة أجيال حتى الآن، والجيل الأول هو الحرب العسكرية التقليدية على غرار حرب ١٩٧٣، والجيل الثانى افتعال أزمة تنتهى بحرب ومواجهة على غرار افتعال أزمة امتلاك صدام حسين رئيس العراق أسلحة نووية ولم يكن هذا الأمر صحيحاً، ثم كانت حروب الجيل الثالث وهى حرب العصابات مثل القاعدة وداعش والنصرة إلخ، ثم الجيل الرابع وهو ما سمى بـ«ثورات الربيع العربى» القائمة على الفوضى والمواجهة فى المجتمع الواحد، ثم الجيل الخامس من الحروب القائمة على التآكل الذاتى عن طريق استخدام الإعلام الموجه القائم على تلوين المعلومة وتشويه الصورة، والشعارات الفوضوية مثل «الشعب يريد إسقاط النظام».. إلخ.

■ الموقف فى سوريا إلى أين؟

- الموقف هناك يتلخص فى أنه لو سقط بشار الأسد سقطت سوريا، ولو سقطت سوريا تعرضت مصر لمحنة دامية، والمخطط كله إسقاط الدولة فى سوريا، ومواجهة ذلك يكون بتثبيت بشار رئيساً.

■ على ضوء محاولات هدم الدولة والتصدى القوى لها من جانب مصر فما الأسس التى تقوم عليها الدولة العصرية؟

- أربع أسس لا خلاف عليها وتشكل الحد الأدنى والأقصى لأى دولة عصرية، وهى العلم والعدالة الاجتماعية وتفعيل وتطبيق القانون والإنتاج، وأى نقص فى أى من هذه الأسس يعرض الدولة لخطر جسيم، ويفقدها توازنًا لا غنى عنه، والدولة فى مصر تعرضت فى مرحلة سابقة لخطر التوريث سواء فى قمة السلطة أو فى مختلف نواحى الحياة والقطاعات، لكن الله سلم وتخلصنا من هذه المرحلة، لأنها أضعفت أغلب مؤسسات الدولة لأنها قامت على فكرة التوريث.

■ أخيرا: ما تعليقك على خروج عدد من أعضاء ورموز الجماعة الإسلامية الإرهابية وبعض أعضاء ما يسمى بـ«تحالف الشرعية من السجون»؟

- لا تعليق على أحكام القضاء، لكن خروج هؤلاء لاشك يشكل عبئاً أمنياً، وجهداً مضاعفاً على عاتق أجهزة الأمن، ولا تعليق أكثر من ذلك.

■ وماذا عن الهجوم الإعلامى؟

- أتمنى أن يتوقف المسئولون بوزارة الداخلية عن الإدلاء بأى تصريحات فى القنوات الفضائية الخاصة، ويركزوا تماما فى التعامل مع القناة والتليفزيون الرسمى وحده، كنوع من الدعم له، ورفعا لشعبيته وزيادة نسبة المشاهدة له، وفى الوقت نفسه يكون الأمر بمثابة عقاب لبعض الفضائيات المنفلتة التى تؤدى دوراً سيئاً فى مخطط هدم مصر أو كما يتخيلون.

■ ما أخطر ما تعرضت له مصر خلال الأعوام الـ٤٠ الماضية؟

- أخطر ما تعرضت له مصر خلال الأعوام الـ ٤٠ الماضية هو تنفيذ مخطط التجريف وهدم المجتمع، واستهدف المخطط العمل على انهيار الطبقة الوسطى، صمام الأمان فى المجتمع، وظهور طبقة غنية جداً، ومصالحها تتعارض مع باقى مصالح فئات وطبقات الشعب، وزيادة نسبة الفقر والفقراء، وتحول المجتمع إلى ثلاث جزر منعزلة تماماً.

وهناك أيضا خطر آخر وهو كتل وحزام النار المحيطة بالأحياء السكنية، وكلها من العشوائيات وأحد الأهداف الخبيثة لوجودها بهذا الشكل هو المساعدة على سرعة إشعال الحرب الأهلية والمساعدة على نشر الفوضى، وهو ما تحقق جزئيا وليس بشكل كامل فى ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١.

عموما كل هذه أمور استراتيجية كان الهدف منها تهيئة المناخ الداخلى والأوضاع الخاصة للمجتمع للانفجار الداخلى، والمساعدة على تحقيق ما سمى بـ«الفوضى الخلاقة» وكل هذه الأمور تواجه الآن بفكر علمى يستهدف إنهاء مشكلة العشوائيات، ونقل شكانها ليقموا فى أحياء سكنية آدمية، وحل مشاكل الاختناقات المتعددة، ووقف انهيار الطبقة الوسطى، لأنها عماد وأساس المجتمع، وكلها سياسات تواجه المخططات العدوانية الإجرامية الخبيثة.

40 عاماً من العطاء اللواء علاء الدين أبازيد، أحد قادة وخبراء الأمن السابقين البارزين، خدم فى جهاز الشرطة على مدار نحو ٤٠ عاماً.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل