المحتوى الرئيسى

في اليوم العالمي للكتاب.. أغاني القراءة للأطفال "مظلومة"

04/23 15:37

استيقظت على صوت أغنية، لم اسمعها منذ حوالي 20 عامًا، ولم يكن بمخيلتي أن تتطرق إلى أذني عن طريق الصدفة، قررت أن اتجه إلى مصدر الصوت لكنني أعلم مسبقًا أنه لا يأت من التلفاز، فمثل تلك الأغنيات انقرض.

عُدت بالزمن إلى طفولتي، إلى تلك الأغنيات التي لم نعد نسمع مثلها، لن أتسأل الآن لماذا؟ فهناك أسباب كثيرة، وعشرون عامًا كفيلة لتغيير أشياء كثيرة حولنا.. ومنها مثل هذه الأغنية "أنا لما بحب أتسلى"، التي لم يسمع عنها الكثير من الجيل الحالي.

وبالرغم من اتساع الفضاء الإلكتروني حولنا، إلا اننا فقدنا أشياء كثيرة ممتعة حولنا، بل فَقد الطفل تلك البراءة التي كنا نشاهدها في لعبة، وتساؤلاته، الآن نرى الطفل ذو العامين ممسك بـ"التابلت" أو "الموبايل" ونتعجب من تعامله مع التكنولوجيا بتلك السهولة.

احتلت التكنولوجيا مساحة كبيرة من وقتنا، ولم تعد ساعة الصباح المخصصة لأغاني الأطفال وأفلام الكارتون موجودة، تلك البرامج التي كانت تمدنا بالثقافة بأسلوب سلس وبطريقة غير مباشرة تجعلنا ننجذب لما هو مفيد، وللأسف حلت محلها قنوات تتيح أفلام كارتون 24 ساعة في 7 أيام، لكنها تفتقد لبراءة الأطفال، وللقيم والعادات.

كانت أفلام الكارتون تتخذ طابع مغاير، فمثلًا أتذكر مسلسل "السندباد البحري" مجموعة أطفال يجلسون حول معلمتهم، التي تمسك كتاب كبير وتبدأ تسرد منه القصص لتأخذ الجميع معها في رحتلها، وكذلك "حدوتة قبل النوم" الذي كانت تقدمه الفنانة سميرة عبد العزيز، وتقرأ القصص للأطفال قبل النوم.

فيض من الذكريات غمرني، من الحكايات التي كانت تباع بـ 25 قرشًا "اقرأ ولون" ونعلقها بخيط داخل الفصل ويتبدلها الطلاب، وحدوتة قبل النوم وكانت لا تغمض لنا عين قبل حكاية الحدوتة.

الآن هل يوجد مثل هذه الثقافة، ثقافة القراءة، في عالم يعج بكافة أنواع التكنولوجيا، نحن بالفعل نفتقد للخيال هذا الطيف الذي كان يخلقه الكتاب بين سطوره ونجعلنا نسافر معه ونجوب البلاد والمحيطات، ونتعرف على الأماكن والشخصيات.

فالكتاب فعلًا خير جليس وأفضل صاحب، فهل يستطيع أن يستعيد مكانته الآن في وسط كل هذا الزخم؟.. سيظل السؤال معلقًا.. كما سيظل الأمل متعلقًا بنا.

شاهد الأغاني التي تحفز الأطفال على القراءة..

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل