المحتوى الرئيسى

«الصفر».. اكتشفه الهنود ونقله العرب إلى أوروبا

04/23 00:47

يُعتقد أنَّ أوّل استخدام للصفر، بدأ قبل حوالي خمسة آلاف عام في وادي الرافدين. حينها، كان يعبّر عن اللاشيء، كما استعمل البابليّون الصفر، وأعطوه رمزاً في الكتابة في القرن الثالث قبل الميلاد.

ودلّت الوثائق البابليّة القديمة على أنَّ رمز الصفر كان يُستعمل في الكتابة، لكنّه لم يكن يمثّل قيمة عدديّة، وإنَّما فاصلة أو «لا شيء» في المضمون.

تشير المعلومات السائدة إلى أنَّ الهنود هم أوّل من استخدم الصفر كعددٍ في النظام الحسابي، وكان ذلك في القرن الخامس قبل الميلاد، أي قبل البابليّين. وكان الصفر يُستخدم في النظام الحسابي بشكلٍ مشابهٍ لنظامنا الحسابيّ الحالي، إذ كان يُرمز له بنقطة أو دائرة.

وذكر موقع «ليرن هيلفر» الألمانيّ، أنَّ حضارة قبائل المايا التي ازدهرت في أميركا الجنوبيّة، استخدمت أيضاً مفهوم الصفر، إذ كانت تستخدم النظام العشريني اعتماداً على أعداد أصابع اليدين والقدمين في الجسم. وكان الشهر في تقويم حضارة المايا، يبدأ دائماً باليوم صفر.

أمَّا نظام الحساب الرومانيّ القديم، فلم يكن يعرف الصفر، بل كان يستخدم نظاماً مختلفاً يعتمد على الحروف اللاتينيّة للتعبير عن الأرقام.

ويُعتَقَد على نطاق واسع، أنَّ عالِم الرياضيّات والفلك الهندي، براهما غوبتا، هو أوّل من شرح استخدام الصفر في العالم، وكان ذلك عندما ذكره في كتابه «سيندهانتا» في القرن السابع الميلادي. إذ بيَّن غوبتا أنَّ الصفر هو حاصل طرح العدد من العدد المساوي له، وأنَّه حاصل ضرب أيّ رقم آخر به. وكانت الكلمة الهنديةّ التي تعني «صفر» هي (سونيا)، أي «خالٍ أو فارغ». هذه الكلمة تُرجمت ونقل لفظها صوتياً إلى اللغة العربيّة لتصبح «صفر».

ونُقل كتاب «سيندهانتا» إلى بغداد، عاصمة الخلافة العباسيّة آنذاك، وأمر الخليفة المأمون بترجمته إلى العربيّة. ونشر عالِم الرياضيّات الشهير، الخوارزمي، رسالةً بعنوان «الخوارزمي عن الأرقام الهنديّة» في سنة 825 بيَّن فيها استخدامات الصفر، ومنها تعرّف الغرب إلى النظام الحسابي العربي (النظام العشري)، الذي عرّف بنظام الأرقام الخوارزميّة نسبةً إليه.

وذكر الخوارزمي في رسالته: «في عمليّات الطّرح، إذا لم يكن هناك باقٍ نضع صفراً ولا نترك المكان خالياً، لئلّا يحدث لبسٌ بين خانة الآحاد وخانة العشرات. ثمّ إنّ الصّفر يجب أن يكون من يمين العدد، لأنّ الصّفر من يسار الاثنين، مثلاً ـ 02 ـ لا يغيّر من قيمته، ولا يجعله عشرينا».

كما قام الخوارزمي باختراع مجموعة أخرى من الأرقام تُعرف اليوم باسم الأرقام العربيّة، لكنّها لم تحظَ بانتشار واسع في دول المشرق العربي، واستعملها لاحقاً العرب في الأندلس والمغرب العربي، ومن هناك انتشرت إلى أوروبا، ثم في أنحاء العالم كلّه على الشكل المتداول حالياً.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل