المحتوى الرئيسى

داء الحرية لعبدالله حبيب

04/22 16:57

صدر عن مجموعة مثقّفين بيان استنكار حول اعتقال الكاتب والناقد السينمائي العماني عبد الله حبيب، وفيما يلي نص البيان: ندعو، نحن الموقعون على هذا النداء الدولي، جميع الضمائر المؤمنة بقيم الحق والعدل والحرية لدعم الإفراج الفوري والعاجل وغير المشروط عن الشاعر والكاتب والناقد السينمائي العُماني المعروف على الصعيدين العربي والعالمي عبدالله حبيب، الذي تواصل السلطات الأمنية في بلده عُمان اعتقاله وتغييبه قسرياً، وحرمانه من أدنى حقوقه المدنية منذ الخامس عشر من نيسان الحالي.

 لم يكن عبدالله حبيب يوماً، إلاّ مناضلاً نزيهاً وإنساناً ملتزماً بحق الإنسان في التعبير عن آرائه ومعتقداته وأفكاره بحرية وعبر مختلف وسائل الإبداع الفكري والفني والسينمائي، عاش منحازاً على الدوام لثقافة الحب والخير والجمال، مشتغلاً بدأب وإخلاص على مشروعه التنويري الحالم بوطن العدالة والمساواة.

إن مثقفاً كعبدالله حبيب، ليس مكانه المعتقل ولو لحظة واحدة، بل مقامه التكريم والتقدير لما يمثله من قيمة رمزية عالية، ولما يشكله كمثال حقيقي للإنسان الذي ينشد السلام ويعمل لإشاعته بالحوار والمعرفة.

كما يُدين الموقعون على هذا النداء، جميع أشكال الانتهاكات التي تمارسها السلطات الأمنية في سلطنة عمان، والتي لم تتوقف عن استهداف الآراء المخالفة لمزاجها من قبل المواطنين، وخاصة تلك الآراء والأفكار التي يصدح بها الكتاب والمثقفون من منطلق حقهم الإنساني وواجبهم الأخلاقي. مما سينعكس سلباً على حقيقة السلم الوطني والوئام الاجتماعي داخل البلاد وعلى سمعتها الأخلاقية أمام العالم وشعوبه المراقبة والمتابعة لهكذا ممارسات. إذْ لم يعد خافياً على الجميع ما تمارسه هذه السلطات الأمنية من حصار خانق على الحريات يتمثل في: احتجاز كل من يخالفها الرأي لمدد مفتوحة، وتلفيق التهم الباطلة له، وفق قوانين موضوعة على مقاسٍ أمني صريح يبيح لأجهزتها الأمنية المتنفذة اعتقال واحتجاز من تشاء، والعبث بحريات المدنيين، وتغييبهم في المعتقلات السرية، بلا ضمانات قانونية ولا محامين. مع تحشيد أسماء وهمية عبر وسائل التواصل الالكترونية مهمتها التشهير وإثارة الشكوك والاغتيال الاجتماعي لكل صاحب رأي وكاتب ومثقف وناشط أعلن رأياً مخالفاً في وجه السلطات المسيطرة.

لقد بات أصحاب الرأي المخالف، لما تراه السلطات الأمنية يعيشون في مناخ من التوجس المستمر والتهديد الصريح لحرياتهم الطبيعية وسلامتهم الشخصية، في جو من التصيّد الأمني المفضوح والرخيص على آرائهم وأقوالهم، ومناخ عام من انعدام أفق حرية التعبير وحرية إبداء الرأي الطبيعيين في أي مجتمع سليم.

إننا نحن الموقعون على هذا النداء نكرر مطالبتنا السلطات في سلطنة عمان بالإفراج الفوري غير المشروط عن الشاعر والكاتب عبدالله حبيب وضمان الحرية الكاملة له والاعتذار العلني له، وإذ نطالب بذلك فإننا نندد أيضاً بكل الممارسات الأمنية ضد الكتاب والمثقفين وأصحاب الرأي أينما كانوا في عالمنا المعاصر ككل، ونقف متضامنين مع كل الذين يمارسون حقهم الطبيعي في النقد والتعبير.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل