المحتوى الرئيسى

الكردوسي والكردوسي

04/22 15:59

توسط عدة أصدقاء مشتركين، لأمحو ما كتبته عن "محمود الكردوسي"، ردا على ما جاء بمقاله قبل الأخير، من سب وتشهير بثوار يناير وثورتهم (المجيدة) رغم أنف الكارهين.

فتعجبت من انزعاجه وتوسطهم، أولاً لأن الهجوم على "الكردوسي" لم يعد مقصورًا  على غلاة الثوار، وإنما شمل مؤخرًا المعتدلين منهم، كما ضم شريحة كبيرة من الفلول الذين يرون في مقالاته إسفافًا، لا يسيء فقط إلى جريدة الوطن التي شرفت يومًا بالكتابة بها، ويشغل هو الآن منصب رئيس تحريرها التنفيذي، وإنما يسيء إلى الصحافة المصرية بشكل عام، ثم إن عدد الذين يسبون "الكردوسي" على السوشيال ميديا يوميًّا، يفوق عدد مشجعي "ريال مدريد"، فماذا يضير كتلة بلغم إن بصق عليها أحدهم؟!

ثانيًا، أنا لم أفرد مقالاً واحدًا للهجوم عليه، واكتفيت بكلمات معدودات على حسابي على فيسبوك وتويتر، نصحت بهم الأصدقاء الغاضبين بتجاهله، ليس خشية -لا سمح الله- من قلمه المسمى ظلمًا وزورًا "قلم صحفي"، ولا صونًا لصحتنا التي أنهكها حب هذا البلد، ولكن لأن مثله لا يستحق العتاب على ما يكتب، رغم إنتاجه الغزير من الترهات، فقد رفع الله القلم عن المجنون، فلا يُكتب عليه إثم، والرجل يحرص دون أن يدري، أن يؤكد في كل مقال من مقالاته المضحكة إلى حد البكاء، أن الله قد كافأه وابتلاه في آن، بالعفو من الحساب.

ولكني عدلت عن رأيي بعد مقاله المُخزي الأخير، والذي كتب فيه (بالحرف):

هتفت يا حيلتها: «الشلة تريد إسقاط النظام»؟

شميت غاز ولا سيادتك شامم «كلة» قبل ما تتظاهر؟

أخدت الخرطوش فين يا توتو؟

هذه الكلمات، المبتذلة، الرخيصة، كعاهرة ستينية مُحنكة، ترفض الاعتزال وتعمل بالمجان إخلاصًا للعهر، دفعتني للرد على مقاله بآخر، بعنوان "من ده بكرا بقرشين"، هو بمثابة رؤية مستقبلية لمصير كل الكراديس، الذين يعملون بالقوادة الصحفية.

ولما اطلع عليه أحد الأصدقاء عاتبني، وطالبني بمراجعة موقفي، قائلاً: "تشفع له مجلتا (الفن السابع) و(نصف الدنيا)"، فسألته متعجبة: "وما الذي يجمع بينه وبينهما؟!"، ثم أردفت: "لا.. لا أرجوك.. لا تخبرني أنه هو ..!"

فتحت صفحة "جوجل" أستنجد به، وأنا أتمنى أن يُخيّب ظني، فلم يفعل، وأكد لي أن "محمود الكردوسي" هو نفسه "محمود الكردوسي" الذي كان في ما مضى رئيسًا لتحرير مجلة (الفن السابع) السينمائية المتخصصة، وهو نفسه الذي أسس مع القديرة "سناء البيسي" مجلة (نص الدنيا)!

يا الله.. ما الذي حدث لك يا أستاذ؟! أقسم بالقلم، أني لم أكن أعلم أنك هو، وأعتقد أن كثيرين غيري ما زالوا غافلين عن ذلك، وأحسدهم على غفلتهم! هل تُدرك عِظم ذنبك يا أستاذ؟! لقد حطمت بيديك رمزًا صحفيًّا كبيرًا، تربى جيلي على قلمه.. فأنت الذي بسطت لنا صفحات (الفن السابع) كسجادة السندباد، نطير على أوراقها في رحلة شهرية للعالم المسحور، حيث التقينا لأول مرة بـ"فيليني"، و"كوبولا"، و"لوكاس" و"إنجمار بيرجمان" و"كوراساوا"، و"تاركوڤيسكي".. وغيرهم، وعلى صفحات "نص الدنيا"، كنا نطّلع على نصفها المحجوب عنا.. أخبار، وثقافة، وأدب، وفن، وجمال، وأزياء، وأشياء أخرى كثيرة، كانت متابعتها تستعصي علينا قبل وجود الإنترنت.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل