المحتوى الرئيسى

طريقة تفكير مستشارى الرئيس تكاد تنقرض

04/22 13:06

طالب الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، أجهزة الدولة بتغيير طاقم مستشاريها خاصةً الخبراء الاستراتيجيين، مؤكدًا أن العالم لم يعد يحتمل طريقة هؤلاء فى التفكير، لأن هذه العقلية تكاد تنقرض وتندثر فى العالم بأسره.

وكان نص مقال "حسين"، بصحيفة "الشروق":  

بحكم أننى أعتبر نفسى شخصا يحب وطنه ويغار عليه، ويتمنى أن يراه فى أفضل صورة ممكنة، فإننى ــ ومن باب تقديم النصيحة المخلصة ــ أقترح على الحكومة وسائر أجهزتها أن تعيد النظر تماما وبالكامل فى طاقم مستشاريها، أو الذين يزعمون أنهم كذلك، خصوصا الفئة التى تعتبر نفسها خبراء استراتيجيين.

عندما يكون محاميك فاشلا، فإنك حتما ستخسر القضية من الجلسة الأولى، وربما قبل الذهاب إلى المحكمة.

قضايا مضمونة كثيرة خسرتها الحكومة بسبب هذه النوعية من المحامين أو المستشارين أو الخبراء.

وهناك قضايا كانت تحتاج جهدا بسيطا، لكن بسبب هذه الطريقة الكارثية تم خسارتها أيضا، وبالتالى فإن القضايا الصعبة لا أمل فيها طالما أن المحامين بهذا المستوى المتدنى.

ولن أتورط فى ذكر أسماء، رغم أننى أعرف حالات صارخة، لأن ما يشغلنى الحالة والقضية وليس الشخص أو الاسم.

أظن أن الحالة واضحة ولا تحتاج إلى دليل، ولمن يشك فى صحة كلامى أدعوه إلى الاستماع إلى هذه النوعية لمدة أسبوع فقط وهم يتحدثون فى وسائل الإعلام المختلفة.

عندما يتحدث هؤلاء فإن من يؤيد الحكومة يتزعزع إيمانه، والمحايد يضطر إلى معارضتها، أما المعارض الأصيل، فإنه يحمد ربه على موقفه طالما أن من يدافع عن الحكومة بهذا المستوى!!.

لا أتحدث عن هؤلاء بصفتهم الشخصية.. أعرف بعضهم، وهم أشخاص محترمون جدا على المستوى الإنسانى، لكن حدود معرفة بعضهم توقفت عند ثقافة الستينيات.ويبدو أنهم لم يطوروا أنفسهم، لم يطالعوا كتابا جديدا، لم يعلمهم أحد أصول الصنعة من أول طريقة الكلام والعرض ونهاية بتقديم المحتوى نفسه.

لديهم اعتقاد بحيازة العلم اللدنى، وأن ما عدا ذلك هو مجموعة أكاذيب وشائعات ومؤامرات، ولذلك يسهل دحض منطقهم من قبل أى متحدث مبتدئ، ويتحولون إلى فريسة سهلة حينما يكون الطرف المقابل متمرسا فى الصنعة.

فى مرات كثيرة يدافع هؤلاء عن قضية صحيحة وعادلة ونبيلة، وبقدرة قادر يخسرونها بسبب ضحالة التفكير وقلة المعلومات أو عدم الاطلاع على الصورة الكاملة أو انعدام الحضور والقدرة على العرض والإقناع.

أكثر من مرة التقى ببعض هذه النماذج فى لقاءات عابرة داخل استوديوهات القنوات الفضائية، أو على الهواء مباشرة، وأشعر بالشفقة عليهم، والحزن والإحباط لأن هذا هو مستوانا.

الدفاع عن الحكومة فى وسائل الإعلام يحتاج إلى متخصصين حقيقيين مدربين ودارسين، وعلى دراية واسعة ومستمرة بالعالم الخارجى وتفاعلاته.

أسوأ طريقة للدفاع أو الهجوم أن تبدأ قضيتك بأن هناك مؤامرة عالمية ضدنا. قد تكون هناك مؤامرة بالفعل، لكن المؤكد أنها ليست كل القصة. والعالم ليس متفرغا للتآمر ضدنا فقط، خصوصا أن تأثيرنا انحسر كثيرا فى السنوات الماضية.

أكثر ما أخشاه أن تكون المشكلة ليست فقط فى سوء مستوى هؤلاء المحامين أو الخبراء، ولكن فى صلب من يقوم بترشيحهم أو دعمهم.

ولو كان الأمر كذلك فإننى أناشد المسئولين فى كل المؤسسات أن يعيدوا النظر فى الأمر برمته. العالم لم يعد يحتمل هذه الطريقة فى التفكير. هذه العقلية تكاد تنقرض وتندثر فى العالم بأسره.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل