الدكتور حازم راشد مدير «تطوير المناهج» بوزارة التربية والتعليم : لا تعليمات بـ«تسييس المناهج».. وخطة لتطوير التعليم الفنى | المصري اليوم

قال الدكتور حازم راشد، مدير مركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم، إنه لم يتلق أى تعليمات من أى أجهزة فى الدولة خاصة بتسييس المناهج، موضحا أن تطوير المناهج يتم من خلال لجنة قومية مشكلة من 150 أستاذا جامعيا وأكاديميا فى ضوء المؤشرات الدولية للمناهج. وأضاف راشد، فى حواره لــ«المصرى اليوم»، أن مركز تطوير التعليم ملتزم باتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية ولا مجال للاجتهاد فى ذلك، لافتا إلى أن الدكتور البرادعى شخصية وطنية جديرة بالاحترام، وأن حذفه خطأ غير مقصود، وإلى نص الحوار:

■ ما هو الدور الذى يقوم به مركز تطوير المناهج بالعملية التعليمية؟

- يتلخص دور المركز فى 3 نقاط رئيسية، الأولى هى وضع السياسات العامة للمناهج لجميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، ولجميع المواد، السياسة العامة ينبثق عنها مصفوفة المدى والتتابع، وهى خريطة تبين ما الذى يجب أن يصل إليه كل طالب فى نهاية كل منهج، بحيث يكون المنهج كالبناء متصلاً بما قبله وما بعده، والثانية هى وضع قواعد ومواصفات مسابقات تأليف الكتب الدراسية حتى لا تتم بشكل عشوائى وتحكيم المناقصات التى تتم فيها المسابقة لتحدث فى أجواء من الشفافية والوضوح، والثالثة هى التعاون مع أجهزة الدولة لخدمة التعليم مثل جهاز التعبئة العامة والإحصاء ونشر الوعى بين التلاميذ والأساتذة عن طريق دليل الأنشطة للتوعية بأهمية التعداد السكانى الذى سيحدث خلال شهور، وكذلك صندوق الوقاية من المخدرات وإدخال مواد تعليمية بالمناهج بأضرار تعاطى المخدرات وهكذا.

■ ما الأسس والمعايير التى يتم على أساسها تطوير وتعديل المناهج؟

- هناك مجموعة من الأسس العامة والخاصة يتم التطوير وفقا لها، أهمها أن يكون المنهج مبنياً على مادة علمية سليمة، وأن يراعى المدى والتتابع بحيث يحقق كل صف نوعا من النمو للصف الذى يسبقه، وأن تراعى المناهج المرحلة العمرية للطالب الدارس لها، وأن يحدث نوع من التناسق والتكامل بين المواد بحيث لا يكرر موضوع واحد بين عدد من المواد سواء التاريخ أو اللغة العربية أو التربية الدينية، وهناك أسس نوعية لمناهج محددة لبعض المواد مثل الكيمياء أو الفيزياء أو الأحياء لابد أن يرتبط المنهج بالتطورات العلمية الحديثة لنفس المنهج، وكذلك مناهج الدراسات الاجتماعية يجب أن ترتبط بمشكلات المجتمع مثل الزيادة السكانية.

■ هل التطوير والتعديل بالمحتوى يكون باستيراد مناهج دول أخرى وتمصيرها أم باقتباس أجزاء محددة؟

- المنهج ابن بيئته، وكل دولة أدرى بمشكلات مجتمعها، ونحن كمركز تطوير المناهج ننفتح على الآخرين ونستفيد من مناهج الدول الأخرى دون النقل الحرفى للمناهج، وهناك فرق بين الانغلاق والانفتاح غير الواعى، لأن النقل الأعمى أضراره أكثر من فوائده، وليس من الوارد نقل طريقة تدريس الدين فى الغرب وتطبيقه بمصر، ولكن يمكن ذلك فى المواد ذات الصبغة العالمية مثل العلوم والرياضيات، والتى لا يمكن تجاهل تطورها، وبناء على ذلك تم تشكيل اللجنة القومية للعلوم والرياضيات وتتكون من 150 أستاذا أكاديميا متخصصا وعدد من خبراء المواد والتربية، وتقوم اللجنة بمقارنة مناهج العلوم والرياضيات المصرية ومناهج عدد من الدول المتقدمة لتحديد موقعنا من العالم وطرح رؤية محددة للنهوض بمناهجنا.

■ كيف يمكن تعديل المناهج بعيداً عن عملية الترقيع والقص واللزق؟

- ترقيع المناهج سببه غياب الرؤية وخريطة المدى والتتابع، ولم تكن لدينا خريطة شاملة تحكم عملية التطوير، استطعنا خلال الشهور الماضية وضع مصفوفة المعايير وصلب خريطة تطوير المناهج من خلال الاستفادة من الخبرات السابقة والتى استمرت لمدة 3 سنوات، وتمت الاستعانة بمعايير الهيئة القومية لضمان جودة التعليم، ووثائق المناهج المتعددة، والتعاون مع عدد من المنظمات الدولية المعنية بالتعليم وتتعاون مع الوزارة، وتمت الاستعانة من الدراسات الجامعية فى هذا الشأن، ولم نبدأ من الصفر، لكن من حيث انتهى الآخرون، وتم عمل رؤية لتجميع الجهود المبعثرة، والإضافة لها، وبعد الانتهاء تم عرض الخريطة على 160 أستاذا جامعيا ومعلما وموجها قبل اعتمادها.

■ ما سبب تغيير المناهج وفقا لتغيير الأحداث السياسية؟

- منذ أن توليت المنصب فى سبتمبر الماضى لم أتلق أى تعليمات من أى أجهزة فى الدولة خاصة بتسييس المناهج، وكل التوجهات التربوية التى أتلقاها من الدولة لا يختلف عليها شخصان، مثل التركيز على الفهم الوسطى المعتدل للإسلام فى تعديل مناهج التربية الدينية الإسلامية، والتركيز على تنمية الأخلاق والسلوك القويم للأطفال فى مناهج اللغة العربية، ورفع الوعى السياحى للتلاميذ بمناهج الدراسات الاجتماعية ورفع الوعى المرورى لديهم.

■ لكن مصر منذ ثورة يناير 2015 وحتى الآن مرت بتغييرات سياسية كبيرة، وانعكس ذلك على المناهج بشكل مختلف؟

- يجب عند وضع المناهج الرجوع للمختصين من أصحاب الشأن وخاصة مناهج التاريخ والتى يتم إسنادها إلى أساتذة التاريخ والآداب والتربية، وأنا مؤمن بالمثل القائل «إدى العيش لخبازه، وكل ما يراه المختصون نقوم بتنفيذه ونترك الكرة فى ملعبهم، ونقر النتيجة النهائية لرؤيتهم، وعندما نحسن الاختيار لأصحاب الخبرات المتنوعة نستطيع الحصول على منتج له قيمة.

■ هناك شكوى من أولياء الأمور حول اختلاف المناهج وفقا للتغيير السياسى كيف ترى ذلك؟

- كتب التاريخ يتم تأليفها من قبل المتخصصين ويتم اختيارهم بواسطة مجموعة من المحكمين من خارج وزارة التربية والتعليم ووفقا لمعايير محددة لتكون المسابقة منضبطة وبعيدة عن الأهواء والمجاملات.

■ لكن كتب التاريخ تم تغييرها خلال الخمس سنوات الماضية مع كل تغيير سياسى تمر به الدولة وظهر ذلك فى حذف إنجازات مبارك، وإضافة وحذف جماعة الإخوان وأخيرا حذف الدكتور البرادعى، كيف تفسر ذلك؟

- إحدى مهام اللجان القومية لتطوير المناهج الحالية هى مناقشة كيفية كتابة التاريخ، وهل التغييرات التى تحدث على الساحة خلال ثلاث - خمس سنوات تعتبر تاريخا يتم إدراجه فى المناهج أم لا، وتضم اللجنة فى عضويتها كبار أساتذة التاريخ بمصر وتعمل على بحث الأمر واتخاذ قرار فيه، وأنا أطالب بعدم استباق الأحداث وانتظار قرار المختصين لتنفيذه، والوصول لرؤية لكتابة التاريخ المعاصر.

■ ما المدة اللازمة لتطوير وتعديل المناهج المؤلفة حديثا؟

- التعديل البسيط يتم سنويا فى الأجزاء التى يثبت أنها أعلى من مستوى الطالب، أما التعديل الجذرى والشامل للمنهج بالكامل فيتم كل 5 سنوات على الأقل، ومن ضمن المناهج التى سيتم تغييرها بالكامل العام الدراسى المقبل منهج الرياضيات للصف الثالث الثانوى.

■ ما مصير لجنة تطوير التربية الدينية برئاسة المهندس إبراهيم محلب لتنقيح الكتب من المواد المتطرفة؟

- قامت اللجنة بالتعاون مع عدد من اللجان الأخرى بتنقيح المناهج من كل ما يخص رفض الآخر أو الكراهية أو مفاهيم تحض على العنف، وأنهت عملها بحذف كل النصوص التى يمكن أن تفسر بأكثر من طريقة.

■ لماذا لا يتم إرسال بعثات تعليمية للنهوض بالمنظومة التعليمية ونقل الخبرات أسوة بما حدث خلال النهضة العلمية فى عهد محمد على؟

- مركز تطوير المناهج يختلف عن تدريب المعلمين بالخارج، واللجنة القومية لتطوير المناهج تقوم بالاطلاع على مناهج عدد من الدول المتقدمة، بالإضافة إلى الاستعانة بالخبرات الدولية مثل مخاطبة منظمة اليونسكو لإمدادنا بخبراء للاطلاع على المناهج المصرية وتقييمها فى ضوء المعايير الدولية، بالإضافة إلى تعاون دولى فى المشروعات القرائية والحسابية ومدارس المتفوقين، للوصول إلى خريطة طريق أفضل لتطوير المناهج.

■ المجلس الرئاسى للتعليم أعلن عن احتياجنا لرؤية موحدة لتطوير المناهج لا تتغير مع كل وزير أو حكومة، هل تم تنفيذ ذلك؟

- بالطبع وجود رؤية موحدة للتطوير لا تتغير مع تبديل أى مناصب إدارية أو سياسية أمر فى غاية الأهمية، وتم وضع استراتيجية لتطوير التعليم 2030 وتم وضعها خلال تولى الدكتور محمود أبوالنصر، وزير التربية والتعليم الأسبق، وكل أسبوعين يتم عقد اجتماع لمعرفة ما تم تحقيقه وتنفيذه من تلك الاستراتيجية مهما اختلف الأشخاص أو تبدلت المناصب.

■ هل ترى أن مطالب أولياء الأمور المنظمين لحملات التمرد على المناهج منطقية وقابلة للتنفيذ؟

- نحن سعداء جدا بثورة أولياء الأمور على المناهج، وسعداء بوجودهم كشريك معنا فى العملية التعليمية، ولكن أولياء الأمور يركزون فقط على وجود الحشو والمعلومات الزائدة، وإن كنت أرى أن الحشو موجود ولا يمكن إنكاره ولكن بنسب متفاوتة وليس لكل الصفوف والمراحل وليس بنفس الصورة التى يعكسها أولياء الأمور، وعندما تمت مقارنة مناهج العلوم والرياضيات بنظيراتها الأجنبية، وجدنا أن المناهج الأجنبية تعادل 4 أضعاف حجم المناهج المصرية، وبالتالى فكرة الحشو غير منطقية، والمشكلة ليست فى عدد الصفحات والكتب الموجهة للتلاميذ، ولكن فى طريقة شرح المعلومات للتلاميذ، وكيفية تقييم الطلاب وغياب التدريب العملى للمواد هو سبب الشعور بالحشو، بالإضافة إلى كارثة الكتب الخارجية أو ما نطلق عليه «حبوب منع التفكير»، والتى تؤهل الطلاب للإجابة النموذجية على أسئلة الامتحانات فقط والتركيز على الحفظ والتلقين فقط، دون الاعتماد على الشرح والفهم والمقارنة.

■ هل سيتم توفير وقت كاف للمعلمين للتدريب على شرح المناهج الجديدة التى يتم وضعها قبل تطبيقها على الطلاب العام الدراسى الجديد؟

- لن يتم تغيير المناهج بالكامل العام الدراسى المقبل باستثناء مادة الرياضيات للصف الثالث الثانوى، أما مناهج العلوم والرياضيات الجديدة سيتم تطبيقها العام بعد القادم، وبالطبع يتم تدريب المعلمين جيدا على المناهج الجديدة قبل تطبيقها على الطلاب.

■ هل لمركز تطوير المناهج دخل فى وضع مناهج المدارس الدولية أو إقرار مواد محددة مثل التربية الوطنية؟

- فى السنوات السابقة لم يكن لنا دور بالنسبة للمناهج الدولية، ولكن مؤخرا يتم الاطلاع على المناهج الدولية وفحصها ومنحها الصلاحية.

■ من يتحمل مسؤولية حذف اسم الدكتور البرادعى من التاريخ؟

- الدكتور محمد البرادعى شخصية وطنية محترمة سواء اتفقنا معه سياسيا أو اختلفنا يظل فى النهاية يتمتع بمكانة دولية مرموقة، لا ينبغى أن نغفله فى المناهج الدراسية، وما حدث فى الصف الخامس الابتدائى لم يتم حذفه، ولكن وجد أن نفس السؤال متكرر بنفس النص والصيغة فى منهجى الصفين الثانى الابتدائى والخامس الابتدائى، وتم التدخل لمنع تكرار السؤال ولكن لم يحالفهم التوفيق فى كيفية إجراء التعديل المطلوب، وسيتم تدارك الخطأ وإعادة صورة البرادعى فى كتب العام القادم مع تعديل مضمون السؤال لتفادى تكرار نفس النص.

■ ما جدوى وجود منهج نظرى لمادة الحاسب الآلى والتربية الفنية؟

- كل دول العالم المتقدمة تقوم بتدريس الحاسب الآلى، ولكن بشكل نظرى وعملى، وللأسف قلة إمكانيات المدارس ونقص معامل الحاسب يجعل الطلاب يشعرون بتحويل المادة للشكل النظرى فقط وهو غير صحيح.

■ ما مصير درس تيران وصنافير بالمواد الاجتماعية للصف السادس الابتدائى بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية؟