المحتوى الرئيسى

«نتنياهو»: «الجولان جزء من إسرائيل».. والعالم العربي يرد بـ«التنديد»

04/21 19:14

«الجولان ستظل جزءا من إسرائيل إلى الأبد».. تصريح استفزازي، خرج به رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، منذ يومين، ألا أن صداه ما زال يتردد حتى الآن، بعدما آثار جدلًا كبيرًا في الأوساط العربية والدولية، لما تبعه من تصريحات وأفعال أخرى مُشابهة.

جاء التصريح، خلال عقد مجلس وزراء قوات الاحتلال الإسرائيلي، اجتماعه الأسبوعي للمرة الأولى في هضبة الجولان منذ احتلالها عام 1967، حيث تعهد «نتانياهو» أن يبقى الجولان السوري المحتل جزءً من إسرائيل إلى الأبد.

وتتزامن تصريحاته مع مفاوضات السلام التي تُجرى في جنيف حول النزاع في سوريا، حيث قال «بنيامين»: «حان الوقت ليعترف المجتمع الدولي بالحقيقة، حان الوقت بعد 50 عامًا أن يعترف أن الجولان سيبقى إلى الأبد تحت السيادة الإسرائيلية».

وتابع: «لقد اخترت عقد الجلسة للحكومة في مرتفعات الجولان كي أمرر رسالة واضحة، وهي أن مرتفعات الجولان ستبقى بيد إسرائيل إلى الأبد، وأنها لن تنزل من مرتفعات الجولان».

وبحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية، فإن «نتنياهو» قرر القيام بهذه الخطوة لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن انسحاب إسرائيل من الجولان ليس مطروحًا على الإطلاق، لا حاضرًا ولا مستقبلًا.

وبالأمس، دعم نتنياهو أقواله بأفعال استفزازية أخرى له، حيث قام بخطوة غير مسبوقة، بإقراره علنًا خلال زيارة تفقدية للقوات الإسرائيلية في الشطر المحتل من الجولان، أن إسرائيل قصفت عشرات المرات قوافل سلاح في سوريا كانت مرسلة لحزب الله اللبناني.

وأعاد «بنيامين»، تصريحاته مرة أخرى اليوم، خلال محادثاته مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، واصفًا هضبة الجولان بالخط الأحمر بالنسبة لإسرائيل، ولا بد أن تظل جزء منها، وأن إسرائيل تبذل جهدها لمنع ظهور جبهة إرهاب إضافية ضدها في المرتفعات السورية.

وعقب هذه التصريحات، خرجت صباح اليوم، الخميس، تنديدات عربية، وهجوم مؤسسات دولية على رئيس وزراء الاحتلال، تندد بما قاله عن سوريا، مُستغلًا في ذلك الوضع في دمشق بعد الربيع العربي في 2011.

وعلق نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، على هذه التصريحات، بأن السوريين مستعدون لاسترجاع الجولان المحتل من قبل إسرائيل بكل الوسائل بما فيها العسكرية، مشددًا على أن الشرعية الدولية تعتبر الجولان أرضًا عربية محتلة.

وأضاف أن هذه الخطوة الإسرائيلية جزء من الهجمة السياسية، ومحاولة للتغطية على الدعم الإسرائيلي للجماعات المسلحة عند الحدود، واصفًا انعقاد جلسة الحكومة الإسرائيلية في الجولان بالمهزلة قائلًا: «لم نتنازل يومًا عن خيار المقاومة وإسرائيل تريد استفزازنا ونحن لن نرضخ».

واستنكرت السلطات في دمشق، اجتماع الحكومة الإسرائيلية في الجولان وتصريحات «بنيامين»، ووصفته بأنه استفزازي وباطل شكلًا ومضمونًا، مُطالبة بعدم تكرار هذا العمل وخاصة أنه يعقد على أرض سوريا محتلة.

وعقدت اليوم الجامعة العربية اجتماعًا طارئًا، على مستوى المندوبين الدائمين للدول الأعضاء، برئاسة سفير مملكة البحرين لدى مصر، ومندوبها الدائم في الجامعة العربية، الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة، وبحضور الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي.

وبحث الاجتماع، ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد؛ حيال الخطوات الإسرائيلية التصعيدية، والتصريحات الخطيرة لـ«نتنياهو»، حيث نددت الجامعة بتصريحاته، محذرة إياه من مغبة استغلال الأزمة السورية الحالية من أجل تبرير استمرار الاحتلال.

وقال «العربي»، أن الخطوة الإسرائيلية، تعد تصعيدًا خطيرًا وغير مقبول، وهي بمثابة خرق صارخ للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقرارات جنيف.

وأشار إلى أن موقف الدول العربية يرى باستمرار احتلال إسرائيل للجولان، تهديدًا لأمن المنطقة والعالم، مؤكدًا على الرفض العربي لكل الإجراءات التي تتخذها إسرائيل لتغيير الواقع الديمغرافي والقانوني والطبيعي للمرتفعات السورية.

وناشد العربي مجلس الأمن والمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل؛ لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967، والقرار رقم 338 لعام 1973، والقرار رقم 497 لعام 1981، التي تلزم إسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينة، والعربية المحتلة ومن ضمنها الجولان.

من جانبه، أكد السفير أحمد قطان، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر، ومندوب المملكة الدائم بالجامعة العربية، دعم المملكة للشعب السوري، والتصدي للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، والإجراءات التصعيدية في الجولان.

ودعا في كلمته اليوم، المجتمع الدولي إلى التصدي بقوة للإجراءات الاسرائيلية التصعيدية، لافتًا إلى أن الكيان الصهيوني استغل الأزمة السورية؛ لفرض سياسة الأمر الواقع في الجولان.

واستنكر الاتحاد العام للصحفيين العرب، تصريحات «نتنياهو»، معتبرًا إياها بمثابة خطوة تصعيدية جديدة تمثل انتهاكًا صارخًا لمباديء القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية الممثلة بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، ومجلس حقوق الإنسان، واتفاقيات جنيف.

وقال في بيان له: «أن هذه التصريحات الاستفزازية وغير المسئولة، تعبر تعنت من حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، التي تتصرف وكأنها فوق القانون، وتأتي استكمالًا لتصريحات سابقة لرئيس هذه الحكومة العنصرية، اعتبر فيها أن القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل».

وأكد الاتحاد على عروبة مرتفعات الجولان، وحق سوريا في استغلال موارده الطبيعية، وفق القرارات الدولية، وحق شعبها في السيادة على كامل ترابه الوطني.

وأدانت منظمة التعاون الإسلامي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، معتبرة أنه تصعيدًا خطيرًا وتحديًا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل