المحتوى الرئيسى

مقتنيات المعماري محمد مكية تعرض في مزاد لندني

04/20 22:06

مكتبة المعماري محمد مكية وزوجته مارغريت

تعرض مقتنيات مكية في مزاد علني في لندن

مكتبته قسمان الأول يخص التراث الإسلامي المعماري بينما الثاني يعود إلى زوجته

كانت المقتنيات موجودة في "ديوان الكوفة" الخيري

لم يعرف مكية في حياته كلها اعتبار الناس وتمييزهم على أساس ديني أو مذهبي

لقّب مكية بـ (شيخ المعماريين)، ونال جوائز عديدة

المثقف العراقي غادر عزلته ونزل الشارع متظاهرًا

رحيل ابن العراق... الفنان الجميل كارلو هارتيون

تعرض مقتنيات المهندس المعماري العراقي المعروف محمد صالح مكية وزوجته مارغريت، في مزاد علني في دار "سوذبيز" الكائنة في شارع (نيو بوند ستريت) قرب شارع أوكسفورد في لندن. ويعتبر مكية من المؤسسين لقسم الهندسة المعمارية في جامعة بغداد، وعمل مستشارًا معماريًا لليونسكو.

لندن: ولد محمد مكية في بغداد عام 1914، وأكمل فيها دراساته ما قبل الجامعة، ثم حصل على البكالوريوس من جامعة ليفربول في الهندسة المعمارية عام 1941، ثم شهادة الدبلوم في التصميم المدني من الجامعة نفسها ليلحقها بالدكتوراه من جامعة كامبريدج عام 1946 وأطروحته (تأثير المناخ في تطور العمارة في منطقة البحر المتوسط)، حيث كان لها أثر كبير في حياته. ثم عاد إلى بغداد لتأسيس (شركاء مكية للإستشارات المعمارية والتخطيط). 

وكان من المؤسسين لقسم الهندسة المعمارية في جامعة بغداد عام 1959 فبقي رئيسًا للقسم حتى عام 1968. وكان تنفيذه عمارة (جامع الخلفاء) في بداية الستينات، يمثل نقلة نوعية له، لينطلق بأفق رحب وإنجازات مبهرة نحو الخليج العربي وغيره من المشاريع.

تحوي المقتنيات الثمينة لمكية وزوجته مارغريت، كتبًا ثمينة، بما يزيد على خمسة آلاف كتاب، ومخطوطات عديدة ثمينة. وليست فيها خرائط أصلًا، لأنها قدمت إلى جامعة "أم آي تي"، التي صورتها، واهتمت بها، ووضعتها في خدمة العلم والباحثين، وتعرض في موقع الجامعة الخاص للإستفادة منها، حيث إنها تحتاج عناية بالغة ورعاية خاصة.

يعد مكية أول معماري عربي توضع خرائطه المجموعة لمدة تزيد على نصف قرن في هذه الجامعة، وستتلوها كتب المهندس المعماري العراقي رفعت الجادرجي وغيره تباعًا كما يقول مسؤول الجامعة.

تحوي مقتنيات مكية على صنفين، الأول ما جمعه مكية خلال ما يزيد على خمسين عامًا في ما يخص التراث الإسلامي المعماري والفن المعماري الإسلامي، مثل موسوعة حملة نابليون، وهي تحوي خرائط تاريخية دقيقة عن القاهرة والإسكندرية وغيرهما من مدن مصر التي تعد مصدرًا مهمًا تدرس في عشرين مؤلفًا. 

بينما الصنف الثاني يعود إلى زوجته مارغريت، وهي الأستاذة في التاريخ في كلية الآداب في جامعة بغداد، حيث جمعت الرحلات الغربية إلى الشرق، وقد كانت أطروحتها آنذاك (الرحالون الغربيون إلى الشرق الأوسط) لتجمع كتب الرحلات وقصصهم باللغتين الفرنسية والإنكليزية.

يشار إلى أن ديوان الكوفة مؤسسة مهمة، يتواجد في مبنى "كوينس وي"، ويتألف من قاعة الندوات وقاعة المعارض، فضلًا عن دار الساقي للنشر المشهورة في إنتاج وطباعة الكتب باللغتين العربية والإنكليزية.

كانت المقتنيات موجودة في "ديوان الكوفة" الخيري الذي أسَّسَه مكية في نهاية الثمانينات بعد مجيئه إلى لندن ليكون منارة للثقافة والآداب والفنون خصوصًا المغتربين العرب، وبالتحديد العراقيون منهم، لارتياده في نشاطاته المختلفة وفعالياته المتنوعة، حيث كانت ندوة الأربعاء محاضرة وحوارًا هادئًا وهادفًا، فضلًا عن المعارض والنشاطات الأخرى للديوان.

كما كانت مواردها تعتمد على العائلة من مكية وزوجته وابنه، وعندما ضعفت الموارد اضطروا إلى إغلاقها عام 2006 بعدما عرضوها على المسؤولين في الحكومة العراقية ولم يجدوا تجاوبًا أو اهتمامًا.

بعد إغلاق ديوان الكوفة، بدأت المحاولات العديدة التي قام بها كنعان مكية لمحادثة المسؤولين في الحكومة العراقية والشخصيات في الخارج حول المقتنيات من كتب ومخطوطات. لكن إعراض المسؤولين عن ذلك، أدى إلى عرضها في المزاد العلني "دار سوذبيز" وبيعها. 

وقد اقترح العديد من الخبراء عدم عرضها على المسؤولين العراقيين لكون المخزونات التراثية توضع في أماكن غير مناسبة، وتختلط أحيانًا مع المياه وسراديب قديمة وغيرها، مما يسبب تلفها أو ضياعها.

طرح البعض إشكالية على كنعان مكية حول بيع هذه المقتنيات لكونها تراثًا عراقيًا ينبغي الحفاظ عليه، لا بيعه، والذي قد يؤدي إلى ضياعه. لكنه أجاب على العكس بأن التراث الموجود في الجامعات والمتاحف العالمية يجعله محفوظًا من التلف والزوال، بل قابلاً للإستفادة من الباحثين والمتخصصين. 

وذكر مثالاً على ذلك جامعة أم آي تي، التي أخذت جميع الخرائط، ثم صورتها، واهتمت بها، وباتت ميسرة للباحثين والمتخصصين، بينما التراث القديم المخزون في سراديب جهاز المخابرات أدى إلى تلفه وخرابه.

لم يعرف مكية في حياته كلها اعتبار الناس وتمييزهم على أساس ديني أو مذهبي أو عرقي، فله أصدقاء حميمون، يقضي معهم أحلى الأوقات، وهم من مختلف الأديان والمذاهب والأعراق والقوميات. كان حلمه أن يبني جامعة الكوفة، لينقل إليها مقتنياته الثمينة، والتي جمعها في أكثر من نصف قرن، لكنه اصطدم بالطائفية والطائفيين اليوم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل