المحتوى الرئيسى

«حلوان».. «ضاحية الرقي والجمال».. تتحول إلى «مدينة التلوث والعشوائية»: سراي «أمينة هانم».. من مقر لحكم لمصر.. إلى «مخزن مدرسة».. وقصر «الملكة خديجة».. تحفة معمارية دمرها الإهمال

04/20 17:47

«حلوان».. «ضاحية الرقي والجمال».. تتحول إلى «مدينة التلوث والعشوائية»

«حلوان» مدينة في الأصل فرعونية. يوجد بها أول سد مائي في التاريخ بمنطقة وادي حوف، لكنها اندثرت عبر العصور إلى أن أحياها عبد العزيز بن مروان، والي مصر من قبل الأمويين عام «7هـ - 689م».

اتخذ عبدالعزيز بن مروان، المدينة، عاصمة مؤقتة لولاية مصر، وأنشأ الدور والقصور وغرس فيها البساتين. وعبر العصور اندثرت حلوان الأموية فأضحت مدينة الرقي والجمال في عهد الخديوي إسماعيل عام «1285هـ - 1868م»، حتى ابتذلت في عصرنا، فأصبحت مدينة التلوث والعشوائية.

كانت المدينة في باطن الجبل بالجهة الشرقية من حلوان البلد وتبعد عنها بحوالي ثلاثة كيلو مترات ويطلق عليها اسم «حلوان الحمامات»، فيما أعاد عباس حلمي الأول عام «1265- 1854»، اكتشاف حلوان بالصدفة بعد أن أصيب أحد جنوده بمرض جلدي فاغتسل من مياه العيون الكبريتية فشفى، وأخذ الجنود المرضى يتدافعون على العيون طلبا للشفاء، فوصـل الأمر إلى عباس حلمي فأمر ببناء حمام على هذه العيون.

وفي عهد الخديوي إسماعيل، شرع في إنشاء مدينه جديدة شرق مدينة حلوان البلد وكانت البداية في 7 محرم «1285هـ - 1868م»، حينما كلف محمود باشا الفلكي بعمل الاكتشافات اللازمة بجهة حلوان وقام بإرسال أحمد أفندي السبكي، كي يباشر تقسيم الأراضي المجاورة للحمامات.

وبلغت حلوان شهرة عالمية في عام 1868، حينما قام الخديوي إسماعيل بالبحث عن عيون حلوان وعندما اكتشفها في السنة التالية، شرع في بناء محلين أحدهما للمياه المعدنية، والثاني (لوكاندة) للسائحين والمرضى، وكان ذلك إيذانا بصدور الأمر العالي بإنشاء حلوان الجديدة في باطن الجبل.

وازدهرت مدينة حلوان في عهد الخديوي توفيق عام 1879- 1892م، وشيد بها سراي زوجته أمينة هانم عام 1886م، والتي تشغلها حاليا المدرسة الثانوية التجارية. وشيدت ابنته خديجة هانم لنفسها قصرا عام 1895بالجهة الشرقية من هذه المدينة.

ومن أهم الآثار الباقية بمدينة حلوان المسجد التوفيقي 1307هـ/ 1889، وسراي أمينة هانم عام 1886، وسراي على حيدر باشا عام 1890، وقصر الأميرة خديجة هانم عام 1897، ومبنى الفندق الكبير قصر عين الحياة عام 1874، ومبنى الحمامات عام 1899.

انتقلت «الدستور» إلى مدينة القصور والسرايات، - حلوان- الحاضر وليس الماضي، لنفاجأ بمدينة أخرى وكأن الزمان يعود للخلف بعصور الاضمحلال والاندثار.

وتسبب الإهمال في هدم القصور والسرايات، والتي تحولت إلى أطلال وأوكار للبلطجة والدعارة، وسط غياب تام من الجهات المسئولة في كافة مؤسسات الدولة.

سراي «أمينة هانم».. من مقر لحكم لمصر.. إلى «مخزن مدرسة»

وسراي «أمينة هانم» زوجة الخديوي توفيق التي تعود لعام 1886، والتي تشغلها حاليا المدرسة الثانوية التجارية، كما أنشأ بها المسجد التوفيقي 1889، والذي لا يزال بحالته إلى الآن، وشيدت كذلك ابنته خديجة هانم لنفسها قصرا بالجهة الشرقية من المدينة، إلى جانب سراي على حيدر باشا 1890، ومبنى الفندق الكبير 1874، ومبنى الحمامات 1899.

وشهدت سراي أمينة هانم زوجة الخديوي توفيق، أحداثًا هامة، وهي انتقال الخديوي توفيق إليها واتخاذها مقرًا للحكم خاصة بعد احتراق سراي عابدين في 23 يوليو 1891، ومكث الخديوي بها فصل الشتاء من هذا العام لحين الانتهاء من ترميم سراي عابدين، كما شهدت وفاة الخديوي توفيق بها في يناير 1892.

وشهدت أيضًا زواج خديجة ابنة الخديوي توفيق شقيقة عباس حلمي الثاني خديوي مصر في يناير 1895، حيث انتقل موكب الزفاف من سراي القبة إلى سراي حلوان ومنه إلى هذا القصر، وتحولت إلى مدرسة ثانوية للبنين سنة 1930، ثم مدرسة ثانوية تجارية للبنات.

وقد خربت مبانيها حاليا وتهدمت معظم أجزائها ولم يبق منها سوى المبنى الرئيسي ويستخدم مبنى السراي والسلاملك الآن كمخزن لحفظ مخلفات المدرسة .

قصر «الملكة خديجة».. تحفة معمارية استولى عليها حي حلوان.. وحولها لمبنى إداري

تحفة معمارية غاية في الجمال، إنه قصر الملكة خديجة ابنة الخديوي محمد باشا توفيق مؤسس الأسرة العلوية، وشقيقة الخديوي عباس حلمي الثاني، وأقامت بهذا القصر منذ بنائه عام 1895 وحتى عام 1902.

وقامت بإهداء القصر إلى نظارة الصحة وتحول إلى مصحة للأمراض الصدرية، ثم اتخذته رئاسة الحي بحلوان مقرًا لها وهو الآن لا يزال تابعا لها.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل