المحتوى الرئيسى

ترجمة رواية "نجمة" الجزائرية إلى الأمازيغية

04/19 17:54

بعد مبادرتها بترجمة مجموعة من روائع الأدب الجزائري للغة الأمازيغية، أعلنت المحافظة السامية للأمازيغية بالجزائر ترجمة أخرى لرائعة من روائع الأدب الجزائري، وهي رواية "نجمة" للروائي والمسرحي كاتب ياسين.

ويعد كاتب ياسين -واسمه الحقيقي محمد خلوطي (1929-1989)- من أشهر الأدباء الجزائريين، حيث كتب الرواية والمسرح والشعر واشتغل في الصحافة، وحظي بشهرة كبيرة، وتعد رواية "نجمة" التي صدرت عام 1956، وترجمت للغات عالمية، أشهر أعماله، ووصفها النقاد حينها بأجمل نص أدبي مكتوب باللغة الفرنسية لكاتب من أصل غير أوروبي، وباتت نصا مرجعيا في جامعات عالمية.

وبعد أن ترجمت "نجمة" عدة مرات إلى العربية، آخرها كانت للناقد السعيد بوطاجين عام 2007، ستكون الرواية أخيرا في متناول القارئ الأمازيغي، بعد أن تصدى لترجمتها الباحث رابح بوشنب الذي ترجم سابقا للأمازيغية رواية "زاديك" لفولتير.

وأنجزت الترجمة بإشراف المحافظة السامية للأمازيغية، وهي مؤسسة حكومية تعنى بتطوير وتكريس اللغة والثقافة الأمازيغيتين، وبادرت سابقا إلى ترجمة سبعة نصوص أدبية، هي: "الأسود يليق بك" لأحلام مستغانمي، "وتاسيليا" لعز الدين ميهوبي، و"القلاع المتآكلة" لمحمد ساري، و"طاوس عمروش" لجوهر أمحيس، و"ليلة الحنة" لحميد قرين، و"ألعاب طفولتنا" لنور الدين لوحال.

وتأتي هذه الترجمة قبل أيام فقط من احتفال أمازيغ الجزائر بذكرى ربيعهم الموافق العشرين من أبريل/نيسان من كل عام، وهي المناسبة التي ثاروا فيها عام 1980 مطالبين بحقوقهم الثقافية واللغوية، كما تأتي بعد أشهر قليلة فقط من جعل اللغة الأمازيغية رسمية في التعديل الدستوري الأخير، وهي الخطوة التي عدّها الأمازيغ تتويجا لنضالهم وتضحياتهم.

ويرى النقاد والأكاديميون أن ترجمة النصوص الأدبية من لغات أخرى إلى اللغة الأمازيغية أمر مهم، كون هذه اللغة بصدد التحول من لغة شفهية إلى لغة كتابة، وهذا يتطلب -حسب الروائي والناقد محمد ساري صاحب رواية "القلاع المتآكلة" التي قام بترجمتها حبيب الله منصور- الانتقال من قاموس الحياة البسيطة في الريف والشعر الشعبي والقصيدة والأمثال والحكم التي تتناول حياة الماضي، إلى لغة عصرية تجريدية، تحتاج إلى مفاهيم علمية في شتى العلوم.

وأكد ساري أن مبادرة المحافظة السامية للأمازيغية تنم عن وعي عميق بواقع اللغة الأمازيغية وكيفية تطويرها وكسب قراء لها، لأن هذه اللغة "لا تزال شفهية بجمهور كبير يستمع للأغاني بهذه اللغة، ولكن قراءها قليلون".

ويتابع ساري أنه "لا توجد جريدة يومية خبرية بالأمازيغية مثلما توجد نشرات الأخبار في الإذاعة والتلفزيون، فالناس تسمع الأمازيغية، لكنها لا تقرؤها، ولهذا يعدّ تقديم روايات وقصص من شأنه تعويد القراء على الانتقال من الاستماع إلى القراءة".

من جانبه، يشدد عبد الرزاق دوراري مدير المركزي البيداغوجي واللغوي لتدريس اللغة الأمازيغية -وهي مؤسسة حكومية- على أن من فوائد الترجمة من لغة إلى أخرى مهما كانت هي أن المترجم يدرك مباشرة أن القدرات المعرفية لهذه اللغة ليست متكافئة مع اللغات الأخرى ذات الانتشار الكثيف.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل