المحتوى الرئيسى

عبد الحميد خطاب يكتب: الديمقراطية الأكذوبة الكبرى | ساسة بوست

04/19 10:07

منذ 15 ساعة، 18 أبريل,2016

الشيء المقرف في الديمقراطية هو أنك تضطر لسماع الأحمق. رينيه ديكارت.

ما أشدها من فوضى عارمة وضجيج يملأ الأركان بما يسمى بالديمقراطية. ويا لها من أكذوبة استطاع غير المسلمين أن يروجوها بداخل المسلمين مع العلم أنهم لا يطبقونها لأنهم يعرفون أنها أفضل نظام لإحداث الفوضى في البلاد.

قبل أن أؤصل مبدأ فساد الديمقراطية أريد أن أطرح عليكم بعضًا من آراء العلماء الغربيين وغير المسلمين، لأقرر لكم أولًا أن الديمقراطية تخالف العقل السليم أولًا ثم أذكر كيف يكون فسادها من الناحية الإسلامية.

يقول رينيه ديكارت: الشيء المقرف في الديمقراطية هو أنك تضطر لسماع الأحمق.

ويقول توماس جفرسون الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية: لا تزيد الديمقراطية عن كونها حكم الغوغاء حيث يمكن لواحد وخمسين بالمائة من الشعب استلاب حقوق التسعة وأربعين بالمائة الآخرين.

ويقول جورج برنارد شو: الديمقراطية من عيوبها أنها تجبرك على الاستماع للحمقى.

هذه بعض أقوالهم وليس المقام هنا لسردها ولكن لنناقشها مناقشة بسيطة غير معقدة، ولنضرب هذا المثال:

بلدة تسود فيها الأخلاق المتردية, والطباع المنكرة, والجهل المركب – مع كونها مسلمة – والقلة القليلة أشخاص أسوياء صالحون يعملون على نشر الصلاح والخير وتقليل الشر، والبلدة تحاربهم إلا من به خير ولو قليل, فأرادت هذه البلدة أن تختار حاكمًا لها بنظام الديمقراطية وهو مبدأ الأغلبية، فكانت النتيجة اختيار أغلب الأصوات وهم أهل الفساد لا أهل الصلاح والرشاد.

هذا هو ما يحدث على مستوى البلاد الإسلامية بكل أسف.

ولو جئنا من الناحية الإسلامية لنقرر فساد هذا المبدأ أيضًا فلنقرأ قول الله عز وجل في سورة الأنعام: «وإن تطع أكثرَ مَنْ في الأرض يضلوك عن سبيل الله».

وفي مجمل القرآن نرى أن الذم دائمًا يلحق الكثرة من الناس, وأكثرهم الكاذبون, ولكن أكثر الناس لا يعلمون, وأكثرهم الكافرون… إلخ.

ونلاحظ أن المدح يلحق القلة دائمًا, إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم, وقليل من عبادي الشكور… إلخ.

فمبدأ الكثرة والأغلبية مبدأ خاطئ بلا شك, ولو نظرنا الآن لواقع بلادنا ومدى قوة النزعة الدينية والإيمانية عند الكثير من الخلق لبكت الأعين وندي الجبين.

فهل أكثر المسلمين من المصلين؟

هل أكثر المسلمين من المؤدين للزكاة؟

هل أكثر المسلمين من أهل الأخلاق الفاضلة؟

هل أكثر المسلمين لا يظلم بعضه؟

هل أكثر المسلمين علماء ومتعلمون؟

أم أن الأكثرية هي الهمج الرعاع؟

إذا كنا منصفين مع أنفسنا فسنعلم بأن نسبة الفساد فينا كبيرة تجاوزت الـ99%.

وعليه فكيف يكون الحكم وتصريف الأمور واختيار الأصلح مبنيًّا على رأي من ذكرت ممن سبق؟

الديمقراطية لا تفرق بين عالم وجاهل ورفيع ووضيع

يقول الحق تبارك وتعالى في سورة ص متعجبًا ومستنكرًا «أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار» وكأن المراد كيف نقوم بهذه التسوية الجائرة بين المؤمنين والمفسدين؟

الديمقراطية فعلتها فجعلت الكل سواسية في الاختيار, فالكل يصوت.

العالم المبجل له صوت واحد والراقصة كذلك.

خبير السياسة والاقتصاد لا يزيد شيئًا عن العامي المغيب عن الواقع والحياة.

أترى أن هذه القسمة عادلة؟ تلك إذًا قسمة ضيزى وتلك إذًا قسمة جائرة, تلك هي قسمة الديمقراطية.

في الوقت الذي نرى فيه الدول الغربية تتغنى بهذه الديمقراطية نراها لا تأخذ بها على وجه الحقيقة، بل هي تستتر وراءها وتحت مظلتها لكن الحقيقة غير ذلك، وهذا هو سر تقدمهم وسر تخلفنا وانحدارنا حينًا بعد حين.

ولذلك لا تعجب إذا تم شراء ذمم هؤلاء البسطاء الذين يبحثون عن لقمة العيش فيمكنهم التصويت لك إن شئت لكن أعطهم فقط ما يسد جوعهم.

وقد وقعت على مقالة لأحد الأشخاص وذكر فيها أن والده كان يأخذ برأي الأغلبية من أولاده إذا أرادوا النزهة إلى مكان، حتى وإن كان هذا الرأي يخالف هواه, مثال كهذا لا علاقة له بالديمقراطية ودخولها في الحكم ومقاليد الأمور, هذا بيت محدود بعدد من الأفراد لا يجاوزون اليد الواحدة فلا يمكن القياس عليه البتة، هذا أولًا.

وثانيًا: ماذا لو كان هؤلاء الأولاد جميعًا غير صالحين واختاروا مكانًا للتنزه فيه الإثم والعدوان ومعصية الرسول, فهل يسمع لكلامهم؟ إن فعل والدهم ذلك بحجة الديمقراطية فقد أضاع أمانة استودعها الله إياه.

ليست الديمقراطية هي الشورى كما قد يظن البعض أو يزعم, لكن الشورى هي البديل عن الديمقراطية فالشورى هي أخذ آراء من يعتبر بآرائهم كما فعل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده.

فسيدنا عمر بن الخطاب عندما كان على فراش الموت اختار ستة من الصحابة وأوكل إليهم مهمة اختيار الحاكم من بينهم، ولم يقل لهم لتأخذوا آراء جميع الناس ولتنفذوا أمر الأغلبية حاشاه أن يفعل ذلك رضي الله عنه، والأمثلة أكثر من أن تحصى في هذا الباب.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل