المحتوى الرئيسى

"حلايب وشلاتين".. من الاحتلال البريطاني إلى المزاعم السودانية

04/19 10:01

على غرار تقسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، واعتبار جزيرتي "تيران وصنافير" سعوديتين، دعا السودان، مصر، بالأمس، للجلوس للتفاوض المباشر لحل قضية منطقتي حلايب وشلاتين، معلنة لجوءها إلى التحكيم الدولي امتثالا للقوانين والمواثيق الدولية، فجاء الرد المصري مقتضبا على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، في بيان صحفي: "حلايب وشلاتين أرض مصرية تخضع للسيادة المصرية وليس لدى مصر تعليق إضافي على بيان الخارجية السودانية".

ويعتبر الاحتلال البريطاني المتزامن في مصر والسودان، هو الذي أدى إلى تعيين الخط الحدودي الفاصل بين البلدين، وكان ذلك عملاً من نتاج الفكر الاستعماري البريطاني الذي كان يترقب لحظة تفكيك أملاك الدولة العثمانية، حيث وقَّعت اتفاقية السودان بين مصر وبريطانيا في 19 يناير 1899.

وتُعد منطقة حلايب وشلاتين وأبو رماد بوابة مصر الجنوبية للسودان ودول إفريقيا، ويطلق عليها "منطقة المثلث"، وذلك لتثلث أضلاعها، فهي تمتد من نقطة على ساحل قرب بئر الشلاتين وتتجه جنوب غرب لمسافة 58 كم حتى تصل إلى بئر منيجة، ثم تمتد شمال غرب لمسافة 28 كم حتى تصل إلى جبل تجروب، والمنطقة على شكل مثلث متساوي الساقين قاعدته تبلغ نحو 300 كيلو متر، مع خط عرض 22 درجة شمالاً، وطول كل من ضلعيه الشرقي البحري والغربي الصحراوي 200 كيلو متر، ويشغل مثلث حلايب رقعة جغرافية متميزة، ويبعد عن القاهرة بنحو 1600 كيلو متر.

فتقع منطقة "مثلث حلايب" في أقصى الجزء الجنوبي الشرقي من الصحراء الشرقية، وتقدر المساحة الكلية لمنطقة المثلث بنحو 20,580 ألف كم مربع، تمثل نحو 14% من إجمالي مساحة محافظة البحر الأحمر، والتي تبلغ 120 ألف كيلو متر مربع، وتتبع المنطقة لمصر سياسيا وإداريا، إلا أنها لا تزال محل نزاع بين مصر والسودان، وأغلبية سكانها من قبائل تنتمي إلى "البشاريين والحمداواب والشنيتراب والعبابدة البجا".

يسكن المنطقة قبائل بدوية، فضلا عن النازحين من مختلف أقاليم مصر، ويتحدث سكان المنطقة لغة تدعى "الرطانة" أو "البداويت" إلى جانب اللغة العربية، ويحتكم الأهالي للعرف ويلجأون لكبير القرية في حل مشكلاتهم، ولهم بعض الثقافات التي تدل على بيئتهم الصحراوية، كالموسيقى والغناء الذي يختص بقصص تمس البيئة المحيطة بهم ويعتمدون فيها على أداة موسيقية تسمى "الطنبور"، كما يعبِّر السكان عن طبيعة منطقتهم من خلال بعض الرقصات التي يقومون بها ومنها رقصة "الهوسيت".

في حين يتميز غالبية سكان المنطقة بالمهارة في الصناعات الحرفية الصغيرة، مثل أدوات المعيشة والأدوات القتالية من سيوف وخناجر بجانب المنسوجات البدوية الخاصة بهم، ويعمل البعض منهم في تجارة الإبل والأعشاب الطبية، وتعتبر سوق "شلاتين الدولي" وسوق "حجر الأساس" من أهم الأسواق، علاوة على سوق "الجمال الدولية".

وتتمتع منطقة مثلث حلايب وشلاتين بمقومات سياحية، حيث تمتلك شاطئا بطول 103 كيلو مترات، والذي يُعد من أجمل الشواطئ المصرية على البحر الأحمر، ومن ذلك سحر الطبيعية من خلال السياحة السفاري فوق الجبال، حيث تضم المنطقة جزءا من محميتي "وادي الجمال، وحبل علبة"، فيعتبران من أكبر محميات مصر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل