المحتوى الرئيسى

الذين ثبتوا عند نقابة الصحفيين | المصري اليوم

04/18 02:34

«عيش، حرية، الجزر دي مصرية».. هكذا كان الهتاف مُدويًا بـ«جمعة الأرض» كضوء أحمر في وجوه كل الذين حاولوا إقناع المصريين بأن تيران وصنافير ليست لهم، ومع كل التقدير للأشقاء السعوديين هناك ودون شك بوطنية أحد هنا، نزل مصريون إلى الشارع بعدما لم تقنعهم مبررات الرئيس.

الذين صلوا في «مصطفى محمود» ثم تجمعوا.. عرفوا من الرئيس أنه لم يجد شيئًا يثبت حقًا للمصريين في الجزيرتين بالأرشيف السري لأجهزته السيادية!! هذا المقطع من كلام الرئيس كان عجيبًا وتنافى عندهم مع كل ما دفع به قانونيون وخبراء من حجج ووثائق وخرائط على الرأي العام منذ تفجرت الأزمة، وبناءً عليه كان من الجنون لأي مصري عاقل البصم على سعودة تيران لمجرد أنه استيقظ فجأة ليجد كل مسؤولي بلاده الرسميين يتحدثون عن جزيرة في شرم الشيخ بصوت وكأنه خارج من حنجرة وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»!! شاهد الغاضبون قبل عام أوبريت «مصر قريبة» لكن أحدًا منهم لم يظن أنها قريبة إلى هذا الحد!!

الذين تحركوا نحو «دار القضاء».. ثبت بذاكرتهم أخطر ما قاله الرئيس عن تيران وصنافير، قال إننا لن ندخل في مشاحنات مع السعودية وسنعطيها أرضها، لأن الهدف هو «عزل الدولة المصرية» واستكمال حصارها!! هذا المقطع فتح بابًا من استفهامات الجحيم!! مُنذ متى أثارت الجزيرتين أزمة لنا مع المملكة؟! اللجنة التنسيقية لترسيم الحدود بدأت أعمالها بعد صعود سلمان وهبوب عاصفة الحزم وتصاعد خلاف واضح بالشأن السوري، هل صعدَّت المملكة بالكواليس طلبها الجزيرتين كعقاب للنظام المصري بعدما لم يُقدم المطلوب منه؟! سفيرنا الأسبق بالرياض «السيد المصري» قال إن السعودية تحدثت دومًا عن صنافير ولم تتحدث أبدًا عن تيران!! ليبقى السؤال الأخطر: هل تنازل النظام عن أرض مصرية تحت وطأة التهديد بحصاره سياسيًا والإجهاز عليه اقتصاديا؟!

الذين عبروا من «طلعت حرب».. أكد لهم الرئيس أن البرلمان الذي اختاره الشعب هو المنوط به البت النهائي في مصرية الجزيرتين!! ولم يشر من قريب أو بعيد لاستفتاء شعبي وفقًا للمادة 151 من الدستور مما أجج الوضع وأثار الشكوك، هل هذا المجلس- الذي قُوطعت انتخاباته ووُلد ميتًا ولم يحظ باحترام المصريين- يمكن الوثوق بتصويته في مسألة تخص سيادة شعب على أرض؟! هل من المتوقع لنواب صفقوا 23 مرة خلال 15 دقيقة للملك السعودي وألقوا فيه شعرًا وهتفوا له أن يصوتوا بـ«لا» في ظل نظام مصري يستميت بغرابة من أجل سعودة تيران وصنافير؟!

وكل الذين ثبتوا عند «نقابة الصحفيين».. هؤلاء شاهدوا بأنفسهم الرئيس وهو يطلب منهم عدم فتح موضوع تيران وصنافير مرة أخرى باعتبارهما أرض سعودية وأن الأمر انتهى!! هذا الطلب توازى مع إعلام رخيص يُؤمر أمنيًا أو يُدفع سعوديا!! هذا الإعلام الذي مارس أقصى درجات الفاشية ولم يترك مخالفًا بالرأي إلا وحرض على سفك دمه خشيه هدم الدولة، صار كل همه الآن إقناع المصريين بالتخلي عن جزء من أرض هذه الدولة!! بدم بارد يحاولون اقتطاع سيناء من شعب فقد كل شيء ولم يبق له إلا أرض يقف عليها وتاريخ يتحاكى به في المساء على سبيل المُخدر الموضعي لآلام الروح!!

وفي النهاية، كانت رسالة أغلب الذين نزلوا يوم الجمعة واضحة: «بغض النظر عن الجدل القانوني، الأرض خط أحمر، ولا بديل عن استفتاء شعبي نزيه أو تحكيم دولي عادل»، لذا على أي رشيد في هذا النظام أن يُقدم للرئيس تقديرات سليمة للموقف بعد 15 إبريل كي لا ندفع جميعًا الثمن باهظا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل