شاهد| عرائس متحركة وعروض راقصة في «وسط البلد»

"ماتبصيش يا لولو ماتبصيش".. جاءت تلك الجملة من عروسة تمثل سيدة تدافع عن حقوق الحيوان، بشكل ساخر ضحك عليه كل من حضر عرض العرائس المتحركة الذي قدمته فرقة الكوشة للعرائس، التي أسسها ناصف عزمي عام 2000 بالفيوم، أمس بشارع الشواربي في منطقة وسط البلد، ضمن فعاليات مهرجان دي كاف للفنون المعاصرة.

شاهد العرض أطفال، ورجال، وشباب من مختلف الأعمار، وكلما مر أحد وشاهد العرائس وقف ليستمع، ويروّح عن نفسه بتلك الإسكتشات الضاحكة التي تناقش قضايا كبيرة من خلال أشكال فنية بسيطة مثل العرائس التي تعلق بها المصريون منذ زمن طويل.

يذكر أن الفرقة قدمت “لعبة الثعبان” عام 2004، ثم توقفت عقب حادث حريق مسرح بني سويف. وفي عام 2012 عاودت الفرقة نشاطها، واهتمت بعروض العرائس في الساحات والفضاءات العامة، وقدمت “هنفكه… هنحله” وافتتاح مهرجان “سيركايرو” و”اولعوا” و”العو السو” وأخيرًا “ماتبصيش يا لولو”.

"ماتبصيش يا لولو" التي تفاعل معها الجمهور من مختلف الأعمار هي مغامرة جديدة للأراجوز مع كلب شوارع تودي به إلي حبل المشنقة وينجو منها هاربًا، وهي أيضًا مغامرة جديدة لفرقة الكوشة للعرائس، بحثًا منها عن الإمكانات الدرامية والقدرات التعبيرية للدراما في عروض مسرح العرائس، ومحاولة لإتاحة هذه العروض في الأماكن الطبيعية للجمهور، وكذلك تذكير الجمهور بأصول فن الأراجوز كفن شعبي جوال.

أما ناصف عزمي فهو فنان عرائس درس المسرح في فرنسا، وتخصص في فنون العرائس، عمل كممثل ومساعد سينوغراف ومساعد مخرج عام 1978 حتى عام 1984، بعدة مسارح بباريس، وانتدب مؤخرًا لتدريس مادة مسرح العرائس بكلية الأداب جامعة عين شمس.

ثم جاء دور الرقص، من خلال العرض الراقص "جسد لجسد" للراقص محمد الديب، المستوحى من أسطورة سيزيف، يوضح العرض أنه عندما نفقد السؤال عن ما نفعل ونفعل ما لا نفهم، هذا يجعل منا حملة أحجار إلي قمة جبل منحدر، فيسقط الحجر ثم نحمله مجددًا، هذا ما يجعل حياتنا مليئة بأشياء مبهمة يجب علينا أن نتخلص منها ليستقر الحجر.

بدا العرض يحمل الكثير من الإسقاطات، يختلف شعور وإدراك الجميع لها، ولكن من الملاحظ أن الجمهور العام من البسطاء غير قادرين على هضم هذا النوع من الفن "الرقص المعاصر" إذ تناقش الكثير من الأطفال الواقفين في المقدمة مع بعضهم البعض حول الحركات، وبعضهم سخر منها، ولكنهم استمروا في المشاهدة، فيما قال أحد الأشخاص بعد نهاية العرض في جدية "هما لازم يفهموا الناس، لأن الناس مش فاهمه إيه ده!".